علي كل _ مغامرات جبريل..!! _ محمد عبدالقادر

مازلت اتمني ان يعبر الدكتور جبريل ابراهيم وينتصر في موقعه كوزير للمالية والاقتصاد الوطني ، الرجل يعمل في ظروف صعبة ويمارس مهامه وسط تعقيدات كبيرة وتحديات معلومة جعلت من مهمته مغامرة غير مامونة العواقب.
حرصي علي نجاح جبريل ارده لامرين الاول: حاجتنا الماسة لتحقيق عافية اقتصادية تنهي معاناة الناس وتضمن ما يكفي من استقرار يعين البلاد علي عبور الفترة الانتقالية بسلام، مازلت اعتقد ان المشكل الاقتصادي هو اكبر مهدد امام انهاء المرحلة الانتقالية علي النحو المطلوب .
الامر الاخر الذي يدفعني لتمني نجاح جبريل يرتبط بحرصي علي ان يضع تجربته السياسية بعيدا عن الحريق فقد اظهر وعيا سياسيا وحراكا جيدا خلال الفترة الماضية يليق برجال الدولة الاقوياء..
لكن امنياتنا لن تنفع كما ان الاحلام لا تشفع وحدها في مواجهة واقع اقتصادي مازوم يزداد تعقيدا كل يوم بينما تظل وعود وزير المالية عصية علي التحقق، بصراحة لم يوف جبريل حتي الان باي وعد قطعه للمواطن في ما يلي توفير الخدمات الاساسية والسيطرة علي الاسواق وانهاء الازمات المتطاولة في الخبز والوقود، هذا الملف كان اول ما تحدث عنه دكتور جبريل ابراهيم غير ان وعوده بتامين احتياجات الناس وانهاء الصفوف ذهبت ادراج الرياح..

لم يكن دكتور جبريل موفقا في قبوله بتسنم حقيبة المالية في ظل هذه الظروف وهو يعلم ان الفشل سيؤثر حتما علي مستقبله السياسي، وما كان له ان يبدا مسيرته بوعود غير قابلة للتحقق.

جبريل صاحب امكانيات كبيرة ورؤي متجددة ودائما ما يجيد التفكير خارج الصندوق لكن ماذا يفعل مع الخزينة الخاوية والاقتصاد المتكلس، وروشتة صندوق النقد الدولي التي ارتضي ان ينفذها رغم علمه بتبعاتها السيئة علي حياة المواطنين وقد استبد به الفقر ورافقتهم الفاقة، واستعصي عليهم العيش بينما الحكومة ماضية بلا وجدان في سياسات رفع الدعم.
لا ادري لماذا لم يراجع دكتور جبريل القرارات التي احالت حياة الناس الي جحيم مثل الزيادات الفادحة في فاتورة الكهرباء ، ولماذا لم يهتم بالاسواق حتي الان مع اشتداد وطاة الاسعار علي المواطن المغلوب والمنهك بفواتير الحياة القاسية، وكيف سمح دكتور جبريل بزيادة الدولار الجمركي مرتين ليصل الي 28جنيها بعد ان تسلمه في حدود ال15جنيها، ولماذا ارتفعت قيمة المنتجات البترولية في عهده بنسبة23% للبنزين و8%للجازولين.
كل هذه الاسئلة نضعها علي طاولة السيد وزير المالية خاصة مع ما تحقق من استقرار في الدولار عقب تحرير وتوحيد سعر الصرف ، هذا التطور جعلنا نتفاءل باداء دكتور جبريل قبل ان تدخل بقية القرارات علي الشعب ( بالساحق والماحق والضغط المتلاحق).

نذكر دكتور جبريل بانه في موقف لايحسد عليه، توشك نيران الاسعار ان تحرق تجربته السياسية في ظل واقع اقتصادي مازوم يضعه اما ازمات وامتحانات متكررة لم ينجح فيها حتي الان.

صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version