عز الهجير _ لماذا نستهدف عبد الرحيم دقلو؟ _ رضا حسن باعو

تظل أزمات دارفور منذ انطلاقتها في عام (٢٠٠٣) صنيعة بعض من أبنائها الذين يستغلون انسانها الطيب لتحقيق مآربهم واجندتهم الشخصية في ظل حالة الهشاشة الأمنية التي كانت ومازالت تعاني منها ولايات دارفور لغياب هيبة الدولة وحسم المتفلتين الذين يتاجرون بقضيتها ويحملون انسانها للاقتتال مع إخوته تنفيذاً لاجندة شرذمة من تجار الحروبات.

ما شهدته ولايات دارفور من تفلتات واقتتال بين أهلها الكرماء خلال الايام الفائتة وتحديداً في ولاية غرب دارفور حين غابت هيبة الدولة مما ادى لازهاق أرواح بريئة وتعطلت حياة الناس هناك خوفاً ورهبة من الموت قبل أن تدفع الحكومة الانتقالية بوفد مركزي ترأسه عضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان وعضو مجلس شركاء الفترة الانتقالية الفريق عبد الرحيم دقلو قائد ثاني قوات الدعم السريع الذين رابطوا في دار اندوكا لعدة ايام سهروا خلالها الليالي ولم يغمض لهم جفن حتى انجلت الأزمة وعادت الحياة الى طبيعتها، واستؤنفت الحركة التجارية بين الولاية ونظيراتها في بقية الولايات بعد ان شعر الناس هناك بالطمأنينة وعودة الهدوء للولاية.

وكان لمرافقة قائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو لعضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان في زيارته لغرب دارفور مفعول السحر، حيث تمكن دقلو فعلاً من فض عدة اعتصامات للمحتجين في جميع أنحاء الولاية، وذلك بعد أن(قعدوا في الواطة) مع المعتصمين واستمعوا لمطالبهم التي وصلت الى (١٨) مطلباً. وأعلن الموافقة عليها باستثناء طلب واحد، فلم تحتج الدولة لفض الاعتصام بالقوة وإنما بالحسنى، مما وجد الثناء والإشادة من الجميع.

ظل دقلو مرابطاً في دار اندوكا اياماً عدة قام خلالها بأدوار عظام وجهود جبارة في إجراء المصالحات القبلية بين المتنازعين، وهو دور متصل ظل يقوم به الرجل منذ انطلاقة ثورة ديسمبر التي كانت قواته جزءاً منها.
رضي من رضي وأبى من أبى يظل عبد الرحيم دقلو رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه في إجراء المصالحات القبلية في كل ولايات دارفور، فقد تابعنا ما ظل يقوم به الرجل خلال الفترة الماضية، حيث كان (صابيها) مع أهله هناك ، ولا يعود إلا بعد إنجاز مهمته في نزع فتيل الأزمات التي تحركها بعض الأيادي التي لا تريد استقراراً وأمناً للبلاد.

ربما يكون قائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو بسيطاً في كلامه ولا يعرف كيف ينمق الحديث مثلما يفعل الساسة، لكنه يكمل ذلك من خلال جديته وحسمه للامور ببساطة وبلغة قرببة الى وجدان أهله في دارفور الذين يحبون من يخاطبهم بلسانهم مثلما يفعل دقلو، مما جعله ينجح في إدارة ملف المصالحات القبلية في عموم دارفور مثلما حدث في دار اندوكا الاسبوع الماضي، حيث عادت الحياة للولاية بعد أن كانت متوقفة تماماً، الأمر الذي جعل المواطن هناك يشعر بالأمن والأمان.

لا نجد غرابة في محاولة البعض التقليل مما قام به عبد الرحيم دقلو في أزمات دارفور من مصالحات ومساعٍ لاستتباب الأمن حتى يجد السلام الذي تحقق عبر بوابة جوبا أرضية صلبة ليصبح واقعاً، فمن يسعون لاستمرار الحرب في دارفور وجميع أنحاء البلاد سيظلون على الدوام يستهدفون من يعملون من أجل الاستقرار وتوفير الأمن في كافة بقاع السودان.
أدوار كبيرة يمكن أن يقوم بها عبد الرحيم دقلو في معالجة أزمات البلاد المختلفة، على رأسها الأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد، وذلك من خلال الانتشار الكبير لقواته في جميع الثغور، لكن الرجل يحتاج للمذاكرة قليلاً حتى لا يظل هدفاً لتجار الحرب الذين يتصيدون اخطاءه وتتبع عباراته البسيطة لتفسيرها على هواهم.

Exit mobile version