الأخبار الرئيسيةتقارير

رصاصات الأعراس.. الموت في عز الفرح

الخرطوم: آية إبراهيم

مقدمة

التحضيرات التي تسبق مناسبات الزواج في السودان إلى حين يوم الفرح تكون بمثابة مهرجان في حد ذاته بحكم العادات والتقاليد السودانية التي تفرض على الكثيرين القيام بها حتى ولو على حساب صاحب المناسبة من أجل اكتمال مراسم الزواج الذي ينتهي في أوقات بعد كل ذلك إلى مأساة بفعل إطلاق الرصاص ذات يوم المناسبة تعبيرا عن السعادة التي تتحوّل في لحظات إلى غير ذلك بقتل العريس أو أحد المعازيم وما إلى ذلك.

 

حالة حزن
دخلت مدينة الدامر على وجه الخصوص وكل الشعب السوداني نهار الجمعة؛ في حالة من الحزن الكبير بوفاة العريس الزاكي حسن الزاكي بعد دقائق معدودة من عقد قرانه إثر طلقة طائشة اصابته من صديقه الذي كان يريد أن يعبر عن فرحته به لكن للأسف فما حدث كان عكس ذلك إذ تحول الفرح إلى صيوان عزاء بفعل عادات وتقاليد وممارسات خاطئة تمت دعوات كثيرة لمحاربتها ولكن لا حياة لمن تنادي ويحدث ما حدث.

 

نماذج مشابهة

لم تكن حادثة عريس الدامر الراحل الزاكي حسن الزاكي هي الأولى من نوعها في السودان فهنالك نماذج كثيرة لمناسبات زواج تحولت إلى صيوانات عزاء إذا كان ذلك بمقتل العريس أو غيره من الحاضرين بفعل إطلاق الرصاص فهنالك حادثة وفاة عريس سنار الذي توفى إثر رصاصة طائشة من أحد المعازيم، فضلا عن حادثة مقتل عروس بشرق النيل أثناء حفل زفافها برصاصة طائشة وكذلك حادثة الطفلة ميمي والتي أصيبت بعيار ناري وغيرها من الحوادث المشابهة التي حولت الأفراح السودانية إلى اتراح.

 

دعوات للمحاربة
ودفع تكرار حوادث الوفاة عن طريق الخطأ، أثناء المناسبات الاجتماعية في السودان التي شهدت ارتفاعًا، ملحوظاََ في وقت من الأوقات إلى مطالبات واسعة من قبل ناشطين بمواقع التواصل الاجتماعي، لمنع إطلاق الرصاص في الأعراس والمناسبات الاجتماعية ووصل ذلك إلى حد أن فرضت السلطات السودانية في وقت سابق عقوبات صارمة على مطلقى النيران في المناسبات تصل إلى “5” سنوات سجن إلا أن ذلك لم يحد من مثل هذه الحوادث .

 

ثقافة موروثة
وحسب خبراء اجتماعيون فإن؛ ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في المناسبات المختلفة خاصة الأعراس ثقافة سودانية موروثة إذ تعتبر من عادات وتقاليد المجتمع السوداني في الزواج ويشيرون إلى أنها تسهم في كثير من الأحيان في تحويل مناسبة الفرح إلى حالة من الحزن ما دعاهم للمطالبة بضرورة التخلي عنها في أسرع وقت حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث التي تنعكس سلبا على المجتمع السوداني ولا يمكن تجاوزها بسهولة.

 

هاشتاق وتعهدات

مع كل حادثة قتل في؛ المناسبات السودانية بفعل إطلاق الأعيرة النارية؛ يطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي عدد من الهاشتاقات التي من شأنها محاربة هذه الظاهرة أبرزها هاشتاق “افراح بلا سلاح” ويدعون السلطات لتفعيل منع استخدام السلاح الناري في الأفراح والذي لقى
تجاوباً كبيراً من قبل الناشطين؛ وكتب أحدهم بأنهم فقدوا شخصاً بطلق ناري في احدى مُناسبات الزواج التي وصفها بالتعيسة جداً، فيما تعهد ثاني بعدم استخدام الرصاص، وقال “أعلن عدم إستخدامي لأي نوع من أنواع الأسلحة في المناسبات والصيد وغيرها” وتعهد ثالث بالقول “سأمنع أي شخص من استخدام أي نوع من أنواع الأسلحة في حضور المدنيين”. ولكن يبقى السؤال متى سيتم القضاء على هذه الظاهرة حتى تنتهي أفراح الكثيرين دون هذه الحوادث التي تحول سعادتهم إلى أحزان قد لا تنتهي بمرور الزمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *