في تحليل للحال الماثل.. علي بلدو لـ(النورس نيوز): واحد من بين كل إثنين من المواطنيين يعانون من اكتئاب نفسي

مقدمة

 

أوضاع اقتصادية متأزمة وأزمات متلاحقة تتضاعف يوما بعد الآخر وحالة من عدم الإستقرار النفسي يعيشها المواطن السوداني في ظل مايعانيه في حياته اليومية التي أصبح يبحث فيها عن أبسط مقومات الحياة من خدمات أساسية كالكهرباء والمياه التي أصبحت من الرفاهيات في وطن لا يزال يعاني من حالة اقتصادية متردية انعكست بشكل كبير على المواطن السوداني الذي اقترب من أن يصل إلى حالة اللاوعي للحديث عن ذلك وتاثيرات الأزمات المتلاحقة على المواطن السوداني التقت (النورس نيوز) بالطبيب النفسي المثير للجدل بروفيسور علي بلدو الذي قام بتحليل الحالة النفسية للمواطن السوداني في المساحة التالية :

حوار : النورس نيوز

 

الحالة النفسية للمواطن السوداني في ظل الأزمات المتلاحقة كيف تقرأها؟

المواطن السوداني يعيش أسوأ فتراته من الناحية النفسية التي مرت عليه طوال سنوات سابقة بعد أن أصبحت حالته النفسية في الحضيض وتمشي على عجل الحديد بسبب تداعيات الأزمة الإقتصادية الطاحنة وعدم وضوح الرؤية السياسية وضبابية المستقبل.

وكيف يمكن تحليل ذلك نفسيا وبشكل أكثر دقة؟

الأزمات المتلاحقة أدت إلى أن يكون المواطن منهك القوة بدنيا ونفسيا مايجعله يعيش في حالة من عدم الاتزان النفسي والاضطراب الإجتماعي والشعور بعدم الرضا والشعور بالكبت والقهر وعدم القدرة على تحقيق الذات والايفاء بالمطلوبات اليومية مما فاقم من الأوضاع النفسية والعصبية له.

قد يكون معظم السودانيين الآن يعيشون هذه الحالة مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية والازمات المتلاحقة؟ 

السودان الآن وبكل صراحة وطن على حافة الجنون فالوقوف الطويل في الصفوف من الخبز والغاز إلى البنزين تؤدي للاعياء البدني والشعور بالتعب الجسدي وهذا ينعكس على نقصان سوائل الدم والاختلاط في المواد العصبية ما يؤدي إلى تزايد القلق والتوتر وشدة الانفعال والرغبة في الدخول في مشاجرات ومشاحنات وهو ما يرفع من وتيرة العنف داخل الشارع والبيوت والعنف البدني واللفظي والمعنوي والمشاجرات لأسباب بسيطة.

ارتفاع أسباب الجريمة قد يكون أحد مسبباته ما ذكرته؟

نعم ما أشرت إليه يؤدي بلا شك إلى جرائم غريبة ومستحدثه لأبسط الأسباب ما عرض حياة المواطنين للخطر كما يؤدي ذلك للشعور بعدم القدرة على التأقلم مع الاوضاع وهذا يدفع الكثيرين إلى ارتكاب جرائم بغرض السرقه والحصول على الأموال لتوفير مطلوباتهم حتى لو أدى ذلك للنهب المسلح المؤدي إلى الوفاة أو النهب المميت وتفلتات أمنية لكنها ذات طبيعة نفسية.

ربما انعكس ذلك بشكل مباشر على الأسر؟

نعم الوضع إنتقل إلى المنازل في شكل مشاكل أسرية وارتفاع في معدلات الطلاق وفسخ الخطوبة ورفع من معدلات العنوسه مما فاقم الأوضاع وادي إلى حالة من حالات الاكتئاب الحادة التي يعيشها المجتمع السوداني حاليا من واقع ما نراه في الشارع والمستشفيات والمراكز المرجعية.

في ظل المعطيات التي ذكرتها هل يمكننا وضع نسبة لما وصلت اليه الأوضاع النفسية للمواطن السوداني

واحد من بين كل إثنين من المواطنين السودانيين يعانون بشكل او اخر من حاله اكتئاب أو دبرسة في ظل الأوضاع الحالية وهذا نجده في تزايد حالة النسيان والشرود والعجز الجنسي والبرود الجنسي لدى السيدات وتزايد حالات الاغتصاب والتحرش اللفظي والابتزاز الجنسي وهو ينجم عن عدم الرغبة في التعايش مع الأوضاع وضعف الثقافة النفسية لدى المواطنين وانعكس أيضا على الأمراض التي نطلق عليها النفس جسدية مثل الأزمة المصران العصبي ويمكن القول إن أكثر من 65% من المرضى والذين يترددون على المستشفيات العامة هم يعانون بحالة أو بأخرى من اضطرابات القلق وتوهم المرض والشعور بعدم الراحة والاكتئاب المقنع وأمراض النفس جسدية.

وماهي اعراض ما ذكرته بمعنى كيف للمريض المكتئب أن يعرف حالته؟

صعوبات النوم ليلا والأرق وهو مايؤدي إلى استهلاك الهاتف بصورة أكثر وادمان المواقع المختلفة بما فيها الجنسية بعد أن أصبح الفضا الاسفيري منبر من لا منبر له كما يودي ذلك إلى إدمان الإنترنت وهو من أخطر انواع التعود ولايقل خطورة عن باقي انواع المخدرات التي أصبحت ملجأ للشباب المحبط من عدم القدرة على تحقيق الذات.

وكيف يمكن الخروج من هذه الحالة في ظل الأوضاع المتردية في السودان يوما بعد الاخر؟

المجتمع السوداني كله يحتاج إلى معالجات نفسية لتضميد الجروح ورتق النسيج الاجتماعي والتخلص من هذه المرارات وعقد المصالحات والاعتذارات وتقديم الدعم النفسي لضحايا العنف بكافة أشكاله وضحايا الحروب والنزاعات وعدم الإستقرار والايفاء بكل المطلوبات من أجل الحياة الكريمة والامنه والمستقرة في ظل ما نراه من أوضاع حتى لا تسوء الأمور أكثر وتنفجر القنبلة النفسية الموقوته والتي أصبح من الآن دخانها في التصاعد.

Exit mobile version