زيارات البرهان للولايات.. ممنوع اصطحاب الحكام

الخرطوم : النورس نيوز
لم يتوقع والي غرب دارفور محمد عبد الله الدومة، أنه سيجد نفسه في مواجهة غضب رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، الذي يحاول إخماد الحرائق المشتعلة بين المسالين والعرب التي خلفت اكثر من (155) شهيداً و(200) جريح .
حالة من التوتر وعدم الرضاء سيطرت على الدومة بعد علمه بالترتيبات والتنسيق الأمني العالي لزيارة البرهان للولاية، ولم يتم اخطاره بها ، ليس ذلك فحسب، فالرجل الستيني وجد نفسه خارج برنامج الزيارة ولم يرافق البرهان في طوافه على الولاية أو يكون ضمن الاجتماعات التي عقدها مع طرفي النزاع (المسالين والعرب) كل على حدة ، فضلاً عن (8) اجتماعات أخرى شملت لجنة أمن الولاية.
محاولة اغتيال:
مقربون من الدومة أشاروا لـ (النورس نيوز) إلى أن الرجل ظل يدير أمر ولايته من الخرطوم، رغم أن الأوضاع الأمنية تشهد توتراً مستمراً، وأضافوا : (مرابط بالخرطوم ويقوم بتصريف أمر الولاية بالهاتف)، مستدركين: (لكن سبق ان تعرض الدومة لمحاولة اغتيال، وبقاؤه في الخرطوم ليس حفاظاً على حياته فقط، لكن لأنه يريد من مجلس الوزراء ان يدعمه لأن القضية أكبر من إمكانات الولاية، ويبدو أن هذه الجزئية اغضبت رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان الذي يؤمن في ما يبدو وفقاً للتقاليد العسكرية، أن القائد يجب ان يكون موجوداً في مكان الحدث، وانه لا مبرر للدومة ان يظل موجوداً بالخرطوم ويسقط القتلى بين المساليت والعرب يومياً.
حماية دولية :
زيارة البرهان بزيه العسكري كانت لها دلالات كبيرة، هي ان القائد الأعلى للقوات المسلحة يريد إخماد نار الفتنة بين القبائل المتحاربة، ويؤكد انه مسؤول عن حفظ دماء المواطنين، وحتى لا تمتد النزاعات لتشمل كل دارفور ، خاصة بعد بروز مطالبات بحماية دولية.
الجدير بالذكر انه بعد عدة اشهر اندلعت النزاعات بالولاية وتم فيها ارسال وفد من مجلس السيادة للوقوف على الأحداث هناك.
هيئة محامي دارفور رفضت تجاوز البرهان للدومة، واعتبرت ذلك رسالة سالبة تكرس للانقسام والاحتقان المجتمعي والقبلي بالولاية، لكن محللين سياسيين اعتبروا في تصريح لـ (النورس نيوز) ان تجاوز البرهان للدومة يوضح اتساع الهوة بين المكون المدني والعسكري، رغم ان المكونين يؤكدان امام عدسات الكاميرات انهما يعملان في تنسيق تام.

شائعة مغرضة:
وربما ليس الدومة وحده، فوالي ولاية نهر النيل آمنة المكي، سبق ان غابت عن استقبال رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان الذي زار الولاية قبل أسبوعين، لكن مقربين من آمنة اكدوا ان زيارة البرهان كانت مختصرة جداً وبترتيب من شركة (زادنا) للوقوف على مشروع زادنا للري المحوري، مشيرين الى انه لم يتم اخطارها بالزيارة، بينما في مارس الماضي غابت آمنة عن استقبال نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد محمدان دقلو ، ووقتها رشحت انه لم يتم اخطارها مبكراً، مما أدى الى وجود خلافات، لكن آمنة استقبلت قبل يومين عضو مجلس السيادة ياسر العطا ورافقته خلال جولته بالولاية ، وعد مراقبون لـ (النورس نيوز) ان هذه الزيارة تؤكد ان وجود خلافات بين الولاة المدنيين والمكون العسكري بمجلس السيادة شائعة مغرضة.

Exit mobile version