آراء و مقالات

عز الهجير _ وين الترتيبات الأمنية؟ (1) رضا حسن باعو

قبل أن يحدثنا عضو مجلس الشركاء الفريق عبد الرحيم دقلو قائد ثاني قوات الدعم السريع عن أحقية الجميع بدخول الخرطوم او التنقل لأية منطقة في السودان وهو معلوم بالضرورة ولا يحتاج لتذكير او وعيد، قبل ذلك عليه ان يخبرنا بما تم حتى الآن في ملف الترتيبات الأمنية وفقاً لاتفاق سلام جوبا الموقع في أكتوبر الماضي، فهذا الملف الشائك بمثابة قنبلة موقوتة، وسيكون قاصمة الظهر للسلام ولكل السودان ان لم تستعجل الحكومة خطاها في تنفيذ هذا الملف المهم والحساس.

مشكلات كثيرة تواجه ملف الترتيبات الأمنية وانزاله على أرض الواقع، فالحكومة تعاني قلة الأموال التي بدونها لا يمكن ان يرى الاتفاق النور، خاصة في ظل حديث الجبهة الثورية عن ان قواتها المنوط بها ملف الترتيبات الأمنية تربو على (150) ألفاً من فرد لضابط يحتاجون للكثير من الترتيبات الفنية والمالية حتى نبعد البنزين عن النار، فعدم إحكام واسراع تنفيذ هذه الملف الخطير يضع السلام على المحك، فتنفيذ اتفاق جوبا لا يعني فقط تسكين قادة حركات الكفاح المسلح في وظائف سيادية او تنفيذية، وإنما يعني الالتزام بجميع ما تم التوقيع عليه في جوبا بين الحكومة والجبهة الثورية السودانية.

يعد ملف الترتيبات الأمنية أكثر ملف شائك وأخذ وقتاً طويلاً خلال جلسات المفاوضات التي كنا شهوداً عليها بجوبا، حيث تابعنا الجهد الكبير الذي بذله فيه وزير الدفاع الراحل الفريق جمال عمر ومعه قادة الكفاح المسلح، وبصفة خاصة نخص هنا نائب رئيس الحركة الشعبية شمال الكمرد ياسر عرمان الذي لعب دوراً مهماً في إنجاز هذا الملف بسلالة، رغم أننا نرى أنه قد ظلم بعد العودة للخرطوم، مع علمنا التام بزهده في تولي المناصب مثلما قال لي في حوار سابق في جوبا، غير ان هذا الجهد يمكن ان يضيع هدراً في ظل تركيز الحكومة الكبير على تقسم كيكة السلطة دون ان تحرك ساكناً في الملف الذي نرى أنه يعيش حالة من الجمود، وهو الأولى بالاهتمام لمعالجة وضعية قوات هذه الحركات ولا تفتح الباب أمام القيل والقال وكثرة السؤال.

كنا ننتظر ان يحدثنا عبد الرحيم دقلو بوصفه عضواً في مجلس شركاء الفترة الانتقالية وقائداً ثانياً لقوات الدعم السريع عن متى سنرى جيشاً واحداً بعقيدة قتالية وطنية غير محزبة او مؤدلجة مثلما نص بند الترتيبات الأمنية على ذلك؟ نريد منه ان يخبرنا متى سيتم اعدال هذا الحال وتتم هيكلة جيوش الحركات المسلحة والدعم السريع في جيش واحد ليكون قوة ضاربة تحافظ على السودان وتسترد المحتل من أراضيه المتبقية مثلما تفعل قواتنا المسلحة الآن في الجبهة الشرقية للبلاد في منطقة الفشقة.

لا اعتقد أن هناك من يرفض لأي مواطن سوداني حقه في تحديد وجهته في الإقامة والمكان الذي يريد أن يكون فيه، ففعلاً السودان حقنا كلنا، لكن أين هي حقوق إخوتنا الذين جاءوا عبر اتفاق سلام جوبا من جيوش الحركات المسلحة؟ لا اعتقد أنهم يرغبون في تكملة حياتهم والبقاء أطول فترة في المناطق التي يوجدون بها، مع ان هذا حقهم، لكن على عضو مجلس الشركاء الفريق عبد الرحيم دقلو ان يحدثنا عن مستقبلهم بنص بند الترتيبات الأمنية الذي نصت عليه اتفاقية سلام جوبا.

نقول لسعادة الفريق دقلو نحن ما متضايقين من وجود إخواننا وأصحاب في جيوش الحركات المسلحة، وكان ما شالهم المكان القاعدين فيه هسع ده نشيلهم فوق رأسنا ده بطيب خاطر، ونوفر لهم سبل الراحة، ونتونس ونأكل ونشرب معهم مثلما كنا نفعل كابناء بلد واحد وأصحاب هم واحد خلال اعتصام القيادة العامة الذي يبدو أن الكثيرين قد نسوا او تناسوا كيف أنه وحد وجداننا وأعاد لنا الكثير من عاداتنا وتقاليدنا السمحة التي بدأت تندثر الآن.. والله يجازي الكان السبب.

نواصل بإذن الله إن بقينا من ناس بكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *