الأخبار الرئيسيةتقارير

المحاولة الانقلابية.. من يقف خلفها؟

تقرير: النورس نيوز

 

تفاجأت الساحة السياسية والأمنية والاجتماعية للمحاولة الانقلابية الفاشلة التي حدثت صباح اليوم (الثلاثاء) واستمرت اصداؤها حتى نهار ذات اليوم، وقد اكد عبد الله حمدوك رئيس الوزراء أن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت فجر اليوم تستهدف الثورة وكل ما حققه شعبنا العظيم من إنجازات، وقال حمدوك أمام الجلسة الطارئة لمجلس الوزراء إن المحاولة الانقلابية تستهدف تقويض الانتقال المدني الديموقراطي، وغلق الباب أمام حركة التاريخ، “ولكن كالعادة فإن عزيمة شعبنا كانت أقوى، والردة مستحيلة حسب قوله. فما الذي يجري وما هي أسباب وظروف هذه المحاولة الانقلابية الموضوعية وملابساتها وما هي اتجاهاتها السياسية..؟

 

اثر تداعيات الشرق:

العديد من الكيانات السياسية والحزبية، تناولت عبر بيانات إعلامية، الأسباب والظروف الموضوعية لهذه المحاولة التي جاءت في ظل ظروف مواتية بحسب متحدثين ومحللين سياسيين تحدثوا لـ(النورس نيوز)، فقد شهدت الساحة السياسية، الأيام الماضية أحداثا سياسية مختلفة بعد الاحتدام الكبير في شرق السودان وتبعه اغلاق الطرق وقفل الميناء لتتوقف مسيرة التصدير والواردات و يتعطل معها خطوط الإنتاج الرافد الوحيد للخزينة العامة. ولم يجد إغلاق الشرق استهجانا من كل الأوساط بل ان العديد من الجهات والكيانات القبلية ورجالات الإدارة الأهلية بالولايات المختلفة تعاطفت مع ترك بصفته رجل إدارة أهلية و بصفته القبلية، إذ سارع أهل الشمال ونهر النيل إلى إعلان موقفهم الداعم لأهل الشرق وإغلاقهم للطريق القومي ومحاولة عزل ولايتيهما من بقية الولايات إيذانا لإشهار التضامن الكامل مع الشرق. كما ان ولايات واتجاهات أخرى أعلنت تضامنها مع ترك. وقد عجزت الحكومة في إيقاف امتدادها. هذه الاحداث مجتمعة ربما تكون قد مهدت الطريق لهذا الانقلاب الفاشل.

 

ظروف موضوعية:

ان المحاولة الانقلابية لم تحدث اليوم فقد بدأت حيثياتها منذ التوقيع على الإعلان السياسي مؤخرا، وقال السر محمد علي أستاذ العلوم السياسية لـ(النورس نيوز) إن حديث دكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء بان التوقيع على الإعلان السياسي لقوى الحرية والتغيير هو الخطوة في الاتجاه الصحيح، كان اكبر محفز للانقلاب على الحكومة الانتقالية وزاد ان الخطاب ومضمونه في حد ذاته انقلاب على بعض مكونات الانتقالية ومحاولة واضحة لأبعاد تلك المكونات السياسية عن الساحة السياسية ومجموعة القوى الفاعلة في الحكومة في فترة ما قبل استلام المكون المدني رئاسة السيادي من المكون العسكري كخطوة استباقية لمزيد من عمليات التمكين السياسي والمحاصصات التي سارت عليها الحكومة الانتقالية.

 

وأشار السر إلى ان السودان يسع الجميع وانه من هذا المنطلق كان يجب ان تتجه الحكومة لتوحيد قوى الشعب الحية، في الوقت الذي غابت فيه قوى سياسية وعسكرية مهمة وخطيرة ، كغياب جبريل إبراهيم رئيس العدل والمساواة و اركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان، بالإضافة لغياب بعض القوى السياسية الفاعلة في الساحة السياسية عن التوقيع على الإعلان السياسي. وأضاف ان الرافضين من الفاعلين السياسيين في الساحة السياسية ربما رءأوا ان هذا هو الطريق الوحيد لخروج البلاد الى الأمام . يأتي هذا بينما دعا حمدوك جميع قوي الثورة لتفويت الفرصة على المتربصين والعمل لوحدة الحرية و التغيير. مبينا ان الاختلاف يجب ان يكون من اجل مصلحة الوطن . وأردف : السودانيين قادرين للتصدي لكافة التحديات .

 

حدوته الإسلاميين:

ومع اعلان المحاولة الانقلابية وفشلها سارعت جهات رسمية فاعلة في نسب تلك الحادثة الى بعض قيادات المؤتمر الوطني والإسلاميين، لكن الاستراتيجي والمحلل السياسي د. ابوبكر ادم يرى لـ(النورس نيوز) إن مجرد ادخال كلمة ” فلول الحزب البائد”، في اي حدث يهدف لتغيير الأوضاع، من شأنه ان يعيد للحكومة الانتقالية، بريقها المفقود و يؤدي لإعادة شعبية الانتقالية و المبتعدين عنها “زعلا ومقتا”، وقد ساءت الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية وفشلت كل الخطط المتخذة من قبلها لمعالجة الاختلالات، لكنه اكد ان التحريات الأولية اشارت إلى ان الذين قاموا بهذه المحاولة ليسوا بإسلاميين وانما ضباطا من غمار الجيش السوداني ساءهم ان يروا الأوضاع بالبلاد يسودها التدهور في مختلف المجالات، واكد ابوبكر ان الساحة لا تزال مهيأة لمزيد من الانقلابات إذا لم تضع الحكومة حدا للممارسات السياسية و الإجرائية التي تتبعها مع من يخالفون توجهاتها،  يأتي هذا وقد اصدر المؤتمر الوطني (الحزب المحلول) بيانا اكد فيه انه لا علاقة لعضوية الحزب بهذا الانقلاب. فيما أورد بيانا للجيش تمكنه من القبض على جميع من قاموا بالتورط في هذه المحاولة الانقلابية من ضباط وضباط صف من وحداتهم العسكرية التي تحركوا منها لإنفاذ الانقلاب.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *