الأخبار الرئيسيةتقارير

متضررو حرب الخليج.. (الساقية لسه مدوره) 

تقرير إخباري : آية إبراهيم

 

“سواقة خلا ما في زول عارف القروش دي مشت وين ؟” ليه تلعبوا بأعصابنا ؟”؛ “بس لحدي هنا وكفاية ألم وعشم” هي بعضاً مما سطره متضررو حرب الخليج الثانية في قروب خاص بهم على منصة التواصل الاجتماعي

 

“فيسبوك” من خلال بوستات وتعليقات تحكي عن واقع مأساوي لمتضرري حرب الخليج الذين أكل الدهر من قضيتهم وشبع فمنهم من انقطع عنه العشم واستسلم وسلم أمره للمولى عز وجل وآخرين لا زالوا يلهثون وراء حقوقهم علهم يجدون تعويضات لتعب وشقاء عمرهم لمواجهة ظروف الحياة القاسية وسط هؤلاء؛ يبقى السؤال المتكرر متى يطوي هذا الملف وتحل قضية متضرري حرب الخليج الثانية؟.

 

اتهام سابق
في وقت سابق اتهم رئيس لجنة متضرري حرب الخليج الثانية بالسودان محمد مصطفى الحكومة بعدم الشفافية في قضية المتضررين البالغ عددهم (103) أشخاص، وأشار إلى وجود (29) مليار ( و6) ملايين دولار بالخزانة الفيدرالية الأمريكية خاصة بالمتضررين، وانتقد الحكومة لعدم إرسال خطابات للخزانة لفك حظر تلك الأموال، وقال مصطفى، إن حكومة الكويت سلمت السودان مبلغ (380) مليون دولار، وسلمت الحكومة العراقية أفراد وشركات بالسودان مبلغ (46) مليار يورو ، لكن لم يتم صرفها على المتضررين ,وطالب مصطفى رئيس مجلسي السيادة والوزراء بالتدخل لحل قضيتهم ، وأضاف “ما يحدث ظلم وأنتم مسؤولون عنه أمام الله”. وقال إن القضية لا يمكن حلها إلا عبر حكومة السودان والأمم المتحدة.

 

صعوبة وصول
الاتهامات السابقة والنداءات لرئيس لجنة متضرري حرب الخليج فيما يبدو أنها لم تجد أذنا صاغية ولن تجد اذ أن الملف لا يزال يشوبه الغموض حتى إن أبواب المسؤولين عنه تغلق في كثير من الأحيان ففي آخر اتصال أجرته (النورس نيوز) بالأمين العام لجهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج (المغتربين)، مكين حامد تراب قال الرجل؛ إن اللجنة المختصة بالأمر ستجتمع خلال الساعات الماضية ومن ثم يمكن اطلاعنا على ما توصل اليه الاجتماع ولكن بعد اليوم المحدد للاجتماع؛ حاولت (النورس نيوز) الوصول إلى تفاصيل ما جرى إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل ومكين يمتنع عن الرد على الرسائل والاتصالات.

 

طرح استفهامات
ملاحقة (النورس نيوز) لمكين للتطرق حول هذه القضية الهامه وعدم الاستجابة يطرح عدد من الاستفهامات أولها لماذا هذا الصمت؟ إذن من الذي يمكن أن يتحدث ومن هم أولى بالحديث وأدرى بالقضية يهربون من الحديث والمواجهة؛ في ظل الأصوات المرتفعة من أصحاب الوجعة الذين درجوا على تنظيم وقفات احتجاجية ثابتة، بسبب ضياع مستحقاتهم المالية عن فترات طويلة من الاغتراب فهؤلاء كثيراً ما يصيبهم اليأس وأحيانا يعودون للأمل، كان آخره في أبريل الماضي عندما أعلنت لجنة الأمم المتحدة المعنية بتسوية مطالبات المتضررين من الغزو العراقي للكويت عام 1990م إمكانية الحصول على نذر من التسوية المادية بشأن عقود من الاغتراب بدولة الكويت، وقالت إنها دفعت “380” مليون دولار إضافية ، ليصل إجمالي ما دفعته للمطالبين بتعويضات من مختلف أنحاء العالم إلى” 50.7 ” مليار دولار وسبق للحكومة أن وعدت بدفع مستحقات متضرري حرب الخليج لكنها لم تنفذ وعدها حتي الآن.

 

انتظار وصمت ومعاناة
(النورس نيوز) التي تتابع هذه القضية الهامة كان لها آخر حديث مع الأمين العام لجهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج (المغتربين)، مكين حامد تراب في أبريل الماضي قبل أن يصمت الرجل ويمتنع عن الرد وقال حينها إن الملف قيد التنفيذ، والجهاز مواصل عمله في قضية متضرري حرب الخليج، وأن الأيام القادمة ستكون هناك بشريات لمتضرري حرب الخليج مشيراً إلي أن الآلية ما زالت تنتظر التقرير، وتحكي سارة صديق ابنة أخت أحد متضرري حرب الخليج المعاناة التي طالت متضرري حرب الخليج الثانية دون التوصل إلى حلول ومعالجات، وقالت لـ(النورس نيوز) إنّهم اعتصموا لمدة عشرة شهور أمام مكاتب الأمم المتحدة، تمّ فض الاعتصام خلال عيد الأضحى المبارك الماضي، مشيرة إلى أن عدد من المعتصمين الذين قدموا من الولايات مازالوا متواجدين في منزل أحد المتضررين ولم يغادروا إلى منازلهم، وأضافت “هنالك عدد من الاجتماعات التي تم عقدها مع الجهات المختصة لكن دون جدوى”، مشيرة إلى أن لجنة متضرري حرب الخليج تعمل منذ العام 2000م بالقضية لكنها لم تحل بعد، وزادت “لا أحد استلم التعويضات الحقيقية”، وأشارت إلى أنّ خالها استلم فقط “2000” من قيمة “100” الف دولار منذ العام 1993م.

 

حق أصيل

ويطرح عضو لجنة متضرري حرب الخليج الثانية عبد الباقي النعمان عدد من التساؤلات حول فض اعتصام المتضررين، وقال: لماذا فض الاعتصام؟ وبأمر من وعلى أيّ أساس تم فضه بذات طريقة فض اعتصام القيادة العامة، وأشار إلى أن هذه التساؤلات ستطرح خلال وقفتهم الاحتجاجية يوم “الإثنين ” القادم أمام مجلس الوزراء، وكشف النعمان لـ(النورس نيوز)، عن تحريك إجراءات قانونية بشأن فض الاعتصام، وقال إن هنالك منتفعين من الخطوة وزاد “نحن نطالب بحقوقنا الأممية التي هضمتها حكومة السودان السابقة وتسترت عليها الحكومة الحالية ونطالب بالشفافية والتوضيح وخروج مسؤول لنا للحديث عن القضية”، وقال: لماذا لا يوضحوا لنا نحن لسنا قطيع ضأن بل سودانيين أصحاب حق أصيل لأموال طائلة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *