الأخبار الرئيسيةتقارير

السودان.. حديث الفريق البرهان.. بعيون الخبراء

النورس نيوز : آية إبراهيم

استضافت فضائية العربية أمسية (الجمعة) رئيس مجلس السيادة الانتقالى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في لقاء خاص تناول من خلاله سيادته مجمل الأوضاع في السودان، خصوصاً راهن البلاد والأوضاع الاقتصادية وملف السلام، وفي ما يلي الحديث عن العلاقة مع إثيوبيا ومسألة الحدود وسد النهضة، إلى جانب ما دار من حديث خلال الايام الماضية عن زيارة وفد رسمي سوداني لإسرائيل. (النورس نيوز) وضعت مجمل حديث البرهان على طاولة عدد من الخبراء لقراءته كل حسب خبرته.

كسب وقت

في بدء حديثه أكد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أن المحكمة الجنائية لم تطلب حتى الآن تسليم البشير، وقال إن الأمر مازال قيد التشاور بين وزير العدل والنائب العام مع المحكمة.

وجزم البرهان بأنهم متفقون على مثول البشير امام المحكمة الجنائية، وفي ذلك يشكك المحلل السياسي د. صلاح الدومة ويرى أن المحكمة الجنائية طالبت بتسليم البشير لها، إلا أن الحكومة لم تتخذ هذا الإجراء ولم تسلمه او تحاكمه في الداخل. ووضع الدومة ل (النورس نيوز) الحديث عن استمرار التشاور بشأن الأمر في إطار المماطلة وكسب الوقت بتسليم البشير من الجانب العسكري، وقال إن الخطوة لا تحتاج إلى تشاور إما التسليم أو الرفض، وأوضح أن مجلس الوزراء بقيادة حمدوك يصر على تسليم البشير للجنائية.

قيم شعب

وفي معرض حديثه، قال البرهان إن اتفاق السلام لا يمنع الهوية الإسلامية، لكنه أضاف ان موضوع فصل الدين عن الدولة يتعلق بوحدة الدولة. وفي ذلك يرى القيادي الإسلامي أبو بكر عبد الرازق أن الهوية لا يستطيع أحد أن يمنعها لتعلقها وارتباطها بثقافة وقيم الشعب، فمن المستحيلات إقصاؤها، وقال عبد الرازق لـ(النورس نيوز) إن الطريق الآمن الوحيد لوحدة الدولة هو تطبيق الشريعة الإسلامية في ما يتعلق بأحكامهم الخاصة وتطبيق الشريعة الإسلامية في ما يتعلق بالحريات والشورى على الجميع، لأن الإسلام هو الضامن الوحيد بأن تكون الأحكام على مسافة واحدة من الجميع لكل حريته وأحكامه، اما العلمانية فهي التي تقصي الأديان عن المسرح وتحرم الكل مما يؤمن به. وأوضح أن البرهان لن يستطيع أن يفصل الدين عن الدولة، وقال إن التيار العريض الذي اتى به هو تيار الشريعة الإسلامية، وهي ايمان شعب كامل يجب الإحاطة بها أو إقصاؤها.

اشتراطات حرب

وفي جانب ما يدور بشأن العلاقة مع إثيوبيا تأسف البرهان للتصعيد مع دولة إثيوبيا، وقال إن أراضي الفشقة سودانية بحكم الوثائق، مناشدا إثيوبيا الانسحاب من الأراضي السودانية، مؤكداً الاستعداد للتنسيق بشأن الحدود، وحول ذلك يستبعد الخبير الاستراتيجي الفريق أول ركن محمد بشير سليمان نشوب حرب بين السودان وإثيوبيا، ويرى أن الحرب تتطلب اشتراطات وعوامل حتى يتحقق النصر. وقال سليمان لـ (النورس نيوز): (السودان وإثيوبيا غير مهيئين البتة للسماح بنشوب حرب بينهما، لأن الحرب تحتاج إلى أن تكون قوة الدولة الشاملة الكلية قوية ومتماسكة وقادرة على أن تحقق نصراً إيجابياً وتحافظ على الأهداف والسيادة للدولة المعنية، فهذه العوامل في إطار القوة العسكرية والأمن الاقتصادي والاجتماعي والبعد النفسي والمعنوي والتقني والقدرات التي يمكن أن تؤسس لانتصار ونحسب أن الدولتين يعانيان في كل هذه القوة، إلى جانب أن سكان الدولتين في حالة إحباط كبير، كما أن الإعلام غير قادر على بث رسالة التعبئة والدفع المعنوي لإسناد الدولة، واذا نشبت حرب فالقوة العسكرية تحتاج إلى كثير من القدرات قد لا تتوفر أثناء الصراع، وهذا عامل مهم في أية حرب لا تضمن الإمداد اللوجستي بالسلاح على مدى استمراره نتيجتها الفشل. ويؤكد أن الواقع الداخلي للدولتين لا يعضد قيام اية حرب وسيخسران ولا نصر لأحدهم، فالحرب تحتاج لرأي عالمي ساند وإعلام وقوة ساندة وهو غير متيسر، فالدول تتحدث عن رفضها لما يجري خاصة الدول الكبرى مثل أمريكا، فهي غير مستعدة لأي صراع في المنطقة لأنها تراجع سياساتها الداخلية ووحدتها وعلاقتها مع الدول الخارجية)، وقال: (يمكن معالجة الأمر بمنهج علمي، والواقع والحقائق تفرض أنه لا بد من اتخاذ مبدأ المرونة والمبادرة). وزاد قائلاً: (اذا نشب حرب ستكون هنالك خسارة كبيرة، فالحرب بالمنطق والواقع غير واقعة، غير ذلك يعني عدم نضج الفكر السياسي والعسكري وغيره من مطلوبات قيادة الدولة).

قدرة تغيير

ويشير الباحث في العلاقات الاستراتيجية والدولية حسن شايب دنقس إلى أن حديث البرهان عن العلاقات الخارجية السودانية وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، يحمل في ثناياه الكثير من الطابع الامني والاستخباراتي، فهذا ما تريده أمريكا و إسرائيل لأن المصالح الأمريكية الإسرائيلية سيان، خاصة في ما يتعلق بالأمن القومي لكلا الدولتين، فالسودان بموقعه الجيبولوتيكي قادر على تغيير موازين القوة في المنطقة، لذلك نجد صراعاً قوياً ما بين أمريكا وروسيا لإنشاء قاعدة عسكرية في سواحل البحر الأحمر، وهي منطقة مهمة كذلك لإسرائيل، فكثيراً ما كانت تستبيح المياه الإقليمية السودانية لتنفيذ عمليات عسكرية، ويضيف شايب لـ(النورس نيوز) ان الشاهد في ذلك أن الولايات المتحدة وإسرائيل أن هذه الفترة هي الأنسب لأخذ ما تريده من السودان في ظل عدم اكتمال هياكل الحكم في السودان، فالدولتان تعولان على أخذ مصالحها من الشق العسكري، فالسودان لم يعد لديه ما يقدمه لخطب ود أمريكا و إسرائيل، فقدم كل شيء من أجل العودة إلى التعاون الدولي، لكن نسبة لعدم وجود جسم في الدولة السودانية يعنى بالأمن القومي السوداني يعمل على جلب المصالح ودرء المفاسد عنها من حيث كيفية إدارة عناصر قوى الدولة الشاملة خصم كثيرا منها. ولعل هذا ما أضعف نقاط الدولة السودانية. أما حديثه عن العلاقات السودانية المصرية فمن وجهة نظري يجب أن تنتقل من العلاقات التكتيكية إلى العلاقات الاستراتيجية و المصالح المتبادلة المشتركة، فمصر تريد أن يكون السودان تابعاً لها في سياساتها الخارجية، فمصر حينما تتحدث عن سد النهضة تقول السودان ومصر دولتا مصب والصحيح أن السودان دولة ممر. وعلى العموم تبقى العلاقات بين مصر و السودان علاقة شائكة ومعقدة لن تحل في الوقت القريب، لأن من مصالح الدول أن يظل السودان في حالة الاستقرار لديمومة مصالحها. والعلاقات السودانية الإثيوبية نسبة لغياب الرؤية الاستراتيجية للتعامل مع الدول الحدودية فشل السودان في إدارة هذا الملف، لكن أعتقد ان لا سبيل لحل المسائل العالقة بين البلدين إلا من خلال الدبلوماسية وإن حسم السودان جزءاً من عودة أراضيه إلا أن استقرارها يحتاج لعلاقات حسن جوار متميزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *