بقايا اوراق _ الخرطوم بالليل _ رندة بخاري

بقايا اوراق
رندة بخاري
ranadabokary@gmail.com
الخرطوم بالليل
(1)
دائما ما تأتي مبادراته مختلفة بداية من ( عديل المدارس ) تلك المبادرة التي اعادت الحياة الي عدد من المدارس التي كانت تصارع الانهيار بسب تدهور مبانيها والان يطلق مبادرة اخري وهي مبادرة الخرطوم بالليل من اجل عودة الحياة الي قلب الخرطوم المظلم واذا حاولنا الوقوف عند الفكرة نجدها جميلة لكن كيف لها ان تعانق ارض الواقع فثمة متاريس كثيرة تقف امامها اولها الموت السريري للحراك الثقافي والفني الذي بدا منذ عهد الانقاذ واستمر الي يوم الناس هذا فلا مهرجانات ثقافية ولا امسيات فنية ولا مسارح وحتي وزارة الثقافة لا تمتلك خطة لتدير به الشأن الثقافي واغلب الظن لسان حال القائمين على امرها يقول ( كدي لحدي ما كرونا تنتهي نشوف نعمل شنوا )

(2)

تكرار الشكاوي من حالة النهب التي تتم في مدن كثيرة بالخرطوم وام درمان وبحري ادخلت حالة من الخوف في قلوب الكثيرين ومن ثم اصبح الخروج من البيت في كل الاوقات مخاطرة غير محسوبة العواقب و لتعود الخرطوم الي سابق عهدها نحتاج اولا الي الشعور بالأمان الذي اصبح الاحساس به يتضائل شئيا فشئيا مع مطالعتنا وبصورة يومية الي قصص النهب التي يحدث بعضها جهارا نهارا ومن ثم ظلام الخرطوم لن ينجلي مالم يتوفر الامن وللجميع

(3)

تعددت الأراء حول المبادرة فهناك من فسرها الي انها دعوة الي انارة الشوارع المظلمة واخرين اكدوا على ضرورة نظافة الشوارع من النفايات و ما ذكروه نحتاجه في الخرطوم وام درمان وبحري لكن في نهاية الامر كل فكرة تحتاج الي ايدي لتتكاتف ولتعمل معا كما تحتاج الي وقفة من وزراء حكومة الفترة الانتقالية وساعتها قد تعود الخرطوم الي سابق عهدها وتعود لياليها الغنائية وامسياتها الشعرية وحتي دور السينما التي اغلقت ابوابها تفتح من جديد وبدلا من التفكير في اين نسهر هذا المساء ( نحتار نمشي وين ولا وين )

Exit mobile version