آراء و مقالات

علي كل _ انصاف الشمال.. هل يفعلها حميدتي؟!! _ محمد عبدالقادر

ما احوجنا للغة التصالح ونبذ القبلية والجهوية والعنصرية، بالامس كنا ضيوفا علي قرية (طيبة الخواض) نشاركها فعاليات زيارة الفريق اول محمد حمدان دقلو (حميدتي) النائب الاول لرئيس مجلس السيادة.

التقارب بين المكونات السياسية والمجتمعية بعيدا عن التصنيفات القبلية والجهوية يظل مطلبا ملحا في هذا الظرف الاستثنائي المعقد الذي تمر به البلاد،.

مع صعود خطاب الكراهية والعنصرية كان حشد (طيبة الخواض) كبيرا وبهيا في حضرة الوعي بالمخاطر التي تحيق بالبلاد،خصوصية المكان باعتباره معقلا ل(قبيلة الجعليين) منح الدعوة بعدها الاستراتيجي في هذا التوقيت المهم، رمزية الداعي السيد عبدالباسط عبدالله سعيد عمدة الجعليين العوضية كانت محفزة علي التدافع الي موقع الاحتفال بالتزامن مع تسيد الخطاب الجهوي للساحة السياسية والتصعيد الذي تشهده مطالب انصاف الشمال في اتفاقية جوبا.

لايفوتكم ان ضيوف الاحتفال كانوا قيادات حركات الكفاح المسلح ،حضر مني اركو مناوي قائد جيش حركة تحرير السودان وحاكم اقليم دارفور المرتقب _كما رحب به حميدتي_ الي جانب الهادي ادريس والطاهر حجر عضوا المجلس السيادي ووزير المالية الدكتور جبريل ابراهيم زعيم حركة العدل والمساواة.

قدمت (طيبة الخواض) ممثلة في اهلها الطيبين وفعالياتها النشطة لوحة تعاف وطني محترمة، استطاعت ان ترحب بالجميع وهي تقدم لهم سمات الشمال وماثر قومه مثلما وصفهم العمدة انهم اهل حضارة ووعي و( لا يترسون)- من ترس- وانما يقدمون مطالبهم بوضوح وبكامل التقدير والانحياز لاهمية توحيد الكلمة والصف الوطني.

نعم كان العمدة واضحا وهو يطرح ثلاثة مطالب الاول يرتبط بحظوظ الشمال في (اتفاقية جوبا) في ظل ارتفاع نبرة التظلم الذي وقع علي هذا الجزء من اراضي السودان في الوثيقة المثيرة للجدل، والثاني حول التنمية بالمنطقة، نصيبها وضرورة الاهتمام بالزراعة لتوفير الغذاء وانهاء صفوف الخبز بالخرطوم والولاية ، الي جانب اهمية العدالة في التعامل مع ابناء نهر النيل الموجودين بالسجون والموقوفين علي ذمة قضايا عديدة دون ان يقدموا لمحاكمات عادلة.

عمل المتحدثون بمبدا حميدتي المعتمد ( زمن الغتغتة والدسديس انتهي) ولامسوا جروحا ملتهبة بمباضع الوعي والحكمة، كم كان محفزا علي الامل في انتباه الدولة الي مطالب الشمال وحظوظه في وثيقة جوبا قول حميدتي: ان الاتفاقية لم تغلق بعد وانها مفتوحة لاستصحاب اية مظالم حاقت بالشمال او اي جزء من انحاء البلاد.

هذا الحديث بحضور قيادات الكفاح المسلح اوصل رسالة واضحة مفادها ان الشمال يبحث عن حظوظه في الاتفاق الان، وانه سيظل يفعل ذلك بارثه في الحكمة بعيدا عن التسلح و( الحركات)، العمدة سال الحشود من علي المنصة : ( بتعرفو الجكومي الوقع انابة عنكم في جوبا ) ، فكانت الاجابة بالصوت العالي ( لا).

الفريق اول  حميدتي كان واضحا كذلك وهو يؤكد ان المحبوسين من قيادات نهر النيل ليسوا محسوبين علي المنطقة لان تجربتهم حكمت بكل السودان ، لكنه لم يكتف بذلك بل طالب باعمال مبدا العدالة ومحاكمة المتورطين وتبرئة الذين لم تتوافر ضدهم اية ادانة.

عموما بدات مطالب الشمال تجد طريقها الي منصات الحكم بشكل متصاعد، وبات من المهم ان تتعامل الدولة مع هذا الحراك بما يلزم من اجراءات تنصف الشمال وتعيد ترتيب الامور بما يقطع الطريق امام التهاب المواقف مستقبلا ودخولها طور التازيم، فهل يفعلها حميدتي مع قادة الكفاح المسلح؟!.. واعني انصاف الشمال وفتح اتفاقية جوبا لالحاق المعالجات المطلوبة.

صحيفة اليوم التالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *