الأخبار الرئيسيةتقارير

“اتفاق جوبا”..دائرة “الشكوك والمخاوف”

تقرير : النورس نيوز

انتقادات واسعة خلال الايام الماضية حول اتفاق السلام الذي وقع في العام الماضي بدولة جنوب السودان بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية السودانية من قبل الموقعين. واعتبر المحلل السياسي محجوب عثمان ان تشكيكات مناوي التي يدلي بها ترجع لانه من دون كبار قادة الحركات المسلحة الموقعة مازال ينتظر خطاب تعيينه حاكماً لاقليم دارفور ، في الوقت الذي تسلم فيه بقية القيادات مناصبهم، اذ اصبح جبريل وزيراً للمالية وعقار عضواً في السيادي وهو بدون منصب. ولهذا يكثر من الشكوى والتململ من بطء تنفيذ اتفاقية جوبا.

بطء التنفيذ

ويرى رئيس جيش تحرير السودان القائد مني اركو مناوي في تغريدة له في (تويتر ) ان عدم تنفيذ اتفاق سلام جوبا والتبرير بأسباب واهية سيحفز المزيد من البؤر وستظل الازمة قائمة طالما ان الاتفاق مازال على الورق. وأشار إلى أن دارفور الآن ليست بعيدة عن التدويل، وأن حدث سيكون اسوأ من الأول. والشاهد على ذلك ان احداث الجنينة تتطور في كل شرارة، لذلك يحتاج الوضع الى الامن ، وقال مناوي في بيان له إنه في ظل استمرار التفلتات الأمنية المتكررة في جميع أنحاء البلاد ووضع العراقيل أمام تنفيذ الاتفاقية وإهدار الوقت بصورة متعمدة حتماً سيقود البلاد الى الانزلاق الأمني الذي يصعب السيطرة عليه وربما يؤدي إلى تفتيت السودان ، وفي ظل هذه التداعيات تطالب الحركة بالإسراع في تشكيل ما تبقى من هياكل السلطة وخاصة حاكم الإقليم بكامل صلاحياته الفيدرالية، وأن تولي اهتماماً خاصاً لملف الترتيبات الأمنية وتشكيل القوات المشتركة لحفظ الأمن في إقليم دارفور، مع العلم أن هذه الظواهر السالبة تعتبر من مخلفات النظام البائد الذي مازال لديه أيادٍ خفية تعبث بإرادة بعض مكونات الولاية، فيجب علي الجميع تفويت الفرصة على المتربصين بمستقبل السودان.

المال رأس التنفيذ:

واعتبر المحلل السياسي محجوب عثمان أن تنفيذ اتفاقية السلام يتطلب أشياء كثيرة تحتاج الى جهود لتوفيرها، وأضاف: “بالطبع المال يأتي على راس هذه الأولويات لأن المطلوب توفير تمويل للآتي. وهنالك متطلبات جاءت بالاتفاق ولا بد من اتباعها بتفصيل كلي لا ينقص الاتفاق الموقع الذي شهدت عليه الكثير من الدول”، وقال محجوب في حديثه لـ(النورس نيوز ) لا بد من دمج وإعادة تنظيم قوات الحركات المسلحة وإعادة تدريبها لتكون صالحة للدمج لاحقاً في الجيش السوداني وتسريح من لا يرغب في الخدمة وتمويل الحكم الإقليمي في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، وقد نصت الاتفاقية على (700) مليون دولار وحوالى 40% من البترول لجنوب وغرب كردفان والنيل الأزرق و تعويض الحركات المسلحة وتمكينها من التحول الى احزاب سياسية، ولكن الحركات المسلحة التي تسلمت قياداتها مناصب وزارية ومناصب سيادية صدمت بحجم الافلاس الكبير الذي تعانيه خزانة وزارة المالية، وهو ما انعكس سلباً على تسيير دولاب الحكم ومن ضمنها اتفاقية جوبا للسلام في ظل عدم وجود دولة تقدم تمويلاً لتنفيذ اتفاقية جوبا للسلام كما فعلت قطر سابقاً لاتفاقية الدوحة للسلام، اما تشكيك مناوي في تصريحاته التي يدلي بها فهو يرجع لانه من دون كبار قادة الحركات مازال ينتظر خطاب تعيينه حاكماً لاقليم دارفور في الوقت الذي تسلم فيه بقية القيادات مناصبهم. اذ اصبح جبريل وزيراً للمالية وعقار عضواً في السيادي وبقي هو بدون منصب، ولهذا يكثر من الشكوى والتململ من بطء تنفيذ اتفاقية جوبا .

عقلية النظام البائد:

وقال القيادي بالتحالف السوداني محمد إسماعيل اركان في تصريح لـ(النورس نيوز) إن اتفاق جوبا لسلام يسير بطريقة تكاد ان تكون تحت الصفر، وحتى هذه اللحظة تم تكليف أعضاء المجلس السيادي ولم يتم اي تكليف لتعيين المفوضية، وهي الآلية التي يمكن ان تنفذ الاتفاقية، وأضاف إسماعيل: “ثانياً المجلس التشريعي الى الآن في خمول كبير جداً، ويوجد تمادٍ في عدم اكتمال هياكل السلطة، ومسألة التباطؤ تؤكد ان العقلية التي تدير البلاد شبيهة بالنظام السابق”، وزاد قائلاً: (نحن نقول وبكل صراحة ان الاتفاقية يا تنفذ يا ما تنفذ، وان عملية غير متفق عليها وتعمل من غير برنامج يعتبر عمل جبن وخيانة، والآن البلاد ملتهبة والدولة في حالة تفرج، فكيف لنا ان نتحدث بهيبة دولة؟ ولا بد من وقف صوت البندقية بشكل كامل ،وهذه الاحداث لم توجه سلاحها الى الدولة فقط بل توجهه الى من يمثلون دارفور في الحكومة بشكل خاص).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *