الاتحاد الأفريقي وخريطة “حلايب”.. من وراء الخطوة؟

لايزال الجدل محتدماً بشأن ما أثير عن اعتماد الاتحاد الافريقي لخريطة تضم حلايب وشلاتين لمصر، ورأى العديد من الخبراء والمراقبين أنّ الأمر وراءه محاولات لإشعال فتنة بين السودان ومصر، بعضهم أتهم صراحة دولة إثيوبيا التي يتواجد فيها الاتحاد الافريقي  بأنها وراء فبركة الخريطة المزورة التي تبرأ منها الاتحاد وسخر من الحديث بشأنها، في الوقت الذي نفت فيه جمهورية مصر العربية الدفع بأي خرائط جديدة تضم حلايب أو غيرها.

وكانت  المتحدثة باسم رئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي إيبا كالوندو،نفت  اعتماد أي وكالة في المنظمة لخرط جديدة للحدود بين مصر والسودان، وشددت على أن “برنامج الحدود للاتحاد الأفريقيAUBP “، لم تصدر عنه مؤخراً أي “توصية بشأن الحدود”، مؤكدة أن اعتماد الخرائط بين الدول الأفريقية يتم بآلية معقدة أساسها الأطراف في أي نزاع أو خلاف حدودي وليس من سلطات الاتحاد الافريقي اعتماد خرائط ترسل من دول أو منظمات دون مصادقة الدول الأعضاء والوكالات المتخصصة” وقالت كالندو إن الحديث عن إرسال دول خريطة لاعتمادها من الاتحاد الأفريقي “سخيف جداً”، ويستخف بالمؤسسية التي تتميز بها هيئات المنظمة الأفريقية الأم” على حد قولها.

 

مصر ترد

وكان المتحدث باسم الخارجية المصرية نفى لقناة العربية، إرسال مصر أي خرائط جديدة للاتحاد الأفريقي بشأن مثلث حلايب واكد أن الحديث في هذا الشأن عار من الصحة، “لأن الخلاف تتم مناقشته وبحثه والسعي في الوصول لحلول بشأنه مباشرة بين البلدين”. وقال المتحدث إن إشاعة إرسال مصر خريطة وتم اعتمادها من الاتحاد الأفريقي، لا يستقيم مع واقع أن الاتحاد الأفيرقي ليس بجهة اختصاص لتحديد الخرائط بين الدول الأعضاء ومؤسساته للمساعدة في منع النزاعات والتعاون فقط وفق برنامج الحدود للاتحاد الأفريقي”.

 

تنقو يهاجم

و كان رئيس مفوضية الحدود السودانية الاتحاد الافريقي معاذ تنقو طالب  الاتحاد الأفريقي بإلغاء قرار تبعية شلاتين وحلايب لمصر فوراً. وقال تنقو إن الاتحاد الأفريقي ليس من حقه تغيير حدود السودان المقدمة للجمعية العامة للأمم المتحدة العام 1952.

جاء لقاء تنقو عقب بث صوتي لموظف سوداني كبير في الاتحاد الأفريقي هو الدكتور صلاح حماد يتحدث فيه عن رسالة بعثت بها رئاسة المفوضية لوكالاتها باعتماد خريطة قدمتها مصر تتُبع حلايب وشلاتين للقاهرة.

 

شائعات

واستغربت قيادات في مركزية قوى الحرية والتغيير  إطلاق ما وصفته “بالشائعات المحضة التي لا تتسق مع المنطق وأبسط القواعد القانونية”، وقالت إن إثارة مثل هذه الموضوعات في هذا الوقت دون وجود أي سند هدفه إضعاف قدرة البلاد على بسط السيطرة على أراضيها على الحدود الإثيوبية.

فبركة

وبدوره قال الدكتور بخاري الجعلي خبير الحدود والقانون أنه منذ الوهلة الأولي كان ميالاً إلى أن المعلومة في حد زاتها غير صحيحة، وأضاف في حديث للصحيفة أن هذا ما أكده له إحساسه وقال  أضف إلى ذلك وصول وفد الاتحاد الأفريقي إلى الخرطوم بقيادة الوسيط ولد لبات وهو لا يزال في السودان وقابل رئيس الوزراء و وزيرة الخارجية ورئيس مجلس السيادة ونائبه وعقب هذه اللقاءات صدرت تصريحات مشتركة عكست ما دار في القاعات وكان التركيز بشكل أساسي على التوترات الحدودية ولم يأتي ذكر هذه الخريطة المدعومة وتم التطرق لإشكالية سد النهضة وعدم ذكر الخريطة المشار إليها يؤكد أن المعلومة غير صحيحة من حيث المبدأ وإلا كان صدر تصريحاً بذلك.

اتهامات للجانب الاثيوبي

وأضاف الجعلي في حديثه أنه لا يستبعد أن هنالك من لديهم مصالح خاصة لصرف النظر عما يدور في الحدود الشرقية من قبل السلطات الأثيوبية وصرف النظر عما يدور عن تجاوزات، وقال والان قواتنا المسلحة تقوم بمهامها الوطنية في بسط سيادة وطننا العزيز وحررت الأراضي التي تندرج داخل حدودنا الدولية الثابتة قانوناَ وزاد الجعلي لعلنا نتفق ونختلف في القضايا الداخلية ولكننا لا نختلف حول أدوار ومهام القوات المسلحة وسيادة البلاد وحدودها.

Exit mobile version