المبادرة الإماراتية.. تفاصيل مطلوبة

الخرطوم : النورس نيوز

ما تزال العلاقات بين الخرطوم واديس ابابا تشهد توترًا محمومًا، فمنذ إعلان إثيوبيا تمسكها بالملء الثاني لسد النهضة، أصبحت منطقة الفشقة قنبلة بين البلدين، رغم أن اتفاقية 1902م تؤكد انها منطقة سودانية ، إلا أن إثيوبيا لم تعترف بها، ومنعا لحدوث انفجار أعلنت دولة الإمارات مبادرة لحل القضية ، رغم قبول الحكومة بها، لكن تم رفضها من مكونات واحزاب سياسية.

رفض المبادرة :

لتخفيف حدة التوتر زار وفد إماراتي الخرطوم يناير الماضي وقدم المبادرة، التي ضرب عليها سياجاً من السرية ولم يتم تناولها في الإعلام إلا مارس الماضي، وهذا الأمر ترك استفهامًا كبيرًا  لدى المراقبين الذين طالبوا الحكومة بالكشف عن تفاصيل هذه المبادرة التي تتعلق بأهم قضية تمس السيادة والأرض، وكان وزير الري ياسر عباس أول مسؤول يكشف عن المبادرة ، مشيرا إلى انها صيغ استثمارية وفق القوانين السودانية قي أراضي الفشقة ، ومبادرة غير رسمية لتقريب وجهات النظر في ملف سد النهضة ، وقال: ستكون هناك استثمارات من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي وسيساهم السد في توليد الكهرباء من اثيوبيا ويساهم السودان بالاستثمارات الزراعية لتوفير الغذاء لإثيوبيا، وقال عباس في تغريدة على تويتر: ابدينا وجهة نظرنا في المبادرة الإماراتية، مشيرا الى انه يمكن توسيعها بتحويل سد النهضة من بؤرة توتر الى ونزاع الى تعاون وليس خلاف.

وكان عضو مجلس السيادة مالك عقار أعلن رفضه للمبادرة الإماراتية حول الفشقة واعتبرها تقسيم للمنطقة، وقال إن الإمارات تقع خلف البحار وتريد ان توزع ارضنا، مؤكدا ان الفشقة هي ارض سودانية ولا نزاع عليها مع اثيوبيا ، مشيرا الى ان النظام البائد هو الذي خلق هذه الازمة مثل الثعبان، ووصف المبادرة بأنها (بلبصه) ستلقي بظلال سالبة على المنطقة..وكان تجمع أهالي القضارف رفض المبادرة وكذلك المجلس المركزي للفشقة، ومطالبين الامارات بعدم التدخل في الشأن السوداني وطرد السفير الاماراتي .

البرهان وال نهيان :

محللون سياسيون أشاروا إلى ان العلاقات بين السودان والإمارات تمر بأفضل حالاتها ، مشيرين الى الدعم الذي قدمته ابوظبي للخرطوم في عدد من المجالات ، لافتين الى انها قدمت المبادرة حرصا منها على استقرار السودان والمنطقة ككل .

بينما اعتبر أخرين أن المبادرة حرصا من الإمارات على المحافظة على مصالحها بإثيوبيا ، اذا انها اكبر المستثمرين هناك ، مشيرين الى انها تعلم ان الفشقة ارض سودانية 100% .

وانهي رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان، زيارة إلى الامارات، الثلاثاء، استغرقت يومين ، وبحث مع ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، وكانت الزيارة بدعوة من ولي العهد ، ووصفها وزير شؤون مجلس الوزراء خالد عمر انها كانت ناجحة ومثمرة ، واستعرض الجانبان خلال اللقاء الذي عقد بقصر الشاطئ الملفات ذات الاهتمام المشترك خاصة الاستثمار والمشروعات التي يمكن ان تستثمر فيها الامارات بالسودان، وتناول اللقاء الأوضاع علي الحدود الشرقية وسد النهضة فيما اكد البرهان علي ضرورة استمرار التفاوض للوصول الي التزامات بملء وتشغيل السد .

اهتمام دولي :

قضية الفشقة وجدت اهتمام دولي ، وتصدرت اجندة لقاءات الحكومة في الداخل والخارج ، والسبت الماضي استقبلت الخرطوم رئيس الاتحاد الافريقي فيليكس تشيسدي ضمن جولة تشمل مصر واثيوبيا ، والتقي برئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء كل علي حده ، وبحث اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين وقضية سد النهضة والحدود، وقدم مبادرة حول سد النهضة وان المبادة قيد البحث لدى الجهات المختصة.

ووصل إلى البلاد مبعوث الرئيس الأمريكي للقرن الافريقي جيفري فيلتمان ملف السد والتوجهات الاستراتيجية للسودان بالمنطقة والتوترات الحدودية مع اثيوبيا ، والحد من التوترات في القرن الافريقي ، وخلال لقاءه برئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء  قدم السودان رؤيتة حول السد واصراره علي ضرورة الوصول الي اتفاق ملزم للملء والتشغيل، واكد فليمتمان تفهمه لموقف السودان مؤكدا أهمية قيادة المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الافريقي بإشراك المجتمع الدولي وتحسين الالية التفاوضية .

سنموت فوقها :

رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان قال: هذه ارضنا وسنموت وسنموت فوقها ، لترد وزارة الخارجية الاثيوبية بمقولة (لا تموت من الخوف ، لكن تموت اثناء القتال ) ، لكن وزير الري ياسر عباس اكد في تغريدة علي تويتر انه لا يتوقع نشوب حرب بين السودان واثيوبيا ومصر ، مشيرا الي ان عدم التوصل لاتفاق يمهد الي رفع دعوي لمجلس الامن باعتبار ان سد النهضة يشكل خطر حقيقي علي السلم والامن الإقليمي ، مراقبون اعتبروا ان مطالبة السودان  للأمم المتحدة بسحب القوات الاثيوبية من ابيي يعتبر تصعيدا سياسيا ودبلوماسيا بين الخرطوم واديس ، مشيرين الي ضرورة تبديلهم باخرين ، وقالوا الجنود موجودين فيما تحشد اثيوبيا جيشها علي الحدود .

حل سلمي :

نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو اكد خلال لقاءه بالمبعوث الأمريكي للقرن الافريقي لا تراجع عن حدود السودان مع اثيوبيا وفق المتعارف عليها بالاتفاقيات الدولية ، مشيرا الي أهمية حل القضية سلميا، وهذا الامر يوضح عدم رغبة الخرطوم في الدخول في حرب مع اديس ابابا ، رغم استخدام لغة حادة بين الدولتين بعيدا عن الدبلوماسية، وكان الجيش قد اعلن استرداده 95% من أراضي الفشقة كان يستغلها اثيوبيين في الزراعة ، بحماية مليشيات مسلحة

Exit mobile version