“فرح عباس” أسر شهداء الثورة يتعرضون لضغوطات وتهديد كبيرين من مُدبري ومُنفذي القتل

الخرطوم حوار: الحاج عبد الرحمن

كشف فرح عباس فرح الطاهر رئيس منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر المجيدة ووالد الشهيد عباس فرح (عباس الترس)        عن أن أسر شهداء ثورة ديسمبر تتعرض لضغوط كبيرة وتهديد  من الجهات التي خططت ونفذت عمليات القتل في الخرطوم والأبيض ودعا الشعب السوداني إلي أن يكون يقظاً وأن يلبي النداء لحماية الأسر، وأوضح فرح في الحوار الذي أجرته معه “الجريدة” بأنه لا توجد إرادة سياسية حقيقية لمحاكمة قتلة شهداء مجزرة القيادة العامة.

وأشار في الصدد إلى التباطؤ في حسم الملفات وتقديمها للمحاكم رغم مرور عامين على المجزرة . وأشار إلى أن تنفيذ الحكم على قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير لم يتم حتى الآن رغم مرور حوالي عامين على محاكمتهم وذلك لغياب بعض الأجهزة العدلية على رأسها المحكمة الدستورية وتباطؤ الحكومة في تشكيلها حتى الآن مما يجعل تنفيذ أحكام الإعدام بحق القتلة غير قابل للتنفيذ وفيما يلي نص الحوار :

* أستاذ فرح عباس فرح هل ترى أن هناك أي تقدم يذكر في ملفات الشهداء بعد مرور أكثر من عامين على مجزرة شهداء القيادة العامة ؟
__ تقريباً لا يوجد أي تقدم يذكر إلا في محكمة الشهيد حسن محمد عمر حيث حكمت المحكمة على المتهم بالإعدام وفقاً للمادتين 130 و186 ، الأولى تتعلق بالقتل العمد بينما الثانية تتعلق بالقضايا ضد الإنسانية ونرى بأنها خطوة إلى الأمام حيث ظلننا ننادي بتطبيقها منذ فترة طويلة لأن هذه القضية ضد الإنسانية، لكن هناك تباطؤ واضح في بقية ملفات الشهداء ولم تصل إلى المحاكم سوى القضايا الخاصة بشهداء مدينة الأبيض التي أدانت فيها المحكمة أيضاً القتلة وحكمت بالإعدام على عدد من المتهمين وأود أن أشير هنا إلى أن أسر الشهداء باتت تتعرض للضغوط من بعض الجهات التي نفذت عمليات القتل بالقيادة العامة أثناء فض الإعتصام وما قبله وما بعده، كما أن أسراً أخرى تتعرض للتهديد من جانب مليشيات الدعم السريع التي داهمت منزل أحد أسر الشهداء بمنطقة التبون بشمال كردفان بعدد ستة عربات مسلحة وطالبوا أسرة الشهيد وهو من شهداء الأبيض بالتوقيع على بعض الأوراق ولكن الأسرة سارعت بالإتصال بنا وسارعنا نحن من جانبنا بالإتصال بالجهات المسئولة التي قامت بترحيل الأسرة من التبون إلي الأبيض.

* أستاذ فرح عباس فرح لماذا في رأيك تتعرض أسر الشهداء للتهديد والضغوط الآن كما ذكرت ؟
__ الجهات التي خططت ونفذت مجزرة القيادة العامة لا تريد أن تتم محاسبة منسوبيها من القتلة والمجرمين عليه فإننا نهيب عبركم الشعب السوداني ويقظته ونقول له أن الأسر تتعرض الآن لضغوط كبيرة من بعض الجهات التي نفذت عمليات القتل في القيادة العامة وهم الجنجويد لذلك نناشد الشعب أن يكون يقظاً لتلبية النداء في أي وقت نحس فيه بأننا غير آمنين ولتظل إرادة الشعب هي الباقية ونؤكد بأننا لن نحني رؤوسنا ولن نخاف وسيظل إرث أبنائنا الذي حملوه لنا باقياً في نفوسنا للتنفيذ .

* أستاذ فرح عباس فرح ماذا ستفعلون لدفع هذه القضايا إلى الأمام في ظل التباطؤ الكبير من قبل الدولة تجاه هذه القضايا ؟
__ نحن من جانبنا سنضغط بكل قوة بالوسائل السلمية والديموقراطية حتى ينعم السودان بدولة القانون وحتى نضمن عدم إفلات القتلة من العقاب وأود أن أشير هنا بأننا سنحتفظ بالحق القانوني لنسير في مسارات أخرى تقود إلى طرح قضايا الشهداء في المحكمة الجنائية الدولية .

* أستاذ فرح عباس فرح ترى لماذا التباطؤ من الحكومة في تقديم القتلة للمحاكم ؟
__بكل بساطة نقول لا توجد إرادة سياسية لحسم ملفات بقية الشهداء رغم مرور عامين على مجزرة القيادة العامة وحتى قضية الشهيد الأستاذ أحمد الخير التي حكمت فيها المحكمة منذ حوالي عامين بالإعدام على قتلته لم ينفذ حكم الإعدام حتى الآن على القتلة وذلك لغياب مجلس القضاء والنيابة والمحكمة الدستورية، هذا هو الواقع الحالي الذي نعاني منه .

*أستاذ فرح ماذا بخصوص لجنة نبيل أديب التي باتت تننظر العون الخارجي حتى تقترب من إنهاء أعمالها وإعداد تقريرها حول المجزرة ؟
__نحن أوضحنا رأينا في لجنة الدكتور نبيل أديب منذ سبتمبر 2019 وكونت فقط لامتصاص غضب الشعب السوداني وإرضائه وهي لن تأتي بجديد وسوف تمدد اجالها الزمنية في كل مرة كما يحدث الآن ولكن نقول لهم جميعا ( لكم يوم من الأيام دانية له تحت المواجع نستعد) لكن نؤكد أن حقوقنا لن تضيع ولن نسامح ولن نغفر لكل من ارتكب خطيئة في أبناء الشعب السوداني وسنظل على العهد الذي قطعه أبنائنا لينعم السودان بالحرية والعدالة والسلام كاملة غير منقوصة حيث ألقت سلمية أبنائنا بسحر خلب لب كل العالم وهي سلمية هزمت نظام بوليسي يمتلك من العدة والعتاد والقوة التي لم يوجهها إلا نحو صدور أبناء الوطن بينما لم يطلق رصاصة واحدة خارج حدود الوطن التي ظلت بعض أجزائه تحت سيطرة دول أجنبية، ونقول لهم عودوا إلى رشدكم واعترفوا بجرائمكم التي ارتكبتموها في ساحة القيادة العامة حيث قتلتم أبناء السودان واحرقتموهم في خيامهم والقيتم بهم في النيل واغتصبتم من البنين والبنات .

* أستاذ فرح عباس فرح هل تعتقد بأن من خططوا ونفذوا فض الإعتصام الدموي بأنهم سوف يسارعون بالاعتراف بهذا الجرم هكذا بكل سهولة ؟
__ نحن نريد أن نذكرهم بأن يتعظوا مما حدث لاسلافهم حيث كان منهم من يقول (الحس كوعك ، ومن كان يقول أنه لن يسلموها إلا لسيدنا عيسى ) أين هم الآن ؟ هم قتلوا أرواح طاهرة من غير ذنب إلا سوى أنها مارست حقها الشرعي التي كفلته لها كافة الدساتير .

* أستاذ فرح سيرتم قبل فترة موكب للمطالبة بتغير النائب العام المكلف وتعيين آخر جديد رغم أن مولانا الحبر المقال ترى بعض الأسر بأنه لم يفعل شيئاً تجاه قضايا أبنائهم ؟
__ نحن نود أن نذكر هنا ما نفذه مولانا الحبر فقد وافق على تكوين النيابة الخاصة والمحكمة الخاصة بقضايا الشهداء لكن النائب العام المكلف لم يأت بجديد فإذا كان يريد تحقيق العدالة كان عليه من البداية فتح ملف تحقيق مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ونائبه حمديتي
والفريق كباشي وبقية المكون العسكري وقتها وهم كانوا يشكلون اللجنة الأمنية للمخلوع البشير كما أنهم المتهمين من أسر الشهداء بالتخطيط وتنفيذ مجزرة ساحة القيادة العامة . إذا كانت هنالك إرادة حقيقية على النائب العام أن يحقق مع هؤلاء وأن يطلع الشعب السوداني على نتائج التحقيق فإذا تم ذلك من جانبه أو من جانب لجنة أديب نكون قد بدأنا الخطوة الأولى نحو العدالة ، أما غير ذلك يصبح غير مجدٍ كما أنه تدليس لحقوق الشهداء وعدم الايفاء بالعدالة لهم رغم أن الشهداء ضحوا بدمائهم التي خضبت تراب هذا الوطن العزيز نحن نريد أن ننصف الشهداء وأن نقول لهم بأننا فعلنا كل ما في وسعنا لتحقيق العدالة .

* أستاذ فرح عباس فرح إذاً أنتم في منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر متمسكون باتهام اللجنة الأمنية والدعم السريع بارتكاب مجزرة القيادة العامة ؟
__ نعم نحن نتهمهم ومتمسكون باتهامنا لهم وأريد أن أسوق مثالاً واحداً يعضد هذه الاتهامات ويبررها وهو. المؤتمر الصحفي الذي عقدته اللجنة الأمنية ممثلة في المكون العسكري واعترف فيه كباشي صراحة وعلناً وأمام الصحفيين ومرأى ومسمع العالم بارتكابهم المجزرة ومقولته الشهيرة (حدث ما حدث) .

* لكن أستاذ فرح حرر أحد منسوبي اللجنة التنفيذية لمنظمة أسر الشهداء خطاب إعتذار إلى حمديتي ما هو رأيك في ذلك ؟
__نحن سجلنا بلاغاً ضد هذا العضو في نيابة الشمالي ولا تزال الإجراءات قيد النظر لكن نحن من جانبنا سنطرح هذا الموضوع وسنناقشه باسهاب في الجمعية العمومية التي سوف ننظمها لاحقاً لتفصل هي في الأمر لأن الجمعية العمومية هي صاحبة القرار الأصيل في بقاء هذا العضو ضمن عضوية المنظمة من عدمها او فصله .

*أستاذ فرح عباس فرح متى سيتم عقد الجمعية العمومية لمنظمة أسر شهداء ثورة 19 ديسمبر المجيدة ؟
__ سنعقد الجمعية العمومية للمنظمة في أكتوبر القادم وشرعنا الآن في إعداد جملة من التقارير التي سيتم الدفع بها إلى الجمعية لمناقشتها واجازتها أو إبداء الملاحظات حولها وهي التقارير الادارية والمالية وتقرير كبير ومفصل بشأن ملفات وقضايا الشهداء بجانب المشاكل التي تواجه المنظمة.

Exit mobile version