“شاهد اتهام” يروى تفاصيل دقيقة في محاكمة “ابوجيقة” في قضية الشهيد “حسن محمد عمر”

الخرطوم : النورس نيوز
كشف شاهد الاتهام الثاني للمحكمة، تفاصيل مُثيرة في محاكمة المتهم بقتل الشهيد حسن محمد عمر رميا بالرصاص إبان تظاهرات اندلعت بشارع السيد عبدالرحمن في العام 2018.
وقال الشاهد، إن المتهم الماثل أمام المحكمة المنعقدة بمعهد تدريب العلوم القضائية باركويت شرق الخرطوم برئاسة قاضى الاستئناف د. الصادق أبكر آدم، هو من أطلق النار على الشهيد حسن محمد عمر، من سلاح كلاشنكوف كان يحمله يوم الحادثة وسقط على إثره الشهيد بالقرب من مركز سوداني للاتصالات.

موكب تظاهرات وقوة عسكرية
ومثل أمام المحكمة الخاصة اليوم الأحد شاهد الاتهام الثاني بدرالدين صلاح أحمد عبد الرحمن، وأفاد بأنه طالب وقال بانه وبتاريخ الحادثة في يوم 25/12/2018 خرج للمشاركة في تظاهرة، دعا لها تجمع المهنيين ووقتها حددوا مركز انطلاقها من شارع القصر بالخرطوم عند الساعة الواحدة ظهرا، مشيراً إلى أنه وبوصوله لموكب التظاهرات وجد قوة عسكرية قامت بفض الموكب بالقوة، مما ادى الى تشتيت موكب التظاهرات وانقسامه لقسمين، منوهاً بأن الموكب الأول ارتكز وسط السوق الافرنجي حتى عمارة الضرائب وسط السوق العربي، بينما تجمهر الموكب الثاني بالقرب من مدارس كمبوني وجوار مدرسة الاتحاد بشارع السيد عبدالرحمن، لافتاً إلى أنه وفي تلك الأثناء ظهر المتهم يحمل سلاح كلاشنكوف وبجواره عربة تاتشر بلون (رملي) بحد تعبيره، وكان يطلق النار بصورة مباشرة في اتجاه المتظاهرين مما جعلهم يختبئون بالشوارع والأزقة على امتداد شارع السيد عبدالرحمن وشارع الحوادث.

تزايد إطلاق النار.
ونوه شاهد الاتهام الثاني للمحكمة، بأنه كان برفقته (3) من زميلاته أثناء انطلاق الموكب واتفقوا على انه وفي حالة اشتدت المظاهرات سيلجأون إلى مكتب ابن خالته بالطابق الخامس لعمارة بنك الاستثمار المالي بشارع السيد عبدالرحمن وهو موظف بمكتب محاسبين، منبهاً الى أنه وبعد تزايد إطلاق النار من قبل المتهم تفرقت جموع المتظاهرين بين أزقة وشوارع السيد عبد الرحمن، وحينها تمكن من الوصول إلى جوار مركز سوداني بشارع السيد عبدالرحمن، منوهاً للمحكمة بأنه وأثناء وقوفه بتلك المنطقة سقط عيار ناري قذفه المتهم بالقرب منه، موضحاً أنه وفي تلك الأثناء سادت حالة كر وفر بين المتظاهرين تمكن من خلالها من الوصول إلى مكتب ابن خالته بعمارة بنك الاستثمار المالي ووجد اثنتين من زميلاته بالموكب موجودتين بالمكتب بينما ابلغوه بإصابة زميلتهم الثالثة خلال الموكب وتم اسعافها للمستشفى.

إطلاق النار وسقوط المجني عليه.
وأكّد شاهد الاتهام الثاني للمحكمة انه وفي اثناء وجودهم بمكتب ابن خالته تبين بأن لديه عدة نوافذ تطل على ثلاثة اتجاهات مختلفة وهي الشرقية والغربية والشمالية، مبيناً للمحكمة بأنه اخذ موقعه بإحدى النوافذ المطلة على شارع السيد عبد الرحمن وكان وقتها يرى المتهم وهو يحمل سلاح كلاشنكوف ويطلق النار بشكل عشوائي على المتظاهرين وهو يصرخ بصورة هيستيرية ويتلفظ بألفاظ نابية، مشدداً للمحكمة بأن المتهم وقت الحادثة كان الشخص الوحيد الذي يحمل السلاح ويطلق منه النار على المتظاهرين، كاشفاً ان المتهم قام بإطلاق النار على المجني عليه الشهيد حسن محمد عمر ووقع على إثرها وسقط بالقرب من مولد كهربائي يخص مركز سوداني للاتصالات بشارع السيد عبدالرحمن، موضحاً للمحكمة أن المتظاهرين وقتها يطلقون عبارة (ضربو ضربو ضربو) لافتاً إلى أن المتهم وقتها رد للمتظاهرين بقوله : (أحسن زاتو) موضحاً أن المتظاهرين وقتها اسعفوا الشهيد إلى المستشفى وذهبوا به في اتجاه شارع مستشفى الحوادث.

