معاذ تنقو : رجل الحدود الغيور

الخرطوم : آية ابراهيم

وصل البلاد فجر اليوم (الخميس) د. معاذ تنقو، رئيس المفوضية القومية للحدود قادما من دولة الأمارات العربية المتحدة وأعرب تنقو فور وصوله للبلاد عن شكره للشعب السوداني بالسؤال عنه وقال في تغريدة له على حسابه باحد مواقع التواصل الاجتماعي: “إن اهتمام الشعب السوداني بالسؤال؛ عنه يضع عليه عبئاً أكبر في مواصلة الدفاع عن حقوقه وحماية حدوده. وأضاف: سأسخر حياتي ومعرفتي من أجل وطني، والعمل من أجل صيانة حدوده المعروفة في المقابل تقدم تنقو بالشكر للإمارات وقيادتها؛ للاهتمام الكبير الذي وجده وحظي به، والعناية التي أولتها له دولة الإمارات خلال فترة وجوده بها.

تباين انباء

وقبل أن تطأ قدم تنقو أرض السودان تباينت الأنباء خلال الساعات الماضية عن مصيره عقب الحديث عن احتجاز السلطات الإماراتية له خلال مشاركته في مباحثات رسمية في أبوظبي التي تتوسط بين السودان وإثيوبيا في ملف الحدود بادعاء شبهة إصابته بفيروس كورونا، ما أدى لعزله عن المباحثات، ولكنه أعاد الفحص مرتين عن طريق السفارة السودانية، فتأكد عدم إصابته، ما أدى إلى استغراب الوفد من الخطوة الإماراتية.

سيرة ومسيرة

وتقول السيرة الذاتية للدكتور معاذ أحمد محمد أحمد تنقو إنه من مواليد مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور في العام 1960م تدرج في العديد من الخبرات العملية من بينها رئاسة ادارة القانون الدولي والاتفاقيات ٫ محاضر في القانون الدولي العام وحقوق الإنسان بجامعة الخرطوم ٫ عضو المكتب الفني لوزير العدل ٫ مستشار قانوني لوحدة شئون منظمة الكوميسا ٫ مستشار قانوني لمفوضية الانضمام لمنظمة التجارة العالمية ٫ سكرتير تنفيذي للاتحاد العام لطلبة الكويت ٫ عضو لجان ترسيم الحدود كما حصل على عدد من الدرجات العلمية ٫ درجة الدكتوراة في الفلسفة بالقانون الدولي ٫ درجة الماجستير في الدراسات الدبلوماسية.

كفاءة وخبرة

الدكتور معاذ أحمد محمد تنقو الخبير في القانون الدولي والمختص في النزاعات الحدودية بين الدول لا يختلف اثنان حول كفاءته وخبرته فالرجل يعتبر من القليلين بالسودان الذين يتحملون مسؤولية الدفاع عن حدوده وبيان حقوقه التاريخية

و يعد من أكثر الملمين بتفاصيل ملف الحدود خصوصا نزاع الحدود بين مصر والسودان وقد صدر له في ذلك كتاب (نزاع الحدود بين السودان ومصر.. نزاع حلايب ونتوء وادي حلفا في ضوء القانون الدولي).

خطورة موضوع

وربما لا يعرف الكثيرون خطورة الموضوع المتعلق بالحدود، وعند ذكر ذلك يتبادر إلى الذهن القضية التاريخية والمتنازع عليها بين السودان و مصر “مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد، إضافة إلى قضية الفشقة مع أثيوبيا، ولكن الذي لا يعرفه البعض أن مفوضية الحدود، التي يترأسها تنقو معنية أيضاً بالنزاع الحدودي مع كثير من الدول والحدود البحرية.

تضامن شعبي

وقبيل وصول (تنقو) إلى أرض الوطن وجد الرجل تضامن عريض من الشعب السوداني الذي تساءل عن أسباب احتجازه وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن مناصرته ودعمه حيث أطلق ناشطون سودانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أوسمة تتساءل عن مصير “تنقو”، معتبرين أن حكومة الإمارات تختطفه، باعتباره رجلا وطنيا غيورا رفض كل الإغراءات والوعيد بشأن تمرير المبادرة الإماراتية، الساعية لضم أراضي السودان إلى إثيوبيا.

قرار تعيين

وفي العام 2018م أصدر الرئيس السابق عمر البشير قراراً جمهورياً بتعيين معاذ أحمد تنقو رئيساً للمفوضية القومية للحدود.

وكان مجلس الوزراء أجاز العام الذي سبق تعينه مشروع قانون المفوضية القومية للحدود لسنة 2017م والذي قدمه آنذاك فضل عبدالله وزير رئاسة الجمهورية
وتكمن أهمية القانون أن يُنشئ المفوضية ولجنتها الفنية الدائمة لتدرس وتقدم التوصيات المتعلقة بتوصيف وتخطيط وتأكيد الحدود.