الأخبار الرئيسيةتقارير

ما وراء استدعاء السفير السوداني بأديس أبابا؟

تقرير : النورس نيوز

بصورة مفاجئة استدعت الخرطوم سفيرها لدي إثيوبيا، وبررت وزارة الخارجية الخطوة، بأنها تمت لأجل التشاور وتحديد الخيارات لطي صفحة النزاع في اقليم تيقراي، ورفضت الايحاءات بأن السودان يلعب دورا في النزاع بالاقليم.

أكثر تعقيداً

عندما تسربت الأخبار بأن السودان يتجه لرفع شكوي ضد إثيوبيا لدى مجلس الأن الدولي بخصوص سد النهضة، طالب مراقبون بعدم المضي في هذه الاتجاه لأن من شأنه تعقيد المشهد بصورة أكبر بين البلدين.

وتنبأوا بأن المجلس لن يفرض عقوبات علي أديس أبابا وبالكاد سيصدر بياناً ناعماً، مؤكدين أن الحل السلمي هو الأنسب حتى لو دعا الأمر لتغيير وفد التفاوض.

لكن وزير الري ياسر عباس، قال في مؤتمر صحفي بالخرطوم، إن قبول الأمر في مصلحة السودان، وسيجد الملف اهتماماً من الدول الكبرى، لكن الأمور حالياً أصبحت أكثر تعقيداً .

الحدود الشرقية

في اجتماع مجلس الأمن والدفاع الذي انعقد الاسبوع الماضي بالقصر الجمهوري، تجدد رفض بقاء القوات الاثيوبية ضمن قوات أبيي وجرى المطالبة بتغييرها.

وسبق أن طالبت وزيرة الخارجية مريم الصادق بتغيير القوة الإثيوبية، لكن رفضت دولة جنوب السودان.

وبررت مريم بانه لا يمكن أن تحشد القوات الإثيوبية قواتها في الحدود الشرقية بالبلاد، ونفس الدولة تكون مشاركة في حفظ الأمن بأبيي.

لكن خبراء في العلاقات الدولية أشارو في تصريح لـ(النورس نيوز) إلى أن مجلس الأمن لا يوافق علي تغيير القوات إلا بموافقة دولة جنوب السودان، واعتبروا رفض جوبا كان هدفه ألا تصل التوترات بين الخرطوم وأديس أبابا الي مراحل بعيدة.

مصلحة

السفير الرشيد أبو شامة أكد في تصريح لـ(النورس نيوز) أن استدعاء السفير السوداني لدي إثيوبيا تصرف صحيح، ويمكن للخرطوم أن تسأل أديس أبابا عن لماذا تتهم السودان بأن لديه مصلحة في النزاع الدائر الان باقليم تيقراي، خاصة وأن العالم كله يتابع النزاع الجاري.

مشيرا إلى أن رفض إثيوبيا مبادرة رئيس ايقاد ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك بسبب توتر العلاقات بين البلدين، خاصة بعد الشكوى التي قدمها السودان بمجلس الأمن حول سد النهضة.

مستدركا: السودان تدخل بصفتة رئيس الدورة الحالة لإيقاد، وبالتالي هذا أمر بدهي من رئيس الوزراء إزاء التطورات بإثيوبيا جعلت العالم كله يتدخل، ومن مصلحة ايقاد استقرار الأقليم عبر تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة .

عدم الاستقرار

بحسب مصادر دبلوماسية تحدثت لـ(النورس نيوز) فإن إثيوبيا هي التي طلبت من الجزائر التوسط في قضية سد النهضة.

مشيرة إلى انها ليست مبادرة بمعناها المعروف، لكنها أفكار أولية حيث أرادت الجزائر ان تتلمس وجهات نظر الدول الثلاثة، واقترحت اجتماع ثلاثي للقمة الجزائرية، لكن لا توجد مبادرة حقيقية.

واوضحت المصادر أن السودان رحبّ بالفكرة لأنه لا يمكن ان يقبل بمبادرة خارج الاتحاد الافريقي .

خبراء في العلاقات الدولية ذهبوا في تصريح لـ(النورس نيوز) إلى أن الجزائر دولة كبيرة وتحظى باحترام وقبول من الدول الأفريقية، بالتالي هي تعلمأن مبادرتها ستجد القبول، كما أن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة يعرف السودان جيداً، وكان مفوض الأمن والسلم بالاتحاد الافريقي.