التعرف على المتهم
وتعرف شاهد على المتهم وهو داخل قفص الاتهام بقاعة المحاكمة وأفاد بأنه ذات الشخص الذي أطلق النار على الشهيد المجني عليه والمتظاهرين بشارع السيد عبدالرحمن، وأكد شاهد الاتهام الثاني للمحكمة، بأنه شاهد المتهم ثلاث مرات فقط أولاها كانت إبان التظاهرات يوم الحادثة والثانية بطابور الاستعراض بقسم الشرطة وبينما رآه للمرة الثالثة أمام المحكمة في جلسة الأمس.
في المقابل عرض رئيس هيئة الاتهام وكيل أعلى نيابة الخرطوم شمال ماهر سعيد، على شاهد الاتهام الثاني، مستند اتهام (9) وأفاد الشاهد للمحكمة، بأن الصورة المطبوعة على مستند اتهام (9) تحمل صورة المتهم الماثل بقفص الاتهام أمام المحكمة، مشدداً على أن ما يرتديه في الصورة هي ذات الملابس التي كان يرتديها يوم الحادثة وهي عبارة بنطلون بلون (بني فاتح) وقميص مربعات بلون بني أيضا وشبط برباط بحد تعبيره.

منشور على الفيس بوك
ونوه شاهد الاتهام الثاني للمحكمة، بأنه وبعد إصابة المجني عليه لم يعرف عنه شيئاً وذلك لاعتقاله من قبل السلطات إبان مشاركته في موكب تظاهرات ببري جوار رويال كير بتاريخ 17/1/2019 وظل رهن الاعتقال حتى إعلان سقوط النظام البائد في الحادي عشر من أبريل عام 2019م ، منوهاً بأنه بعدها اطلع على منشور اعلاني على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك من شقيق المجني عليه يطالب من خلاله اي شخص كان حاضراً وقت إصابة شقيقه الشهيد بالحضور إلى مباني النيابة والإدلاء باقواله امامها حول الحادثة، مشيراً إلى أن شقيق الشهيد وقتها كان يضع رقم هاتفه المحمول أسفل منشوره الإعلاني، فيما أكد ذات الشاهد تصويره لمقاطع فيديو مستندات اتهام (٦) في القضية حيث ظهر في بعضها تقطيع وذلك لخوفه يومها من أن يراه المتهم وهو يقوم بتصويره يوم الحادثة.

توجيهات المتهم بإزالة المتاريس
وكشفت شاهد الاتهام الثاني للمحكمة، أن المتهم يوم الحادثة كان يحمل سلاح كلاشنكوف بينما بقية أفراد الشرطة بجواره كانوا يتسلحون بالعصي والخراطيش، مشدداً على أن المتهم وقتها كان يطلق التوجيهات لأفراد القوة بإزالة المتاريس وهي عبارة عن أشجار وحجارة من على الطريق بشارع السيد عبدالرحمن .

رفض طلب للدفاع..

من جهته رفضت المحكمة طلباً لدفاع المتهم يتعلق بتأجيل جلسة مناقشة شاهد الاتهام الثاني الي جلسة اخرى حتى يتسنى له الجلوس مع موكله المتهم واستفساره حول الوقائع الجوهرية التي ادلى بها الشاهد للمحكمة، لاسيما انه من قام بتصوير مستندات اتهام (٦) مقاطع فيديو يوم الحادثة، وعللت المحكمة رفضها طلب الدفاع لافتقاره السند القانوني، اضافة الى عدم وجود مبرر لطلبه، ونبهت المحكمة إلى انه سبق ان وافقت المحكمة على طلب الدفاع لمرتين سابقتين تتعلقان بتاجيل الجلسة وقت تلاوة خطبة الادعاء الافتتاحية التي تلاها النائب العام تاج السر الحبر، فيما وافقت ذات المحكمة على طلب الدفاع للمرة الثانية بتأجيل الجلسة وقت سماع المتحري في القضية، ونبهت كذلك المحكمة الى انها سبق أن سمحت لممثل الدفاع باعادة مشاهدته لمقاطع الفيديو مستندات اتهام (٦) التي قام بتصويرها شاهد الاتهام الثاني.

Exit mobile version