كما ينبغي _ ” البرنس” و ” المطبلاتية” _ تسنيم عبد السيد

لا أجد مُبررًا لبعض المستنيرين الذين يُفترض أنهم ينادون بحرية الرأي والتعبير، أن يُبالغوا في الهجوم وسن ألسنتهم وأقلامهم للتطاول على الكابتن هيثم مصطفى بعد حديثه الذي هاجم فيه حكومة حمدوك وحمّلها فشل ادارة الفترة الانتقالية، واصفًا بعض قادة المرحلة بأنهم ” كذابين” وخدعوا الثوار بشعارات وخُطب رنانة استمالوا بها العواطف ولم يُحققوا منها شيئًا على أرض الواقع.

لا يختلف إثنان على أن هذه الحكومة ضعيفة و دون طموحات الشعب، وفشلت في كثير من الملفات أهمها معاش الناس، لذا فالسخط عليها ليس جديدًا والشارع يضج ويغلي بكثير من الساخطين على أداء الحكومة وما فعله الكابتن هو نقل جزء من هذا الضجيج وعكسه للسادة المسؤولين لعلّهم يستقبلوا الرسالة في بريدها الصحيح بلا تخوين أو شخصنة.

أتعجب من تحويل إنتقاد هيثم مصطفى لأداء الحكومة إلى قضية ” هلال مريخ” فيصفه بعضهم بعدم الولاء وأنه غير مؤتمن على صوت الشعب لأنه في عام 2012م كسر بخاطر الجماهير وغادر نادي الهلال إلى المريخ دون مراعاة لدموع الآلاف وإعتصامهم أمام النادي لأيام يُطالبون بعودته، وآخرون عقَدوا المقارنات بين فشله في إحراز بطولات دولية ل17 عامًا بالهلال، وفشل حمدوك في إدارة الدولة لعامين ” فقط”، لعمري ما هذا الهُراء أيجب أن ننتظر حمدوك 15 عامًا أخرى من سوء الإدارة حتى ننتقده، ثم ثانيًا ما علاقة كل هذا برأي الرجل في الحكومة، لماذا نتمسك دائمًا بهوامش القضية ونترك لُب الموضوع.

لا يُعقل بعد هذه الثورة العظيمة أن نعود لعهد البطش وتكميم الافواه بأرجلنا، لا بد أن نواصل مسيرة الثورة بذات الشعار الخالد ” حرية، سلام، عدالة”، وأن لا ننظر لكل صاحب رأي أو انتقاد بأنه عميل وخائن، ونُحسن الظن في هؤلاء المشهود لهم بعفة اليد واللسان الذين صدحوا بالحق و نزلوا مع الشعب في خندق واحد حينما اشتد الخطب وتمايزت الصفوف.

أجدني أأسف على من يُطبِلون للحكومة سبباً و بدون سبب، وأقول لهؤلاء: أنتم أخطر على الشعب من الحكومة الفاشلة، لأنكم من حيث لا تحتسبون تعمدون على صنع طغاة آخرون، لا يقبلوا نقدًا من أحد حتى وإن كان الفشل واضحًا للعيان وموثقًا بالدليل والبرهان، فعهد الطغاة قد ولّى وكل مسؤول في منصب عام هو عُرضة للمحاسبة والسؤال والنقد، ولا ينبغي أن يزعجه النقد، أكثر من الجوع والفقر وتردي الخدمات والموت على أرصفة المستشفيات وإنعدام الدواء والغاز والوقود والخبز.

Exit mobile version