إدريس ديبي.. رحيل “ماريشال” تشاد و”حارس” ساحل أفريقيا

وكالات  : النورس نيوز

ببدلته المكونة من 3 قطع، ونظارته الملونة، لطالما أطل الرئيس التشادي إدريس ديبي إيتنو على شعبه متعهدا بتكثيف الجهود لمكافحة الإرهاب.

إطلالة لن تظهر مجددا بعد مقتله غداة فوزه بولاية سادسة على رأس تشاد خلال معارك خاضها مدافعا عن وحدة وسلامة الأراضي.

وقبل قليل، أعلن المتحدث باسم الجيش التشادي الجنرال عزم برماندوا أغونا، في بيان تلي عبر التلفزيون الرسمي، أن “رئيس الجمهورية (…) إدريس ديبي إيتنو لفظ أنفاسه الأخيرة مدافعا عن وحدة وسلامة الأراضي في ساحة المعركة”.

فوز بطعم العلقم

ديبي البالغ 68 عاما من عمره حصل على 79.3% من الأصوات في انتخابات جرت قبل أيام، وقاطعها كبار قادة المعارضة احتجاجا على ما اعتبروه رغبة منه لتمديد حكمه المستمر منذ 30 عاما.

فوز بطعم العلقم كما وصفته وسائل إعلام محلية، في إشارة إلى السياق الصعب الذي أقيم فيه الاقتراع، حيث يأتي بالتزامن مع تصعيد جديد بين الحكومة والجماعات المسلحة.

“جبهة التغيير والوفاق” المتمردة المتمركزة على الحدود الشمالية مع ليبيا، نجحت مؤخرا في شق طريقها جنوبا بعد مهاجمة نقطة حدودية يوم الانتخابات، داعية إلى إنهاء رئاسة ديبي.

في المقابل، نجحت القوات الحكومية في تكبيد الجماعة المسلحة خسائر فادحة بقتل المئات من مسلحيها وأسر آخرين.

لكن، في الأثناء، ظلت الرمال متحركة تحت أقدام ديبي الذي لا يعتبر هذا التمرد المسلح الأول في تاريخ حكمه، فلقد سبق وأن واجه أمرا مماثلا في عام 1990، ونجح في السيطرة عليه.

شجاعة وبأس مشهود بهما لرجل وصفه الجيش في بيان إعلان مقتله بـ”ماريشال تشاد”، وهو الذي واجه حركات تمرد متكررة في الصحراء الشمالية وتعامل أيضا مع استياء شعبي متزايد بشأن بعض الملفات الداخلية.

مكافحة الإرهاب

خصال وإنجازات تجاوزت حدود البلد غير الساحلي الواقع وسط أفريقيا، فهو أيضا حليف وثيق للقوى الغربية المكافحة للإرهاب في ساحل القارة السمراء، وكان من أبرز داعمي تشكيل قوة مشتركة مع بلدان مجاورة للتصدي للآفة.

كسب ثقة شركائه الأفارقة والغربيين بوضعه نفسه في طليعة محاربة الإرهاب، ونجح في كبح وتيرة الهجمات المسلحة التي استهدفت دول حوض بحيرة تشاد على وجه الخصوص (تشاد والكاميرون ونيجيريا والنيجر)، من قبل جماعة “بوكو حرام”.

وعلى خط المواجهة إلى جانب الجنود الفرنسيين، هاجمت القوات التشادية، في 2013، المتشددين المتمركزين شمالي مالي، ثم تدخلت، عاما بعد ذلك، في جمهورية أفريقيا الوسطى المثقلة حينها بصراع طائفي دام.

ومطلع 2015، شن الجيش التشادي هجوما واسعا في الكاميرون ونيجيريا والنيجر ضد مسلحين، وكانت القوات حاضرة دائما لردع الإرهابيين، ما جعل محللين يطلقون على ديبي لقب “حارس الساحل”.

الوجه الآخر

يرى ديبي، الذي تولى رئاسة الاتحاد الأفريقي لسنوات. أن الحياة سلسلة من المعارك، وهو النسق الذي اتسمت به حياته السياسية منذ تقلده الحكم قبل 30 عاما.

ولد عام 1952 في بردوبا شمال شرقي تشاد بعائلة زغاوة ، وهي فرع من جماعة “الغوران” الموجودة على جانبي الحدود التشادية السودانية.

ومنذ سن مبكرة، أظهر رغبة في حمل السلاح، حيث حصل على شهادة البكالوريا والتحق بمدرسة الضباط بالعاصمة نجامينا، ثم حصل على رخصة طيار في فرنسا.

وبعودته للوطن، تقلد عدة مناصب عسكرية رفيعة، ثم اتهم بالتآمر في عام 1989 وهرب إلى ليبيا ومنها إلى السودان حيث أسس حركة “الخلاص الوطني”.

وفي ديسمبر 1990، استولت قواته على نجامينا، وبتوليه السلطة، فتح البلاد لنظام متعدد الأحزاب.

انتخب في عام 1996 وأعيد انتخابه منذ ذلك الحين، وتعرض لانتقادات من قبل المعارضة التي تتهمه بتزوير الانتخابات وانتهاكات حقوق الإنسان.

وعلى مر السنين، أحبط ديبي مؤامرات وهجمات للمتمردين الذين وصلوا إلى بوابات القصر الرئاسي في فبراير 2008، وحينها عرضت فرنسا إخلاءه، لكنه رفض مفضلا الاحتفاظ بمنصبه المنتخب أو الموت والسلاح في يده.

نقلا عن العين الإخبارية

Exit mobile version