ولفتوا إلى أن الدول العظمي ليس من مصلحتها نشوب حرب في المنطقة، لان ذلك سيعني عدم استقرار الاقليم ككل، مشيرين إلى أن ملف سد النهضة أصبح ملفاً سياسياً ويتعامل معه السودان علي هذا الأساس .

واوضحوا أن سد النهضة هو الجامع للاثيوييين، لذلك أي تفريط من آبي أحمد بشأنه، سيثير السخط عليه، لذلك لا يريد الرجل أن يخلق أعداءاً بالداخل، لذلك يمكن أن يقبل أي مبادرة في هذا الشأن.

واعتبروا أن رفضه مبادرة رئيس ايقاد ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك لحل النزاع في اقليم تيقراي هدفه إرسال رسالة لمواطنيه يعلمها هو، موضحين أن العلاقة بين الشعبين طيبة ولم تتأثر بمواقف حكومة البلدين.

توتر العلاقات

قضية سد النهضة وجدت اهتماماً دولياً، خاصة بعد الحشد العسكري للبلدين علي الحدود الشرقية، رغم ذلك فرأي خبراء عسكريين أن هذا لـ(الاستعراض والتخويف) بدليل أنه لم تحدث حرب بينهما.

السفير الرشيد أبو شامة رأي أنه مهما توترت العلاقات بين السودان وإثيوبيا فانها لن تصل إلى مرحلة الحرب، منبهاً أن أديس أبابا تراجعت قليلا عن اعتقادها بأنه يمكن أن تضم إليها أرض الفشقة بالقوة العسكرية، وقال ان هذا يصب في خانة انها مقتنعة بأن الفشقة أرض سودانية كما أن الوثائق تؤكد ذلك .

موضحا أن الأوضاع بإثيوبيا لا تسمح بفتح جبهة قتال مع السودان، مشيرين إلى ان السودان أكبر دولة بها عدد لاجئين من إثيوبيا.

وقال إن معسكر اللاجئين بالقضارف استقبل اكثر من 3 آلاف لاجيء اثيوبي في يوم واحد، وأضاف: “من مصلحة إثيوبيا المحافظة علي علاقات مع السودان “.

وزاد: بالمقابل فان السودان يعيش أوضاعاً اقتصادية معقدة ولا يمكن أن يدخل في حرب مع إثيوبيا، وإذا حدث ذلك فإنه سيحول ميزانيته القليلة إلى ميزانية حرب، وهذا يعني انهيار الوضع كلياً بالبلاد.

التحلي بالمسؤولية

وزارة الخارجية اصدرت بيان أمس، اشارت فيه الي ان الايحاء بأن السودان يلعب دوراً في النزاع في اقليم تيقراي وادعاء الاحتلال هو ما درجت عليه إثيوبيا من تجاوز للحقائق في علاقتها بالسودان، وترويج مزاعم لا تملك لها سند، ولا تقوم إلا على أطماع دوائر في الحكومة الإثيوبية التي لا تتورع عن الفعل الضار لتحقيقها .

لافتا إلى ان مبادرة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك في اطار رئاسته لايقاد تهدف لتشجيع الأطراف الإثيوبية على التواصل لوقف شامل للحفاظ على وحدة واستقرار إثيوبيا، إذ تمسكت بأن التواصل بين البلدين هو الاساس لتخطي مايطرأ من تعقيدات، كما هو –التواصل- أساس لترقية العلاقات بينهما، منوهة إلى أن جهود السودان لن تتوقف بحكم مسؤوليته، وسيواصل جهوده لايجاد حل للنزاع في إثيوبيا .

وقال إن التحلي بالمسؤولية واستبشاع المعاناة الإنسانية الكبيرة في أقليم تيقراي يسوغان للسودان وكل قادر علي الفعل الايجابي أن يبذل ما في وسعه للمساعدة، ناهيك عن رئاسة السودان لايقاد وواجباته المستحقة.

موضحاً أن السودان تقع عليه كثير من آثار النزاع خاصة اللاجئين، مؤكداً ان أديس أبابا ستحسن موقفها إذا نظرت لما يمكن أن يقوم به من حل بدلاً عن رفضها أي سعي منه، منوها إلى أن الأطراف الإقليمية والدولية جميعها مهتمة بطي النزاعات في أقليم تقراي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *