تقارير

تغريدات “وزير الري”.. رسائل اسفيرية

 

تقرير اخباري : النورس نيوز

فتحت الحكومة السودانية (الجمعة) منبر اخر لمخاطبة إثيوبيا بشأن ملف سد النهضة وعكس رؤيتها فيما يخص التطورات الأخيرة له بعد أن أصبح عصيا على الدول الثلاث (السودان، مصر، إثيوبيا) والتي لم تتوصل بعد لرؤية مشتركة أو اتفاق يمكنه أن يضمن لكل دوله حقها دون ضرر.

رسائل تويترية

يوم (الجمعة) خصص وزير الري السوداني ياسر عباس حسابه على تويتر لتوجيه عدد من الرسائل لإثيوبيا وكأن الحكومة السودانية من هذه الخطوة أيقنت بأن الجلوس على طاولة المفاوضات مع إثيوبيا بشأن ملف سد النهضة لن يجدي نفعا وارادت مخاطبتها من خلال الوسائط الاجتماعية لعل الأمر يكون مؤثرا أكثر  بعد أن خاضت عدد من التجارب لحل قضية سد النهضة وطرحت عدد من المبادرات بغية الوصول لاتفاق الا إن إثيوبيا لا تزال تتعنت وسط مرونة واضحة من الجانب السوداني والمصري.

سقف تهديدات

وزير الري ياسر عباس كشر عن انيابه في سلسلة له من التغريدات رفع خلالها سقف التهديدات صوب أديس أبابا وقال إن السودان  سيرفع دعوى قضائية ضد إثيوبيا، حال أقدمت على الملء الثاني لسد النهضة دون التوصل لاتفاق ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد أو الذهاب لمجلس الأمن  وأضاف عباس «عدم التوصل لاتفاق يمهد إلى رفع دعوى إلى مجلس الأمن باعتبار أن سد النهضة يشكل خطر حقيقي على السلم والأمن الإقليمي»، مشيراً إلى أن «الفلسفة الأولى لسد النهضة والتي دعمها السودان منذ البداية أن يكون أداة تعاون وليس للخلاف».

تحذير وإصرار

وفي الوقت الذي تجدد فيه إثيوبيا عدم التراجع عن عملية الملء الثاني لسد النهضة تتعالى فيه أصوات الخبراء للتحذيرات من هذه الخطوة والأضرار التي يمكن أن تسببها وفي ذلك جدد

الخبير الدولي في الموارد المائية والعضو السابق في وفد السودان بمفاوضات سد النهضة  د. أحمد المفتي،  تحذيره من عملية الملء الثاني لسد النهضة، وقال المفتي في حديث سابق لـ(النورس نيوز) إن هنالك تأثيرين حول ذلك يتمثل الأول في التأثير الفني بحيث أنه في بداية الملء يحدث عطشاً، وعندما يتم الملء يحدث فيضاناً. وذكر أن التأثير الثاني استراتيجي بحيث أن إثيوبيا ستتحكم في القرار وتدفقات المياه.

 

مفاوضات عبثيه

وزير الري واصل في تغريداته واستغرب من رفض إثيوبيا  مقترح السودان للوساطة الرباعية بينما وافقت مصر عليه، ولفت إلى أنه عندما بدأت المفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي في العام الماضي كان هنالك 90% من المسائل متوافق عليها، وبعد ( شهور من التفاوض أصبح الخلاف في كل الاتفاقية من جديد وأضاف: «الاتحاد الأفريقي لم يلعب دوره القيادي بل كانوا مراقبين فقط ونحن نرى أنه لم تكن هناك منهجية جادة للوصول لاتفاق. وقد ضاعت (9) أشهر في مفاوضات عبثية ولن نقبل بضياع المزيد من الوقت».

خطوة مفاجئة

ياسر عباس لم يفوت خلال تغريداته الحديث حول الملء الأول بالرغم من اقتراب عام على هذه الخطوة وقال إنها كانت  مفاجئة جعلتنا نشك في النوايا الإثيوبية وتابع: «نحن نستغرب موقف إثيوبيا بشأن تبادل المعلومات من غير توقيع اتفاق في حين أنهم اشترطوا ذلك في خطاب رسمي لوزير الري الإثيوبي بتاريخ ٨ ديسمبر ٢٠٢٠» مضيفاً أن إثيوبيا تراوغ في الوصول لاتفاق وتعمل على شراء الزمن لتجعل ملء السد أمر واقع.

تهديد شركة

وزير الري لم يكتفى بتهديد إثيوبيا برفع دعوى قضائية عليها بل ذهب إلى تهديد الشركة الإيطالية المنفذة لمشروع السد حال تم الملء للعام الثاني دون التوصل لاتفاق قانوني، مؤكداً أن للسودان «فرقا قانونية سودانية بمساعدة مكاتب محاماة عالمية لتقديم دعاوى قضائية ضد الشركة الإيطالية المنفذة وضد الحكومة الإثيوبية»، وتابع باعتبار أنه لم يتم دراسة الآثار البيئية والاجتماعية والمخاطر لسد النهضة، يتم دراسة الخيارات المختلفة من بينها محكمة العدل الدولية ومحكمة حقوق الإنسان، ومحكمة الكوميسا».

اشتراطات حرب

ويتخوف الكثيرون من أن تصل قضية ملف سد النهضة إلى حرب بين السودان وإثيوبيا حال أقدمت الأخيرة على الملء الثاني إلا أن  الخبير الاستراتيجي الفريق أول ركن محمد بشير سليمان يستبعد نشوب حرب بين السودان وإثيوبيا، ويرى أن الحرب تتطلب اشتراطات وعوامل حتى يتحقق النصر. وقال سليمان لـ (النورس نيوز):

(السودان وإثيوبيا غير مهيئين البتة للسماح بنشوب حرب بينهما، لأن الحرب تحتاج إلى أن تكون قوة الدولة الشاملة الكلية قوية ومتماسكة وقادرة على أن تحقق نصراً إيجابياً وتحافظ على الأهداف والسيادة للدولة المعنية، فهذه العوامل في إطار القوة العسكرية والأمن الاقتصادي والاجتماعي والبعد النفسي والمعنوي والتقني والقدرات التي يمكن أن تؤسس لانتصار ونحسب أن الدولتين يعانيان في كل هذه القوة، إلى جانب أن سكان الدولتين في حالة إحباط كبير.

سيناريوهات متوقعه

ولم يغفل ياسر عباس عن السيناريوهات المتوقع  حال أقدمت إثيوبيا على السد، حيث ذكر أنه تم وضع عدة سيناريوهات وخطط فنية وقانونية في حال تم الملء للعام الثاني دون اخطار. وأضاف: «احتطنا فنياً بتخزين كمية من المياه في خزان الرصيرص لري المشاريع ومياه الشرب في حال كانت المياه الواردة من سد النهضة قليلة، كما أنه لن يتم تفريغ خزان جبل أولياء تماما لأول مرة منذ 100 عام» كما تطرق  للجهود الدبلوماسية وأكد بالقول «سنعمل على حشد الرأي العام العالمي والإقليمي لضرورة مواصلة التفاوض الجاد للتوصل لاتفاق قانونيا ملزم».

وذكر وزير الري  أنه إذا نجحت القمة الثلاثية للرؤساء سنعود للتفاوض، وإذا لم تنجح سنواصل التصعيد السياسي والقانوني وعمل التحوطات الفنية اللازمة، لافتاً أن إثيوبيا اعترضت على دعوة رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك لقمة ثلاثية للرؤساء الثلاث، وقال نرى أنه ليس هناك مبرر لذلك وترك الأمر للاتحاد الأفريقي فقط، وفي نفس الوقت رفض الوساطة الرباعية بقيادة الاتحاد الأفريقى، وشدد على أن التوصل لاتفاق لا ينتقص من سيادة أو حقوق إثيوبيا بل بالعكس يوفر لإثيوبيا حقوقها كاملة، ويحمي مصالح السودان.

صيغ استثمارية

المبادرة الإماراتية للتوسط لحل أزمة سد النهضة، وجدت حظها كذلك في تغريدات  ياسر عباس الذي قال إن «المبادرة الإماراتية هي صيغ استثمارية وفق القوانين السودانية في أراضي الفشقة، وأيضا مبادرة غير رسمية لتقريب وجهات النظر في ملف سد النهضة».

وتابع: «ابدينا وجهة نظرنا في المبادرة الإماراتية بأنه يمكن تحويل سد النهضة من بؤرة توتر ونزاع إلى بؤرة تعاون اقتصادي إقليمي». واستطرد أن تكون هناك استثمارات من الإمارات والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي، بحيث يساهم سد النهضة في توليد الكهرباء من إثيوبيا، ويساهم السودان بالاستثمارات الزراعية لتوفير الغذاء لإثيوبيا.

وذكر  عباس أن السودان بعد الثورة دولة بها قدر عالي من الشفافية والديمقراطية والبوصلة الوحيدة هي المصلحة الوطنية للسودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *