الحركات المسلحة بالخرطوم… مواجهة تداعيات “قرارات الدفاع”

تقرير : آية إبراهيم

فيما يبدو أن قادة الحركات المسلحة يضربون بقرار اللجنة الفنية لمجلس الأمن والدفاع الذي صدر قبل أيام والقاضي بإفراغ الخرطوم والمدن الرئيسة من الوجود المسلح لبعض الحركات الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، عرض الحائط في ظل استمرار توافد الحركات المسلحة وقياداتها إلى الخرطوم وسط ازدياد المخاوف من التعقيدات التي يمكن أن تصاحب تطبيق القرار.

حضور جديد
حركة تحرير السودان بقيادة مصطفى نصر الدين تمبور تعد آخر الحركات التي وصلت إلى السودان بعد قدوم رئيسها تمبور يوم (السبت) قادماً من جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان، حيث حيا نصر الدين فور وصوله صناع ثورة ديسمبر المجيدة الذين مهدوا الطريق لصناعة السلام، بمشاركة النساء وزعماء الادارات الأهلية وقيادات المجتمع المدني، مجدداً حرصه على الإيفاء ببنود اتفاق السلام، لافتاً إلى أن توقيعهم على الاتقاف يهدف لدعم مسيرة البناء والاعمار والتنمية والتعايش السلمي بين مكونات المجتمع، وقال: (استجبنا لعملية السلام تلبيةً لدعوة لجنة الوساطة بجنوب السودان بذات الشجاعة التي حاربنا بها النظام البائد لأكثر من (١٨) عاماً).

عدم تبرير
مساعد رئيس حركة جيش تحرير السودان لشؤون الإعلام قيادة (مناوي) نور الدائم طه، استغرب الضجة التي اعقبت دخول قوات الحركات المسلحة في الخرطوم، وقال ليس هنالك مبرر لذلك، ووصف نور الدائم لـ (النورس نيوز) الحديث حول ذلك بـ (العنصرية). وأوضح أن قرار مجلس الأمن والدفاع بشأن إفراغ العاصمة من قوات الحركات المسلحة لا يخص الحركات المسلحة وإنما يعني المليشيات. وتساءل نور الدائم عن عدم الحديث من قبل عن (كتائب الظل) كما يتم الحديث الآن عن قوات الحركات المسلحة التي قال إنها جاءت وفقاً لاتفاق جوبا وتكوين جيش موحد لأجل حفظ الأمن والإستقرار في البلاد. وأشار إلى أن قوات مناوي موجودة في كل السودان.

بدء وصول
ومنذ فبراير الماضي توافدت إلى الخرطوم مجموعات من القوات التي تتتبع لأكثر من فصيل بداية بدخول قوات رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي كأول قوات تصل الخرطوم والتي تلتها قوات تحرير السودان التي يتزعمها الطاهر حجر وقوات الجبهة الثالثة (تمازج) وقوات الفريق عبد الله يحيى نائب رئيس قوى تحرير السودان، فحتى الآن أكثر من ثلاث حركات توجد قواتها في الخرطوم، ويتوقع وصول قوات حركات أخرى في ظل وصول قياداتها للخرطوم.

مؤشر ظاهرة
ومع استمرار المخاوف من وجود الحركات المسلحة في الخرطوم،
يزيد الأمر تعقيداً بعد إشارة تقارير إلى أن بعض الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام تقوم بعمليات تحشيد وبيع واسعة للرتب العسكرية من أجل تقوية مراكزها. وفي مؤشر الى خطورة الظاهرة طالب عضو مجلس السيادة السوداني رئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس بضرورة القبض على كل من يدعي ويبيع الرتب العسكرية باسم حركات الكفاح المسلح، مضيفاً أن هذا السلوك يعتبر نشاطاً مضاداً للثورة يجب عدم المجاملة معه أو السماح به.

انتقاد ورد
وفي الوقت الذي ينتقد فيه مراقبون خطوة وجود قوات تابعة للحركات المسلحة في مناطق مدنية في الخرطوم ومدن أخرى، يعتبروها إحدى ثغرات اتفاق الترتيبات الأمنية، باعتبار أنه لم يرسم خريطة طريق واضحة بشأن آليات الدمج والتسريح وعدم تحديد مواقع بعينها لتمركز القوات الجديدة، مما يفتح الباب أمام وجود عدد من الميليشيات في قلب الخرطوم والمدن الأخرى، ويعقّد بالتالي الأوضاع الأمنية التي تشهد هشاشة واضحة. ويدافع قيادات الحركات المسلحة عن وجود قواتهم بالخرطوم ويرون أنه يأتي ضمن الترتيبات الأمنية لاتفاق السلام، ويؤكدون أن وجودهم في الخرطوم يمثل مرحلة جديدة في تاريخ السودان، حيث كان السلام غاية للجميع، ولا عودة للحرب.

Exit mobile version