الخرطوم: رندة بخاري
متى حضر الحديث عن ثنائي العاصمة، إلا وكان اسم الراحل د. علي شبيكة حاضراً، كيف لا وهو صاحب يد طولى في تجربتهم الغنائية.
وارتقى شبيكة الذي تقاطعت عوالمه بين الطب والشعر، يوم السبت، إلى الرفيق الأعلى، بعد معاناة مع المرض، مخلفاً إرثاً فنياً ضخماً جمعه بعمالقة الاغنية السودانية.
وقضى شبيكة عقوداً طويلة من عمره بين تطبيب الأجسام بالوصفات الصيدلانية، وتطبيب ومداوة النفوس بأشعاره ذائعة الصيت، والتي تمتد من وله المحبين، وحتى الوله بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
وكانت صرحة ميلاد الشاعر علي دفع الله شبيكة، المشهور في الوسط الفني بـ(علي شبيكة) في أم درمان، وتحديداً بحي الهاشماب، ووالده هو الشيخ دفع الله شبيكة أحد أشهر تجار العاصمة الوطنية.
تخرج من كلية الصيدلة بالجامعة الاميركية في بيروت، بامتياز مع درجة الشرف، وبدأ حياته العملية في صيدلية ببحري.
يا مريا
أولى تجاربه الشعرية خرجت للملا عبر الفنان الكبير عثمان حسين الذي قدم له اغنية (أمانة) التي رددها في العام 1960 غير أن تجربته مع ثنائي العاصمة هي التي طفقت شهرتها الأفاق. وقال شبيكة في احدي حواراته الصحفية حول لقائه بثنائي العاصمة : “جاءني إبراهيم أبو دّية في الصيدلية قبل تكوين ثنائي العاصمة، وكان يغنى وقتها أغنية (مريّا) للشاعر صلاح أحمد إبراهيم.. وحقيقة جاءني معرفاً بنفسه، واستمعت له ليصبح صديقاً لي، بعدها جاء السني الضوي لصرف روشتة فتعرفنا وبدأت علاقتنا وبلغ عدد الاغنيات التي تغني بها ثنائي العاصمة حوالي الثلاثة وثلاثين اغنية”.
السهل الممتنع
الشاعر تاج السر عباس قال للنورس نيوز إن شبيكة أحد الشعراء الكبار الذين شكلوا الوجدان السوداني، وقد زانت كلماته مكتبة الاذاعة والتلفزيون وتغنى بمفرداتها العديد من المطربين الكبار أبرزهم سيد خليفه، والسني الضوي، وأبراهيم ابوديه، وصلاح مصطفى.
وأضاف عباس: يعتبر شبيكة ملك السهل الممتنع.
قدم الراحل أغنيات كثيرة لعدد من المطربين منهم على سبيل المثال سيد خليفة، وصلاح مصطى وعبد العزيز المبارك، وحنان النيل.. وغيرهم
أما أشهر ايقونات الراحل الغنائية فهي (والله وحدو بينا، ما قالوا عليك حنين، لما ترجع بالسلامة، وناس قراب منك، أحلى غرام وأجمل هوى). وفي ضرب المديح النبوي قدّم شبيكة لثنائي العاصمة رائعته لمتين أزورك.