خلافات العسكر والمدنيين…  طلاق بائن

تقرير أخباري: آية إبراهيم

 

مقدمة

اتهامات متبادلة في العلن أطلقها مكوني الحكومة الانتقالية “العسكريين والمدنيين ” ما بعد الإعلان عن إحباط عملية الانقلاب وتحميل كل طرف للآخر مسئولية ما وصل إليه السودان من حال في خطوة تؤكد اتساع الفجوة ما بين المكونين العسكري والمدني داخل الحكومة الانتقالية ما يدعو إلى حالة من القلق والتوتر وترقب لما يمكن أن تسفر عنه الأيام القادمة.

 

 

فتح باب

بدأ رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بفتح باب الاتهامات التي صوبها ناحية المكون المدني في الحكومة الانتقالية بعد ساعات من إعلان إحباط المحاولة الانقلابية لكن كان ذلك بشكل غير مباشر بقوله بمدرعات الشجرة “القوة العسكرية دي الناس ما بدورها وبعاينو ليها بعين الريبة ” وأضاف هي صمام أمان هذه البلد وزاد ” الرضى رضى والما رضى ما رضى ” فحسب مراقبين فإن رسالة البرهان كانت واضحة للمدنيين خصوصا بعد توجيه حديثه لضباط وجنود صف المدرعات وقوله ” أنتم حراس الانتقال الديمقراطي بالبلاد” حتى تسليم السلطة إلى القوى الوطنية التي ينتخبها الشعب.

 

اتهام مباشر

بعد ساعات قلائل من خطابه الأول وجه البرهان اتهام مباشر في حديث آخر بمعسكر القوات الخاصة لقوى سياسية بالسعي إلى بث الفرقة في صفوف الجيش والقوات النظامية؛ وقال إن تلك القوى همها الاقتتال حول كراسي السلطة؛ وأضاف “سنعمل على بناء الوطن مع القوى الوطنية المؤمنة بالانتقال الديمقراطي” وزاد “تم اقصاؤنا من مبادرة رئيس الوزراء ولا يمكن لأي جهة قيادة البلاد وحدها”. وأكد أنه لا أحد يستطيع إقصاء الجيش من الحياة السياسية مضيفا لا توجد حكومة منتخبة في البلاد والقوات المسلحة هي الوصية على أمن السودان ووحدته.

 

تحميل مسئولية

الكثير من الاتهامات المباشرة والغير مباشرة التي وجهها رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح صوب المكون المدني بالحكومة واصل فيها نائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو الذي حمل مسؤولية الانقلاب الأخير للسياسيين بقوله انهم منحو فرصة لقيام الانقلابات بعد اهمالهم للمواطن ومعاشه وخدماته الأساسية وانشغلوا بالصراع على الكراسي وتقسيم المناصب وأضاف ” نحن العسكريين منذ اليوم الأول في التغيير لم نبخل بشيء ولم ندس المحافير مثلما ظل يروج أصحاب الأجندة الخفية. وقال لم نجد من الذين يصفون أنفسهم بالشركاء إلا الإهانة والشتم ليل نهار.

 

أمر صحي

حسب مراقبون فان الشراكة بين العسكر والمدنيون في غالبها شراكةُ مُؤامرات إذ أن كل طرف يمكر للآخر ويشيرون إلى أن ذلك ليس على مستوى السودان فقط إنما هي قاعدة ثابته في كل أنحاء العالم بأن المدنيون لا يكنون أي حب للعسكر لكن المحلل السياسي صلاح الدومة ينظر لذلك من زاوية أخرى ويعتبر إن ما يحدث بين العسكر والمدنيون أمر صحي حتى وإن تخطى ذلك التراشق بالكلمات إلى الرصاص فإن ذلك شيء جميل وقال الدومة ل” النورس نيوز ” إن  المعاكسة من العسكريين  ومحاولة الالتفاف لعدم الوفاء بتعهداتهم أدى إلى هذه الاختلافات، التي حملها العسكريين وأضاف بالقول لابد من الاستمرار حتى الوصول إلى التحول الديمقراطي، منوها إلى إن الثورة وصلت لمرحلة لا خوف عليها وقال إن العسكريين هم امتداد للنظام السابق ولابد من مواجهتهم بكافة الوسائل للوفاء بتعهداتهم وتوقع تراجع العسكريين وتنفيذ تعهداتهم بصورة أقل سوء.

 

استقلال فرصة

تباينت الآراء حول الصراع المعلن ما بين العسكريين والمدنيون فهنالك من يرى أنه أمر جيد حتى يرى كل طرف ثغرات الآخر من زاويته فيما يشير البعض إلى أن الوقت غير مناسب لتبادل هذه الاتهامات بشكل علني خصوصا وأن هنالك من يحاول استقلال هذه الفرصة والاصطياد في المياه العكر ممن هم ضد نجاح الفترة الانتقالية لكن آخرون يرون إن حادثة الانقلاب كانت يجب أن توحدهم بدلا من أن تتسع الشقة فيما بينهم وتتأزم علاقتهم بشكل معلن.

Exit mobile version