أطياف _ الفساد الطائر ..تاركو أير ( ٢) _ صباح محمد الحسن

وقع بنك الخرطوم في فخ الاحتيال حسب الإجراء الظاهري انه حول مبلغ ٨ مليون دولار لحساب شركة (GSH Trade FZC) عبر مرابحات صورية مزورة من شركة تاركو للحلول المتكاملة سلعة المرابحة طائرة Boeing 737-4Q8 برقم المصنع 4,000 و التسجيل(C5-MAA ) وقام ملاك الشركة بالاحتيال على بنك الخرطوم بغرض تهريب النقد الأجنبي ، ولكن ماذا تحوي الصفقة في داخلها ، فلعبة الفساد لا تكمن في ان المالكين لشركة تاركو للحلول المتكاملة في الخرطوم (طالبة مرابحة الطائرة من بنك الخرطوم) ، هما المالكان لشركة GSH Trade FZC في دولة الأمارات و هي الشركة التي حول لها البنك مبلغ المرابحة بناء على فاتورة البيع المزورة الأمر الذي يعني ان مشتري الطائرة هو نفسه البائع بفاتورة بيع مزورة .
فبنك الخرطوم الموافق على المرابحة والذي قام بتحويل المبلغ في حساب الشركة هل كانت ادارته الموقعة على الموافقة وتحويل المبلغ على علم مسبق ان المرابحة وهمية ، وان سعر الطائرة في العام ٢٠١٤ لا يساوي ٨ مليون دولار ؟ لكنه بالرغم من ذلك منح الشركة المرابحة، ومع هذا تجاوزت الشركة كل الخطوط الحمراء للقيم والمباديء وقوانين الطيران، باستخدامها طائرات بوينق 737-400 التي يزيد عمرها عن العشرين عاماً لنقل الركاب حتى آخر رحلة للشركة وهي مخصصة لنقل البضائع.
وحصلت الشركة على موافقة سلطة الطيران المدني لاستيراد عدد 4 طائرات من نوع Boing 737-400 بالرغم من علمه ان الطائرات تجاوزت العمر القانوني (عشرين عاماً ) والتي تم بيعها بغرض استخدامها في نقل البضائع، ومنح الطيران المدني الشركة الموافقة بالرغم من علمه ان الشركة تريدها لنقل الركاب و ليس لديها طائرة واحدة لنقل البضائع.
فالطائرات (الخردة) تم شراؤها و صيانتها بماليزيا بواسطة أحد ملاك الشركة و تم تسجيل الطائرات بدولة غامبيا ومن ثم تحويل التسجيل لاحقاً الى السودان ، الغريب ان احد الملاك هو المسؤول عن صيانة و شراء اسبيرات جميع طائرات تاركو للطيران بالرغم من انه لا يمتلك أي مؤهل في مجال الهندسة او ميكانيكا الطيران
ومازالت شركة تاركو للطيران تعلن عن رحلاتها اليومية بطائرات تجاوزت العمر القانوني ، وان آخر طائرة دخلت الى السودان في فبراير الماضي تبلغ من العمر ٢٨ عاماً.
وشركة تاركو للطيران المملوكة لشخصين الآن هي احدى شركات جهاز أمن المخلوع مجلس ادارتها مكون من عدد من قيادات النظام البائد، تقوم بتهريب النقد الأجنبي وشراء طائرات غير مطابقة للمواصفات وتزور فواتير الشراء بمبالغ أكثر من ثمن الطائرات الحقيقي وتمتلك شركات وهمية بالخارج.
فهل فساد شركة تاركو أير توقف عند نهبها ملايين الدولارات في عهد المخلوع ام ان الشركة واصلت فسادها في زمن مابعد الثورة بصورة أكبر مما كانت عليه بحركة دؤوبة ومستمرة أشبه بإقلاع طائراتها وهبوطها في مطار الخرطوم ؟
طيف أخير :
غداً نواصل.. تاركو من يحمي فسادها ولماذا وقفت لجنة التفكيك في مقعد المتفرج ؟؟

 

Exit mobile version