بعد إيقاف البرامج الدينية بالتلفزيون.. محمد هاشم الحكيم في حوار مع (النورس نيوز): لا أستبعد تعرّض القناة لضغوط لإيقاف “فتاوى”

على نحو مُفاجئ وصادم قررت قناتا السودان والنيل الأزرق إيقاف اثنين من أقدم وأشهر البرامج الدينية بالقنوات السودانية ” فتاوى” و ” إفادة السائلين”، وذلك القرار أثار ردود فعل واسعة حول دواعي الإيقاف ومبرراته، خاصة أن مُقدمي البرامج د. محمد هاشم الحكيم، د. محمد الامين اسماعيل لهما مواقف معارضة للحكومة الحالية، كان آخرها معارضتهم القوية لمناهج ” القراي”، ( النورس نيوز) استنطق مقدم برنامج ” فتاوى” بقناة النيل الازرق د. محمد هاشم الحكيم فأدلى بإفادات ومعلومات مهمة حول الإيقاف وعلاقته بمعارضة النظام…

حاورته: تسنيم عبد السيد

هل بالفعل تم إيقاف برنامج ” فتاوى” بقناة النيل الأزرق؟

نعم صحيح

بالنسبة الى الآن لا أعتقد أنه سيستمر بمذيع آخر، لأنه ليس أمراً شخصيًا وانما تقرر ايقاف البرنامج.

لا يوجد توضيح من إدارة القناة إلى الآن.

في اعتقادي أن إدارة قناة النيل الازرق أرقى في التعامل بهذا الصدد، لكن لا أدري هل تعرضت لضغوط أم لا، لكن ما اعرفه عن هذه القناة انها في عنفوان المشكلات لم توقف مثل هذه البرامج.

نعم، من الملاحظ أنه في نفس التوقيت أُوقف برنامج د. محمد الأمين اسماعيل، لكن إلى الآن لا أعرف بالضبط أُوقف أم توقف لسبب آخر.

بكل وضوح جميعنا يعلم أننا نعيش في ظل ديكتاتورية جديدة، لديها آليات تمكين مثل ما كان يحدث بالنظام السابق، وتعمل بكل وضوح على تحديد نسق جديد للرؤى الدينية في الحياة، وهذه الديكتاتورية الجديدة تعتبر أن الدين مكانه ” الزوايا” و ” التكايا”، وتعمل على تهميش علماء الدين الإسلامي بصورة واضحة، وبالتالي فإن سيطرة اليسار وتوجهاته المختلفة على الإعلام واضحة للعيان.

نحن نعرف جيدًا أن الثورة، اُختُطفت من قِبل مجموعة صغيرة بتواطؤ واضح، وتحاول فرض أجندتها العلمانية الفكرية على كل السودان، والإعلام سلاحها الرئيس.

انا متأكد ان كل معارض للتوجه الحالي سيعملون على إقصائه من كل نواحي الحياة، ومع ذلك نحن نثق في الشرفاء الموجودين داخل الحكومة، والمسؤولين العاقلين المؤمنين بالحرية والعدالة ويفرقون بين المواقف والحقوق.

أعتقد أن الإعلام هو الذي يجب أن يُمثل الثورة حقيقةً، يُمثل عدالتها وحريتها وثوريتها، والإعلام يجب أن يُعبر عن ثقافة هذا الشعب المُتدين، والعاقل لا يضع نفسه في خانة العداء، وتجلى ذلك في وقوف الحكومة مع ” القراي” ما اضطرها إلى إقصائه ومراجعة مناهجه.

أعتقد أن قناة النيل الازرق أرقى وأوعى من أن تقوم بهذه الأفعال الصبيانية، إقصاء شخص لمواقفه، وكنت من أوائل الداعين للثورة عام 2018م و رغم ذلك برنامجي كان مستمراً مُسجلًا وأنا أُعارض نظام البشير بكل وضوح، فلا أعتقد أن إدارة قناة النيل الازرق يمكن ان تقع في هذا الخطأ.

نعم، لا أستبعد وجود ضغوط كثيرة من الخارج، دفعت القناة إلى استجابات في غير محلها.

Exit mobile version