الأخبار الرئيسيةتقارير

أيقونات الثورة.. أسماء سادت ثم بادت

الخرطوم : النورس نيوز

عندما جلس معلم الرياضيات والفيزياء بالمرحلة الثانوية أحمد ربيع يمين نائب رئيس المجلس العسكري على منضده واحدة، بفندق كورنثيا المطل على شارع النيل بالخرطوم، لم يكن صدفة، فقد اختارته الحرية والتغيير لينوب عنها في التوقيع على الإعلان السياسي بينها وبين المجلس العسكري في السابع عشر من يوليو 2019م.

ربيع وقتها امسك قلمه ليس لتصحيح كراسات تلاميذه، لكن للتوقيع على إعلان مرحلة جديدة من تاريخ السودان، وفصل جديد من التعاون بين المكونين المدني والعسكري لمرحلة انتقالية بعد (30) عاما من حكم الرئيس السابق عمر البشير.

عقب التوقيع مباشرة تساءل الناس عمن هو أحمد ربيع ولماذا وقع نيابة عن الحرية، لتأتي الإجابة من قحت أن اختيار ربيع جاء كاعتراف بدور المعلم ومكانته في المجتمع، كما انه أحد الشباب الذين عملوا على نجاح ثورة ديسمبر ابتداءً من موقع سكنه بشرق النيل.

لكن سرعان ما اختفى المعلم ربيع عن الأنظار ولم يظهر إلا بعد التصريح الشهر لعضو تجمع المهنيين ومضة كمال في مايو العام الماضي، التي كشفت عن ان أحمد ربيع طلب منها مغادرة ميدان الاعتصام قبل نصف ساعة من فضه، وكتبت عبر صفحتها بفيسبوك انه اتصل بها ونقل لها ان عضو المجلس العسكري وقتها شمس الدين الكباشي اخطره أنه سيتم اخلاء منطقة كولمبيا، تصريح ومضة مثل صدمة للثوار  الذين يعتبرون ان أحمد ربيع من ايقوناتها، وشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي هجوماً عنيفاً على الرجل، واعتبروا ان صمته على حديث كباشي يُعتبر مشاركة في قتل الشهداء الثورة.

الرجل الأربيعني سعى ليوضح حقيقة المكالمة الهاتفية، وقال إنه طلب من ومضة مغادرة كولمبيا وليس ميدان الاعتصام، لكن ذلك لم يغفر له عند الثوار او تلاميذه، الذين لا يعرفون شيئاً عنه، وكثيرون صرحوا بأنه لا يهمهم أين هو فوق الارض ام تحتها كرد فعل لتلك المكالمة التي اعتبرها مراقبون انها خصمت من ربيع، وبرر البعض اختفاء عضو تجمع المهنيين أحمد ربيع عن الساحة السياسية  كونه ناشطاً مجتمعياً أكثر من انه سياسي، لكن ذات الرجل كان من اعضاء وفد التفاوض مع المجلس العسكري بجانب طه عثمان والأصم باعتبارهم ممثلين لتجمع المهنيين، عضو تجمع المهنيين تم تعيينه العام الماضي مديراً عاماً لمستشفى المعلم.

دسيس مان

دسيس مان :

الشاب الأبنوسي محمد يحيى المشهور بـ (دسيس مان) مغني الثورة، عرفه الناس داخل وخارج السودان يرددون أغنياته وبعضهم وضعها كـ(نغمة) لهاتفه، وتداول الثوار مقاطع فيديو لدسيس كونه من ايقونات ثورة ديسمبر، وكل كان يردد “كنداكة جاء بوليس جرى”، لكن الآن يتساءل الكثيرون اين دسيس؟ ولماذا اختفى عن الساحة السودانية؟، البعض ارجع اختفاءه لانه ليس سياسياً او ناشطاً اجتماعياً وهو عبارة عن (ظاهرة واختفت)، وآخرون قالوا ان شعبيته تراجعت بعد مشاركته قوات الدعم السريع لتسيير قوافل صحية لبعض الولايات، ربما هذه الخطوة لم تكن متوقعة من معجبي دسيس، وكرد فعل قام بعضهم بالاعتداء عليه بشارع النيل، مقربون من دسيس قالوا انه اتجه للعمل الطوعي وانشأ منظمة طوعية، وربما اخذت كثيراً من وقته وابعدته عن الاضواء، والبلاغ الذي قيدته الشرطة ضد دسيس مان في يناير 2020م بعد تهديده لاحد افرادها، وتم الحكم عليه باربعة اشهر ودفع غرامة قدرها (10) آلاف جنيه، ربما هذا اظهر لدسيس نفسه ان شعبيته قلت لدرجة كبيرة ، فلم يجد البلاغ او المحاكمة اهتماماً من الثوار.

وكذلك واحد من ايقونات الثورة الذي لم يعد له دولار بارز في الساحة السياسية الآن، هو محمد ناجي الأصم، الذي توارى عن الأنظار وقلت مشاركته في الفعل العام، بعد انتهاء الثورة، وزادت عزلته اكثر عندما انقسم تجمع المهنيين الأصل إلى قسمين، ووجد الشاب نفسه امام واقع جديد.

الاصم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *