همس الحروف _ أين موقف نمر من تنمر محليات الخرطوم على المواطنين _ الباقر عبد القيوم علي

لعلي لن أجد كلمات أبلغ وأصدق من قصيدة المرحوم حميد (نورا والحلم المدردح) لأخاطب بها سعادة والي ولاية الخرطوم السيد أيمن خالد نمر ابن كبوشية تلك المدينة التي تعتبر (خاصرة) ولاية نهر النيل ، فهو من (تلك الولاية) التي لا تقبل و لا تقر بقهر الرجال وهزيمة أشناب الأشاوس،خصوصاً الذين كانوا وما زالوا سنداً لهذه الثورة العظيمة ، حيث ابتدرت الحكومة التي أتى بها هذا الشعب بعد أن أمنت الدهر ونسيت ما جرى لقادة سابقتها، فبدأت تدوس ببوت عسكرها على رؤوس من أتى بها الى كراسي الحكم ، ولعل الشاعر حميد، أسأل الله له ألف رحمة من عنده تنزل عليه في أعالي فراديس الجنان، كان يتوقع حدوث بعض الأشياء التي كان يهتدي إليها بنور قلبه فكأنها تحكي لنا ما نعيشه من واقع مرير كقراءة صامتة لسطور المسقبل ذي الواقع المؤلم قبل وقوع الفعل نفسه، فجاءت كلماته الدافئة تحمل إليناً ضرباً من واقع الغد (ضد) الذين ساندوا هذه الثورة حيث لم يبلغ بهم الأمر كما بلغ بهم في هذه الأيام العجاف من أفعال نكراء لم يبلغوها إبان حكومة الإنقاذ ، فصدق حينما قال:

نورا ما قِدْرَتْ تمانع

تقنع النّاس المعاها

مرة شافت في رؤاها

طيرة تاكل في جناها

حيطة تِتمغّى وتفلّعْ

في قَفَا الزّول البناها

في جنينة سيدي سِمْعَتْ

شتلة تصقع لي الوَرَاها

الأرض لا بُدَّ ترجع

للتِّعِب فوقا ورعاها

ولقد جاءت كلماته العذبة لتصف لنا واقع هذه الأيام التي يعاني فيها سكان ولاية الخرطوم بكل محلياتها من حملات ممنهجة ستكون خصماً من رصيد الثورة و داعميها من شدة الأغبان التي استوطنت في قلوب الذين طالتهم أيادي الظلم الباطشة التي لا يدري أحد من الناس من هو الذي يحركها في الخفاء ، فأوغروا بتلك الأفعال صدور الشعب ضد الدولة ، وكأن الذي يقوم بذلك العمل المريب يقصد منه توليد ثورة مضادة من جراء مثل هذا السلوك الشائن الذي أصبح ممنهجاً ضد هذا الشعب الذي كان من المفترض أن يجازى بالاحناء له فضلاً عن هذا التعذيب ، لأنه فعلاً شعب عظيم ومعلم ، فتراكمت عنده الأغبان من جراء هذا السلوك الغريب الذي وطّن في قلوب الشعب الرأي العكسي، خصوصاً أن الذين تأثروا بتلك الأفعال هم من الداعمين الأساسيين لهذا الحراك الذي أنجب من رحمه هذه الثورة .

قبل أيام احتشد المواطنون أمام بوابة أسواق جمعية الشباب المنتج للبيع المخفض بالجانب الجنوبي الشرقي لساحة الحرية (الساحة الخضراء سابقاً) حيث تم منعهم من الدخول و لا أحد يدري من الذي يدير محاور الشر في هذا المكان من أجل إثارة الرأي العام ضد الدولة وخصوصاً أن الكيل قد طفح لدى الكثيرين من هذا الشعب نتيجة كثرة الضغوطات الاقتصادية عليه، فما نريد أن نجد له إجابة شافية لماذا تم إغلاق هذا الباب الذي كان يساعد كل من طرقه؟ ففي هذا المكان كان يتم توفير المنتجات بأسعار أقل تكلفة من سعر السوق، وهذا ما يساعد الناس في هذه الظروف شديدة الصعوبة. وبالسؤال المباشر قد تواترت الإفادات بأن تدبير هذا الأمر المفتعل كانت تديره المدعوة (ت . م . ع)، وكان ذلك يجري على حسب هواها الذي تحركه المصالح الشخصية، ويشاركها في ذلك بعض ضعاف النفوس، فمنعت أصحاب المحال من الدخول إلى محالهم وكذلك المواطنين.

وفي ميدان آخر من ميادين الحياة في محلية بحري فقد ساقتنا الأحداث إلى ذلك المكان لنجد فيه ما يثير الدهشة ويطرح كثيراً من علامات التعجب و الاستفهام، حيث يوجد انتشار واسع لشرطة المحلية بميدان المولد ببحري التي كانت ومازالت تقوم يمنع المواطنين أصحاب معارض السيارات من الدخول إلى محالهم من أجل عرض سياراتهم في هذا المكان ، ومن المؤكد في هذا الجو العام الذي يقوده التخبط والقرارات الفردية غير المدروسة التي تتم نتيجة أفكار انتحارية خاطئة تدعمها محلية بحري ولا أحد في ذلك المكان يعلم شيئاً عن قانونية ما يحدث لهم من مثل تلك الأفعال التي لا يقبلها حتى الحيوان ، فلماذا تتم إهانة المواطنين بهكذا صورة لا تليق بآدميتهم، حيث يتم ذلك بطرق لا تتوافق وثوابت الدستور و الأطر القانونية المعروفة والمتوارثة في هذا البلد العظيم، والتي تخالف كل مبادئ ثورة الحريات والسلام و العدالة ، فأصحاب هذه الأماكن إذا كانوا أصحاب محال أو مالكين لتلك العقارات المستخدمة كمكاتب لإدارة هذا العمل، فإنهم سوف تطولهم خسائر فادحة نتيجة هذا الجور الذي تديره أصابع نبتت في أيادٍ فاسدة لا تعرف الرحمة و القيمة الحقيقية لهذا الشعب، ولهذا نجدها تعبث بمقدراته، ومع الأسف لم تراع حجم الخسائر التي يمكن أن تتعرض لها كامل المنطقة من جراء هذا الإجراء غير القانوني الذي سوف تطول يده المدمرة شريحة واسعة من طيف هذا الشعب وخصوصاً أصحاب تلك المحال من الملاك والمستأجرين وكذلك المحلات التي تقدم الخدمات لزوار هذه المنطقة كالمطاعم وأكشاك الرصيد والكماليات وبائعات الشاي و الطعام وغاسلي السيارات، وكل المهن التي تصاحب ذلك الزخم التجاري بكامل منطقة الختمية.

هذا الأمر مرفوع برمته إلى سعادة الوالي أيمن خالد نمر، ونرجو تدخله الفوري لإيقاف هذا التعسف والعبث الذي يتم باسمه ويخالف أهداف ثورة الشعب ومبادئ دولة القانون التي انتفض الشعب من أجلها ، وليعلم الجميع أن مثل هذا السلوك البوليسي الغاشم الذي هزم روح المواطنة في عقر دارها سوف يستصحب معه ثورة مضادة إذا سفهت الحكومة مثل هذه البلاغات واعتبرتها دون حجمها و تركت هذا الأمر في أيدي العابثين الذين يدوسون على كرامة الشعب بأرجلهم وهأنا قد بلغت.. اللهم فاشهد .
وسنتابع إن شاء الله.

Exit mobile version