أزمة الشرق.. محاولات فك حصار الخرطوم
تقرير: النورس نيوز
بدأت أزمة الشرق تراوح مكانها شيئا فشيئا ففي الوقت الذي طرحت العديد من المبادرات الشعبية والسياسية على طاولة نظارات البجا وآخرها مبادرة الاتحاديين؛ اذا بتحركات دولية تطرأ على الساحة الداخلية؛ وقد دعت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج اليوم الجمعة إلى ضرورة إنهاء حصار الميناء والبنية التحتية للنقل في شرق السودان؛ وجاء في بيان مشترك للبلدان الثلاثة بحسب مصادر صحفية، إنه يتعين على الزعماء السياسيين في شرق السودان قبول عرض حكومتهم بحل مشاكلهم عبر حوار سياسي ملموس، بدلا من الانخراط في أفعال لن تفعل شيئا سوى الإضرار باقتصاد البلاد. هذا التفاعل الدولي مع أزمة شبه قبلية وعلى هذا الأساس من شأنه ان يدفع بهذه الأزمة ربما نحو مدارك قد يستعصي معها قبول هذا التدخل ويعتبر بإنه تدخل غير مقبول لجهة عدم حياديته. ويقول مراقبون إن الساحة السياسية قد تتحول فيها الاوضاع لانسداد تام لجهة أن القرار الذي تقدمت به دول الترويكا برئاسة امريكا لم تراعي فيه مطالب اهل الشرق ومن المحتمل حسب مراقبين انه قد يشهد هذا الملف تحركا سريعا خلال الايام القادمة لما فيه من مستجدات.
الأكثر حيادا:
ما يجري من مستجدات على الارض هناك يراها د.الامين الحسن الخبير الاستراتيجي لـ(النورس نيوز ) بانها تأتي نتاجا لتطاول الأزمة وتفاقماتها إذ أن المجتمع الدولي تحديدا دول الترويكا من اكثر الأطراف دعما لعملية التحول السياسي في السودان؛ بيد أن الحسن يرى ان الاتحاديين و”السجادة الختمية ” تحظى بموقع شبه متفق عليه بين مكونات الشرق القبلية كما تحظى بقدر كبير من التأييد هناك ومن الصعب ان تجد السجادة الختمية وجناحها السياسي الحزب الاتحادي الديمقراطي منافسا ان كان داخليا أو خارجيا، وزاد بقوله “أنها مناطق مقفولة للنفوذ الاتحادي وللطريقة.
الختمية على مر السنين” .
وأكد الأمين ان توجيهات دول الترويكا قد لا تهم أهل الشرق وهم مكون قبلي لا يجد ما يربطه بتلك المكونات ذات العلاقات الرأسية مع الدولة؛ لكن الأمين الحسن يرى أن المبادرة التي تقدم بها الاتحاديين ربما تفهم في سياقات خاصة ذات علاقة بالتبعية المطلقة لانسان الشرق لهذا الحزب الكبير، وان الازمة تعتبر ازمة مكونات انسان شرق السودان؛ ويقول الأمين إنه و من خلال هذا التداخل فإن الإتحادي هو الأقرب لطرح مبادرة يمكن ان تكون مقبولة وملائمة لحل هذه الأزمة، اكثر من أية أطراف اخرى؛ ولفت إلى أن المبادرة سوف تحظى بقبول البجا لجهة ان المبادرة جاءت من الطرف الأكثر مقبولية وثقة لدى أهل الشرق. ويرى الأمين الحسن انه ومن أجل ايجاد حلول مقبولة لأزمة و قضايا شرق السودان لابد من ان تخاطب الاطروحات أزمات المنطقة التاريخية بيد انه اكد في نفس الوقت إنه لا يمكن تجاهل المساهمات و المبادرات الاخرى التي جاءت من جهات محايدة و ذات صلة بقضية الشرق، كالمبادرات التي تقدم بها حزب الامة و مبادرة الحرية والتغيير، ومبادرة المكون العسكري، لجهة أنها لم تتجاوز القضية الأساسية لإنسان شرق السودان .
شروط مقابلة:
يأتي هذا بينما أبدى مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة في شرق السودان استعداده لفتح المناطق المغلقة شرط؛ إلغاء رسوم الجمارك، مقابل الانخراط في حوار سياسي مع الحكومة الانتقالية.
وأكد رئيس مجلس نظارات البجا محمد الأمين ترك لقناة الجزيرة، إن المجلس مستعد لإزالة المتاريس وفتح المناطق المغلقة في شرقي البلاد ابتداء من اليوم الجمعة شرط إلغاء رسوم الجمارك على جميع السلع حتى تُحل قضية شرق السودان؛ ودخل شرق السودان في اضراب شامل واغلاق للطريق القومي احتجاجا على الاوضاع السياسية التي لحقت بالمطنقة جراء الرفض العارم لمسار الشرق في مفاوضات جوبا للسلام في السودان. بيد أن ترك قد رحب بوساطة جنوب السودان في هذه القضية، بينما تجد وساطة الاتحادي التي تقدم بها الحزب وتناولتها الوسائط الإعلامية على نطاق واسع ردود محدودة لجهة انها لم تصل لكل الدوائر ذات الصلة بأزمة الشرق.
الترويكا في عالم آخر:
ونفى الاستاذ طه فكي الناطق الرسمي بأسم مجلس نظارات البجا لـ(النورس نيوز ) ما راج حول مبادرة حزب الاتحادي الديمقراطي وقال إن الاتحادي بنفسه نفى أن تكون له مبادرة لطي الأزمة بالشرق مشيرا إلى ان الحديث حولها عار عن الصحة. وحول الحديث عن مبادرة حزب الأمة قال إن حزب الأمة لم يتقدم بمبادرة رسمية ولكنه على هامش حضور وفده لمراسم العزاء في وفاة سرالختم الميرغني برئاسة مريم المهدي وبرمة ناصر التقى الوفد برئيس نظارات البجا محمد الأمين ترك وطالب الوفد بتفويض للجلوس مع النظارات لحل بحث الأزمة مؤكدا ان وفد النظارات اكد ان تفويضه مشروط ومحدود بالغاء مسار الشرق وبغيره فإنه لن يسمح للحزب بالتحدث عن الأزمة وبحث حلولها. وأكد طه فكي إن دول الترويكا يتحدثون من عالم وكوكب اخر مؤكدا انهم لا يدرون بمعاناة قبائل البجا وقدم الناطق الرسمي الدعوة لدول الترويكا للجلوس اليهم والاستماع منهم قبل ان يتدخلوا بالحكم في قضية لا يعرفون اركانها.
