الحرية والتغيير في مفترق طرق

تقرير إخباري : النورس نيوز

الخلافات المتصاعدة بين مكونات قوي إعلان الحرية والتغيير الأونة الأخيرة، لم يرفع لها كثيرون حاجب الدهشة بعد أن تباعدت المسافات ما بين مكونات التحالف الحاكم بمجرد اسقاط نظام الرئيس المعزول عمر البشير في أبريل 2019.

سحب ثقة

أزمة جديدة بين مكونات قوي إعلان الحرية والتغيير وبوادر إنشقاق بعد سحب لجنة فنية تمثل بعض الكيانات، للثقة من المجلس المركزي، ومطالبتها باستبدال أعضاء المكون المدني في مجلس السيادة بآخرين.

واتفق (20) كياناً سياسياً ومدنياً  في 14/ مايو الجاري، على إعادة هيكلة “الحرية والتغيير” وتقوية المكون المدني في مجلس السيادة، كما جرى الاتفاق على تكوين لجنة فنية لإجراء اتصالات مع القوى السياسية، بهدف إصلاح الائتلاف الحاكم.

وقالت اللجنة الفنية للإصلاح إن اجتماعا عُقد (الجمعة الماضية) ، وأمنَّ على “ضرورة اختيار مكون مدني لمجلس السيادة”.

وقرر ذات الاجتماع أن “المجلس المركزي لا يمثل الحرية والتغيير”، مطالبا بـ”مخاطبة مؤسسات الدولة لعدم اعتماد القرارات الصادرة عن المجلس إلى حين عقد مؤتمر تأسيسي واختيار مجلس جديد على أن يتم ذلك خلال (14) يوماً.

خروج عن المسار

يقر عدد من قيادات الحرية والتغيير بأن تحالفهم خرج عن مساره الحقيقي ما أدى إلى عدد من الصراعات وهو ما يؤكده القيادي بالتحالف ورئيس حزب البعث يحيى الحسين المحامي الذي قال إن بعض مكونات الحرية والتغيير خرجت عن مبادئ التحالف وحاولت تنفيذ أجندة واقصاء ما لا يقل عن( 90٪)  من مكوناته.

وأقر الحسين في حديثه مع (النورس نيوز) بأن اخطائهم تتمثل في عدم تقديم عناصر تعبر عن البرنامج الحقيقي للحرية والتغيير.

وأضاف: كانت هنالك مبادرة لمحاولة إصلاح التحالف والعودة به إلى منصة التأسيس لكن فات الأوان، والناس انغمسوا في السلطة حتى الخناق.

مشيراً إلى أن المجموعة التي تشارك الآن استأثرت بالسلطة ما أدى إلى أن يفقد التحالف بريقه بفعل التصرفات الغير مسئولة من بعض مكونات قوى التحالف.

مبيناً وجود شرخ كبير داخل الحرية والتغيير.

وقال هنالك من استغل اسم التحالف في التفاهم مع المكون العسكري بينما هم لم يعبروا عن الحرية والتغيير بشكل كامل.

تدني شعبية

وبفعل الأزمات المتجددة بين مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير يرى خبراء أن شعبية التحالف قد تدنت في الفترة الأخيرة وهو ما أكده أستاذ العلوم السياسية والمحلل السياسي بروفيسور صلاح الدومة الذي قال: “نعم تدّنت شعبية قوى إعلان الحرية والتغيير وذلك لأسباب كثيرة”.

وأضاف: لفهم هذا يجب الحديث أولاً عن تكوينها.

وأشار الدومة في حديثه مع(النورس نيوز) إلى أن  (الإنقاذ)  عملت كل جهدها لاختراق التحالف، ونجح هذا الاختراق في إحباط ثورة سبتمبر ٢٠١٣م، ثم عادت ونظمت صفوفها وكررت المحاولة في ٢٠١٨م، ونجحت في الوصول لاعتصام القيادة العامة، وخلال فترة الاعتصام كان قمة الاختراق من قبل الأجهزة الأمنية لقوى الحرية والتغيير وكثير من عناصرها.

وقال الاختراق نتجت عنه قرارات مسمومة وترشيحات وفقاً للمحاصصات، وغالباً ما يرشحون أشخاصاً مشبوهين يتخفون في ثياب الثورة.

بداية أزمة

الانشقاقات داخل قوى “الحرية والتغيير” بدأت في أبريل/ 2020م، عندما أعلن حزب الأمة تجميد نشاطه داخل الائتلاف، فيما حدث الانشقاق الثاني بخروج الحزب الشيوعي من التحالف العريض وبدأت أصابع إتهام عدد من قيادات التحالف تشير لحزب الأمة بمحاولة اتجاهه لتأسيس منصة جديدة وبأن الحزب يتبنى تفكيك الحرية والتغيير.

فصل جديد

قد يكون الخلاف الحالي فرصة أخيرة للتحالف لاستعادة قاعدته الشعبية، وذلك في حال إقدامه على اتخاذ قرارات حاسمة لصالح الثورة والشعب الذي يعاني الأمرين. ولكن في حال استمرار الخلافات والتباعد عن نداءات الجماهير فقد تنحو الأوضاع إلى منحنى خطير يصل حد تقويض الفترة الانتقالية برمتها، كما جاء في تحذيرات المجلس المركزي.

Exit mobile version