قمة البحيرات.. إبراهيم جابر.. خطوات العمق الاستراتيجي

تقرير إخباري: النورس نيوز

بهدوء غادر عضو مجلس السيادة الفريق مهندس إبراهيم جابر إلى العاصمة الأنغولية لوندا في بحر الأسبوع الماضي، ثم عاد إلى الخرطوم، وما بين الذهاب والإياب، تحققت الكثير من القضايا ذات الاهتمام الاستراتيجي بالنسبة للسودان، وجابر بوصفه مسؤول هذا الملف كانت له رحلات سابقة في الإطار، وهو رجل يعتبر خبيرا بتفاصيل القارة سيما اذا تعلق الأمر بدول الجوار الأفريقي، وعلى راسها بانغي التي تمثل للخرطوم بعدا مؤثرا في حدوده الغربية الجنوبية، لذلك أحدثت القمة اختراقا كبيرا في هذا الجانب، وهو ما أكده إبراهيم جابر وفقا ما نقلت عنه الشروق، بقوله إنه تم الاتفاق خلال القمة الثالثة المصغرة لمنطقة “البحيرات العظمى” التي انعقدت بالعاصمة الأنغولية لواندا، الخميس، على مواصلة التفاوض مع الحركات غير الموقعة على اتفاق السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى، وأشار جابر إلى أن هناك حركتين فقط لم توقعا على اتفاق السلام، كاشفاً عن توصل المشاركين إلى إجماع على ضرورة تنفيذ الترتيبات الأمنية مع الحركات الموقعة وتحقيق المصالحة السياسية، إلى جانب ضبط الحدود المشتركة وتحقيق الأمن والسلم على المستوى الإقليمي.

ويبدو ان هذه الخطوات مهمة في إطار الاستقرار المنشود لأفريقيا الوسطى التي انهت سنوات من السيطرة الفرنسية للانتقال الى حلف مع روسيا ما يعنى ان قادتها يميلون نحو الحسم بالقوة والسيطرة عبر الالة العسكرية الروسية، ورغم ذلك لا تزال المعارضة تهدد بانغى ما يعنى ان دولا جارة  سوف تتاثر بهذه الحرب لذلك تاتى خطوة “البحيرات” فى الاتجاه الصحيح.

 

متلازمة  الافارقة

فى العام  ٢٠٠٨ اتفقت  عدة دول افريقية فى انغولا على تكوين حلف  فى منطقة تتنازعها الحروب والصراعات الاثنية على الرغم من كونها غنية بالموارد وبدا جليا ان الحلف الوليد ينتظره الكثير، وتضم قمة منطقة “البحيرات العظمى” 12 دولة هي: أنغولا، وبوروندي، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وكينيا، وأوغندا، ورواندا، وجمهورية جنوب السودان، والسودان، وتنزانيا، وزامبيا، ويقول الباحث فى للشؤون الافريقية محمد تورشين لـ(النورس نيوز) إن  طبيعية تكوين حلف البحيرات التي جمعت بلدان غرب القارة الافريقية مع بلدان الجنوب الافريقي  هي التي تحدد مهام الحلف ودوره فى القارة، كم ان عدد أعضائه مقارنة مثلا مع “حلف الايقاد”  يغطى  اكبر عدد من مواطنى  القارة الافريقية بالتالي يصبح دوره واثره اكبر  ويمضي تورشين الى ان الشعار الذى لطالما نادى به عقلاء القارة بان تكون حلول مشاكلها داخل البيت الافريقي  يمنح “البحيرات” مساحة واسعة لتحرك تجاه تسوية النزاعات وإقامة تحالفات اقتصادية فيما بينها وتسخير ثروات تلك  لصالح المواطن  بلدان الحلف.

 

قمة بانغى.

وقبيل يومين انهى قادة حلف البحيرات قمة مصغرة خصصت لسلام فى افريقيا الوسطى، البلد الذى بحث قادته كثيرا عن السلام  حيث قادت الخرطوم قبيل سقوط نظام البشير واسطة بدعم من  روسيا والاتحاد الافريقي ، ما تم فى تلك الفترة لم ينهى الصراع الاعنف الذى بات مهددا لجيران بانغى جهود الرئيس فوستين أرشان تواديرا لتقوية علاقته مع موسكو لم تنهى تهديدات معارضيه الذين كثيرا م اقتربو من قصره لولا الترسانة الروسية التى كسبت الحرب لكنها خسرت السلام حيث يسعى الدب الروسى إلى وضع بصمته فى أفريقيا، من الناحية الاقتصادية،  وفتحت بانغى امامه  سوقا واعدة لترسانته   العسكرية، مقابل ذلك  خسر مواطني  افريقيا الوسطى  امنهم واستقرارهم وفى ظل هذا الواقع تمثل   قمة لوندا ربما بارقة امل امام  هؤلاء المواطنين

 

السودان حضورا:

 

ظل السودان ومنذ انضمامه لحلف البحيرات يشكل حضورا لافتا فى كافة انشطته،  الرهان على الحلف وما يمكن ان بشكله لتغير واقع تلك الدول ومستقبل الحلف فى ظل اتجاه عالمي لإقامة تكتلات اقتصادية وسياسية قوية دفع السودان ان يكون حاضرا وقاد عضو المجلس الانتقالي الفريق مهندس بحري مستشار إبراهيم جابر مسئول الملف، قاد وفد السودان لقمة لواندا وقال جابر إنه تم بذل الجهود مع أطراف الأزمة بإفريقيا الوسطى من أجل تحقيق السلام الشامل. وأضاف: “هذه الجهود هي امتداد لمبادرة الخرطوم عام 2019، عندما تم توقيع اتفاقية سلام بين الحكومة والحركات المسلحة”، وأكد جابر أن السودان وعد بتقديم الدعم اللازم وتعبئة المجتمع الدولي لتحقيق السلام والاستقرار في إفريقيا الوسطى، لافتاً إلى أن هذه الجهود تأتي “من منطلق أن أي زعزعة في جوارنا تؤثر علينا، كما تؤثر الأوضاع في السودان على الأوضاع في تلك البلدان، إلى جانب الاهتمام بالشأن الأفرو – أوسطي، بحكم الحدود المشتركة، والترابط المجتمعي، والمصالح الأمنية والسياسية والاقتصادية مع دول الجوار”.

 

Exit mobile version