الأخبار الرئيسيةتقارير

الحكم بالإعدام شنقاً على “أب جيقة”.. تفاصيل جلسة “الفرح والدموع”

الإعدام شنقاً حتي الموت قصاصا لـ(أب جيقة ) المدان بقتل الشهيد حسن محمد عمر

المحكمة : تدين اب جيقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وقتل العمد للشهيد

والد الشهيد : يتمسك بالقصاص لابنه دون لا سواه

المحكمة : إطلاق المدان النار على المتظاهرين والشهيد كان الهدف منه حماية النظام البائد

القاضي : المدان لم يستفيد من اي موانع تحد عن مسئوليته الجنائية في القضية

القاضي : المحكمة استمرت لـ(18)جلسة بينها (7) اجرائية

الخرطوم : النورس نيوز

في حكم وصف بانه تارخي في مسيرة القضاء السوداني بحسب النائب العام المكلف مبارك محمود، اسدلت المحكمة ستارها باصدار حكم الإعدام شنقاً حتى الموت قصاصاً وتعزيراً ، في مواجهة أشرف الطيب عبدالمنطلب – الشهير بمواقع التواصل الإجتماعي بـ(أب جيقة)، وذلك لإدانته بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية والقتل العمد لطالب الطب حسن محمد عمر .

يذكر ان الشهيد لقى حتفه أبان تظاهرات اندلعت بشارع السيد عبدالرحمن بالخرطوم في 25/12/2018م دعى لها تجمع الممهنين السودانيين، وذلك لتسليم مذكرة للقصر الرئاسي تتعلق بالوضع والسياسات الإقتصادية في تلك الفترة من نظام الحكم البائد.

وتمسك والد الشهيد محمد عمر عثمان، بالقصاص دون سواه لدم إبنه الشهيد ،وذلك بعد ان خيرته المحكمة مابين القصاص او الدية او العفو – الا انه تمسك بالقصاص .

في وقت ادانت المحكمة المنعقدة بمعهد تدريب العلوم القضائية بأركويت شرقي الخرطوم برئاسة قاضي الإستئناف د. الصادق أبكر آدم الضو ، المدان (اب جيقة) بمخالفة نص المادتين (130/2 ، 186/أ) وذلك من القانون الجنائي السوداني لسنة 1991م التي تتعلق بالقتل العمد وإرتكاب الجرائم ضد الإنسانية .

 

فيما (رصد النورس نيوز ) مقابلة ذوي الشهيد لقرار المحكمة بالفرح ، وظلوا يكبرون ويهللون ،ويطلقون عبارات الحمدالله ، بينما كانت مجموعة تقف خارج البوابة الرئيسية للمحكمة وهم يحملون لافتات عليها صورا للشهيد حسن محمد عمر ، مدون عليها عبارات القصاص القصاص.

فيما اكد قاضي المحكمة بان السلطة القضائية تولي قضايا الشهداء اهتماما خاصا – لاسيما وانها شكلت لها محاكم خاصة للنظر فيها يتراسها قضاة بدرجتي استئناف وعليا ، وكشفت ذات المحكمة بانه تمت احالة الملف اليها في 31 /12/2020م ، وعقدت (19|)جلسة بينهم (7)جلسات اجرائية .

 

بينة إتهام متماسكة

واشارت المحكمة في قرارها الي انها توصلت الي إدانة المتهم (اب جيقة) بقتل الشهيد وذلك وفقاً لأقوال شهود الإتهام ومعروضات ومستندات الإتهام التي جاءت متماسكة وتعضد بعضها البعض عكس أقوال شاهدي الدفاع ، وبررت المحكمة إدانتها المتهم بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية لثبوت أنه كان له العلم المسبق بالتظاهرات التي كانت سليمه ودون عنف – بالرغم من ذلك اطلق المتهم النار وقتل الشهيد وإصاب آخرين من بين المتظاهرين، مما يدل على قسوة وشذوذ في سلوك المتهم ويثبت سوء نيته تجاههم من خلال إساءته لهم بألفاظ نابيه ويتوعدهم بالقتل الجماعي وهو غاضبُو ونبهت المحكمة على أن المتهم ارتكب الجريمة ولم يخفي ما يحمله من حقد تجاه كل المتظاهرين الذي افاد بأن لديهم خصومه معهم في جهاز المخابرات لاسيما وأنهم كانوا محبوسين بمعتقلاته، وشددت المحكمة على أن ارتكاب المتهم للجريمة وما فعله من إطلاق نار على المتظاهرين كان الهدف منه حماية النظام البائد حيث كان يرى كل شخص يخرج للتظاهرات تنديداً للنظام البائد هو (عدو) متجاهلاً بأن التظاهر حق من حقوق المواطنين وفقاً لدستور البلاد وكافة الدساتير والمواثيق الدولية، وأنه بمجرد اختلاف الرأي لا يبيح سفك الدماء .

تصوير فيديو للمدان

ونبهت المحكمة في قرارها الي انه ومن خلال أقوال شاهد الإتهام الثاني وهو كان من ضمن المتظاهرين في يوم الحادثة، وأفاد بأنه في يوم الحادثة وصل الي مكان التظاهرات حوالي الساعة الواحدة ظهراً ، حينها شاهد بعض القوات النظامية تطلق عبوات الغاز المسيل للدموع (البمبان) على المتظاهرين في الوقت الذي كان فيه المتهم يقف بالقرب من بنك الإسثمار بشارع السيد عبدالرحمن ويقوم بإطلاق الأعيرة النارية من سلاح كلاشنكوف فيما كان الشهيد وقتها يقف عند لافتة مركز سوداني للإتصالات الذي يقع في ذات الشارع حيث أصاب الشهيد بعيار ناري، ولفتت المحكمة الي أنه وفي تلك الأثناء صعد شاهد الإتهام الثاني للطابق الخامس بعمارة بنك الإستثمار المالي وبرفقته شاهدة الإتهام الثالثة وقاما بتصوير المتهم وهو يتخذ أوضاعاً مختلفة ويطلق النار على المتظاهرين حيث كان احياناً يقف على قدميه وتارة أخرى يجلس على ركبتيه وظل على ذلك الوضع من الساعة الواحدة والنصف ظهراً وحتى الساعة الثالثة مساءاً، وأكدت المحكمة بأن شاهدي الإتهام أكدو تصويرهم المتهم وهو الشخص الوحيد الذي كان يطلق الأعيرة النارية في مكان الحادثة دون سواه، ولفت المحكمة الي أن شاهدي الإتهام اكدا لها بأن المتهم قد اصاب الشهيد ووقتها تجمهر العديد من المتظاهرين وأطلو صراخ (ضربو ضربو) حينها توقف المتهم لبرهة من الزمان وقال ( أحسن زاتو)، فيما نوهت المحكمة الي أنها توصلت لإدانتة المتهم بقتل الشهيد وذلك بناءاً على افادات العديد من شهود الإتهام من بينهم صحفيين كانو بموقع الحدث يقومون بالتغطية الصحفية للتظاهرات .

لا استفادة من موانع

وشددت المحكمة في حيثيات قراراها على أن المدان (اب جيقه) لم يستفيد من أي موانع الدفع عن المسئولية الجنائية بل أن إنكاره المطلق بالمحكمة يؤكد قتله للشهيد، وأكدت المحكمة إدانتها لـ(اب جيقة) ايضاً إستناداً لإفادات الطبيب المعالج للشهيد بجانب الطبيب الشرعي المشرح لجثمانه ، اللذان أكد للمحكمة بأن الشهيد تمت إصابته من مسافة قريبه في مقدمة عنقه بعيار ناري أدى الي قطع القصبة الهوائية والمرئ ، حيث كانت إصابته قاتله بحد تعبيرهما، ونوهت المحكمة في حيثيات قرارها الي توفر علاقة السببيه المباشرة للمتهم وذلك من خلال إثبات واقعة بأنه من أطلق النار على المتظاهرين وإصابة المجني عليه الشهيد حسن محمد عمر، مما تسبب في وفاته ، ونبهت المحكمة الي توفر القصد الجنائي من المتهم لقتل الشهيدوذلك لإستخدم سلاح كلاشنكوف في مواجهة المتظاهرين أطلق منه النار، لا سيما وأنه معروف من أخطر وسائل القتل المستخدمة على جسم الإنسان مما يؤكد توفر القصد الجنائي للمتهم في قتل المجني عليه وإصابة متظاهرين آخرين .

ممثلو اتهام ودفاع

الجدير بالذكر ان الاتهام عن الحق العام مثله وكيل اعلي النيابة ماهر سعيد ، ووكيل النيابة محمد ابراهيم ، بينما مثل الاتهام عن الحق الخاص عن اولياء دم الشهيد المحامون طارق كانديك / ومعتز المدني / سلافة العبيد /و اميرة عباس / ورحاب مبارك / وبابكر الشريف / وسلوي سعيد، في وقت مثل فيه دفاع المتهم أب جيقة المحامي أحمد إبراهيم أمبدة .

بينما أشاد قاضي المحكمة بجهد النيابة المبذول في القضية ، بجانب ممثلي الاتهام عن الحق الخاص ، بجانب اجتهاد ممثل دفاع المتهم في تقديم قضيته ، بجانب إشادة المحكمة بالشرطة القضائية وأفراد طاقم التامين فيها برئاسة العقيد متصر بابكر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *