سدّ النهضة.. جمود في المواقف وتحركات دولية

تقرير إخباري- النورس نيوز
فيما لا تزال أزمة سدّ النهضة عالقة بين الدول الثلاث السودان، مصر وإثيوبيا، يزداد المشهد تعقيداً بين دولتي مصبّ نهر النيل (مصر والسودان)، وإثيوبيا، من دون “حلّ في الأفق” بشأن أزمة سدّ النهضة، في ظل تشدد المواقف الصادرة عن الدول الثلاث بشأن الخطوات المستقبلية للتعاطي مع السدّ الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق، وتصر على تنفيذ الملء الثاني له في يوليو وأغسطس المقبلين.
في خطوة جديدة بقضية سدّ النهضة العالقة ما بين السودان، مصر وإثيوبيا، أعلنت الأخيرة أنها بعثت برسالة (الأربعاء) إلى مجلس الأمن، رفضت خلالها سعي السودان ومصر للتدخل في قضية السدّ. وأوضحت إثيوبيا في رسالتها، حسب وكالة العربية، أن المحادثات الثلاثية التي تهدف لتعزيز التعاون حول هذا الملف الشائك والعالق منذ سنوات، يجب ألا تستغل من قبل دولتي المصب لفرض إرادتهما عليها.

وأشارت الخارجية في بيانها، (الجمعة)، إلى أنّ الرسالة المذكورة، عدت الإجراءات الأخيرة للخرطوم والقاهرة، استمراراً لمخطّط منظّم جيداً لتقويض العملية التفاوضية التي يقودها الاتّحاد الأفريقي، وإعلان عدم فعاليتها في نهاية المطاف، وأضاف: “هذا لن يؤدّي إلاّ إلى تآكل الثقة بين الدول الثلاث”.
يأتي التحرك الإثيوبي الدولي بشأن قضية سدّ النهضة بعد أيام من طلب دفع به السودان إلى مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة لمناقشة النزاع حول سدّ النهضة، ودعت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي المجلس إلى حثّ إثيوبيا على وقف ملء السدّ من جانب واحد، وحذرت من أن هذا الأمر “يفاقم الصراع ويشكل تهديداً للسلم الإقليمي والدولي، ويهدد سلامة الملايين من الناس”.

 

الجديد في الخطوة الإثيوبية بشأن قضية سدّ النهضة، استنجادها بمجلس الأمن الدولي بعد أن ظلت تجدد رفضها لتدويل الملف، وتشدد على أن الإقدام على مثل تلك الخطوة “لن يجبر إثيوبيا على القبول بأي اتفاق بعد تحركات سودانية مصرية، لإعادة ملف سدّ النهضة إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة. ولم تكتف إثيوبيا بذلك، بل أعلنت الاستعداد للسيناريوهات المتوقعة كافة.
وقال مدير إدارة الهندسة في وزارة الدفاع الإثيوبية، الجنرال بوتا باتشاتا ديبيلي، (الجمعة)، إن مصر “لا يمكنها تدمير سدّ النهضة بواسطة الطائرات المقاتلة وهي تعلم ذلك جيداً”، معبراً عن استعداد بلاده للسيناريو العسكري مع القاهرة، رغم أنها لا تسعى إليه، وأضاف: “لا تسعى إثيوبيا إلى حل قضية سدّ النهضة مع مصر والسودان عسكرياً لكنها مستعدة لهذا السيناريو”. وأضاف “ديبيلي”، في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم”، عقب مشاركته في مؤتمر موسكو التاسع للأمن الدولي، رداً على سؤال حول مدى احتمال حل أزمة “سدّ النهضة” عسكرياً: “بالنسبة لبلدي، لا يجوز أن تكون قضية المياه سبباً للحرب، لذا فالحل لا يمكن أن يكون عسكرياً، الحل الأمثل هو المناقشة من خلال الاتحاد الأفريقي”، ومضى قائلاً: “لكن الجانب المصري لا يريد حل المشكلة من خلال المفاوضات. يأتون للنقاش ويرفضون جميع المقترحات.. إذن من وجهة نظري خير حل هو المفاوضات، ولن يستطيعوا حل المشكلة عسكرياً”، وتابع: “لن يحاول (المصريون) مهاجمة السدّ، ولكن حتى لو هاجموه فلن يستطيعوا حل المشكلة أو تدمير السدّ، لأنه لا يمكن تدميره بقنابل الطائرات المقاتلة، وهم يعرفون أن السدّ متين”، وأردف: “لذا آمل بحل المشكلة من خلال النقاش، وقد بدأت حكومتنا المرحلة الثانية من ملء السدّ، ومتى انتهت هذه المرحلة سيكون كل شيء آمناً، وسيأتي الجميع لبحث مقترحات تقاسم المياه”.
وينبّه الخبير الدولي في الموارد المائية، العضو السابق في وفد السودان بمفاوضات سدّ النهضة د. أحمد المفتي، إلى أن السودان ومصر يمكنهما سحب توقيع كل منهما على إعلان المبادئ، واللجوء إلى مجلس الأمن، باعتبار أن الملء الثاني يهدد الأمن والسلم الدوليين، وكذلك مطالبة كل الدول والجهات الأخرى، بعدم التعامل مع سدّ النهضة على أساس أنه فاقد الشرعية.
ويشير المفتي طبقاً لموقع (النورس نيوز) إلى أن الملء الثاني بإرادة منفردة كارثة على السودان ومصر، وهو عمل غير مشروع، لأنه يخالف القانون الدولي، محذراً السودان من الاتجاه إلى توقيع مشروط بشأن الملء الثاني مع إثيوبيا. وقال: “لأن إثيوبيا لن تلتزم بالاشتراطات وستمضي في الملء الثاني كما فعلت في الملء الأول”.
ومنتصف الشهر الجاري عقدت الجامعة العربية دورة غير عادية على مستوى وزراء الخارجية بالعاصمة القطرية الدوحة، لبحث ملف سدّ النهضة بناء على طلب سوداني مصري، وقال أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، إن الدول العربية تدعو مجلس الأمن إلى مناقشة أزمة سدّ النهضة.

وقال وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال مؤتمر صحفي مع أبو الغيط، إن الجامعة العربية قد تتخذ “إجراءات تدريجية” لدعم موقف مصر والسودان في خلافهما مع إثيوبيا بشأن السدّ، فيما دعا وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الدول العربية إلى دعم المسعى المصري السوداني إزاء قضية سدّ النهضة.

Exit mobile version