تقارير

السودان.. صراع السلطة.. ومكوناته العسكرية

تقرير إخباري :النورس نيوز

شهد النصف الأول من هذا العام الحالي، انعقاد جملة من الاجتماعات بين أعضاء المجلس المركزي للائتلاف الحاكم في السودان برئاسة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان و نائبه الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
و وفقاً لبعض الخبراء العسكريين فإن هذه اللقاءات لم تكن روتينية تهدف إلى تفقد الأوضاع الاعتيادية، وإنما جاءت مكثفة و بشكل عاجل لرأب الصدأ في توتر ربما غير منظور للعامة داخل مؤسسات الدولة سيما جانبها العسكري التي يقودها الرجلين حميدتي والبرهان، فخلال الأسابيع الماضية، ظهر في السطح السياسي، أن هناك صراع مكتوم بين الجيش والدعم السريع، وهو لم يكن خافيا حيث صرح به رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك عندما حذر خطورة القضية، وهو أمر ربما دفع هذه المؤسسات إلى نفي وجود توتر عبر بيانات صدرت من الجيش عبر العميد “الطاهر أبو هاجة المستشار الإعلامي” لـ”البرهان”، والمتحدث باسم قوات الدعم السريع العميد “جمال جمعة”.
ومع أن قيادة المؤسستين ظهرا في العلن في لقاء مشترك، في اعقاب تصريحات حمدوك، واكدا تماسك المنظومة الأمنية، إلاّ ان ثمة تحليلات ربما تشير عكس ذلك، وهي وفقا لمراقبين لا تنفصل عن الواقع العام الذي تمضي عبره الأوضاع في السودان عقب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، وما تركه من إرث يراه البعض فيه قدر من خلط الأوراق خاصة داخل المنظومة العسكرية، ويضاف إلى ذلك وجود قوات أخرى تنتمي إلى الحركات المسلحة التي وقعت على اتفاق جوبا للسلام، وهو أمر خلق الكثير من الشكوك بشأن إمكانية احتفاظ هذه القوات بالمساحة المتوفرة بينهما وعدم الدخول في مصادمات عسكرية، وهو ما يحذر عنه خبراء عسكريين من ان حدوث خطوة كهذه ربما افقد السودان وجوه.

وما ان تهدأ الأوضاع ، سرعان ما تعود إلى الظهور مجددا بين الفينة والأخرى، وهذا يعزيه البعض إلى العلاقة الشائكة التي وجدت كأمر واقع بين مكونات السلطة الانتقالية، التي تتمثل في ضلعين “الحرية والتغيير، والمكون العسكري” والضلع الأخير ينظر إليه البعض بانه يضم شقين أيضا، الدعم السريع بقيادة الجنرال حميدتي، والآخر الجيش بتشكيلاته المعلومة، وانطلاقا من هذه التعقيدات؛ يتخوف البعض تهديدات قد تواجه التحول الديمقراطي؛ وهو ما يجعل العديد من السودانيين لا يشعرون بعين الرضا، إلى نتائج ثورتهم على الرغم من نجاحها، قبل عامين في الإطاحة بنظام الرئيس، و خلال هذه الفترة خرجت الجموع السودانية في مظاهرات حاشدة أخذت بعضها مسميات على شاكله ” مليونية إستكمال هياكل السلطة، أو مليونية تصحيح مسار الثورة”، أفضت هذه “المليونيات” إلى الإسراع في عملية تكملة الانتقال الديمقراطي في البلاد، و بناءً عليها تم استبدال ولاة الولايات العسكر بولاة مدنيين، و سرعان ما عاد مسار إستكمال هياكل السلطة إلى التعثر و كأنما هناك آياد خفية تعمل على تبطئه الانتقال الديمقراطي حتى لا يتحول السودان بشكل كامل نحو الديمقراطية، و إتاحة الحريات التي ينشدها الشعب الثائر، وحتى يومنا هذا مازالت بعض قطاعات الشعب تطالب بتكوين المجلس التشريعي و تشكيل المفوضيات الأخرى و إصلاح المنظومة العدلية، وهو واقع يدفع البعض إلى التفكير أن المكون العسكري ربما لديه أطماع أيضا في السلطة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *