الأخبار الرئيسيةحوارات

نائب رئيس حركة الوفاق لـ(النورس نيوز) : الوضع لا يُبشّر بانفراج ولن تُغير الحكومة الجديدة الواقع

  • شهاب : لابد ان يتجاوز الشعب الأحزاب التقليدية القائمة على الطاعة العمياء
  • عدم وجود خبراء يديرون الوزارات الاقتصادية وراء الحالة الراهنة
  •  حركة الوفاق تخطط في الوصول للسلطة عن طريق حزب يضم الثوّار الحقيقين
  • لا يمكن أن نقول (حمدوك ) فاشل فهناك أسباب وراء فشله في إدارة حكم البلاد

 

ثمة تعقيدات تواجه الوضع السياسي في السودان وضبابية تلبد غيومه لا تبشر بانصلاح الحال خاصاً بعد أن سيطرت الأوضاع الاقتصادية على الوضع السياسي وخلقت جفوة كبيرة بين الحكومة والشعب الذي اثقلته المعيشة نتيجة ارتفاع الأسعار وانعدام الخدمات وتراجع الأوضاع التعليمية والصحية واغلاق بعض مؤسساتهما ورغم أن المواطن استبشر خيراً على توقيع اتفاق السلام بمدينة جوبا بيد أنه لم يدخل حيز التنفيذ ، فحكم التأخير بفشل الاتفاقية وعدم معالجتها لمشكلات الحرب إزاء هذا الواقع المعقد جلسنا لنائب رئيس حركة الوفاق القومية شهاب الدين عبدالرحمن لنقلّب معه أوراق المرحلة الانتقالية والاخفاقات التي وقعت فيها ومكان كيان الثوّار الذي قاد ثورة ديسمبر وتوقعاتهم للوضع السياسي مستقبلاً ..معاً لنص الحوار :ـــ

حاوره : طارق عبدالله

  • ـ كيف ترون الوضع السياسي الراهن؟

*الوضع الراهن في السودان لا يبشر بانفراج قريب أو وشيك بل تزداد المعاناة يوماً بعد الاخر نتيجة السياسة غير الرشيدة من الحكومة الانتقالية وعدم وجود معالم واضحة للحكومة في معالجة الازمات التي خلفّها النظام البائد لذا لا يشعر المواطن بان الثورة التي اشعلها وضحى فيها بالدماء والارواح قد استفاد منها وهذا احدث فارق كبير بين الحكومة الانتقالية والحكومة البائدة

  • ــ في تقديركم ما هو سبب الازمة الحالية ؟

* الازمة بدأت منذ سرقة الثورة على يد قلة من السياسيين مروراً بالتشاكس بين المكون العسكري والمدني والتآمر بينهما ومحاولة استغلال المواطن في ترجيح كفة طرف على الاخر ،في تلك المساحة كانت هناك العديد من الاجندة الشخصية والحزبية التي تمر تمريرها عبر الضغط الجماهيري ومنها الفصل التعسفي بلا رحمة واقصاء الأصدقاء والاعداء ومحاولة الانفراد بالسلطة والتشاكس بين الشريكين

  • ــ كيف ترون العلاقة بين الشريكين ؟

*عدم قبول المدنيين بالمكون العسكري كشريك في الحكومة كان له تأثيره على الفترة الانتقالية ففي أي حكومة المكون العسكري شريك ولكن لا تمنح له سلطة مطلقة فخطاء المدنيين أنهم تعاملوا مع العساكر كأعداء لا شركاء تحدد نسبة مشاركتهم في السلطة فتطور ذلك الخلاف الذي حسم عن طريق وساطة الاتحاد الافريقي إنتهاءاً بتوقيع وثيقة دستورية تم تعديلها وتزويرها لتستوعب أخطاء المكونين كان له اثر على مستقبل تلك العلاقة

  • ــ أين كنتم كحركة في النضال بالداخل ؟

*نحن كحركة كنا بالشارع فا شعلنا ثورة سبتمبر 2013 ولكنها لم تستمر لان القوات المسلحة لم تنحاز للشعب في تلك الفتر بجانب أن هيئة العمليات بجهاز الامن والمخابرات كانت أكثر قوة وتعاملت مع الاحداث بعنف خلخل كيان الثوار ولكنها كانت القاعدة التي انطلقت منها ثورة ديسمبر بعد إعادة ترتيب صفوف الثوار وتنظيمهم والاشراف عليهم

  • ـ ولكن المتداول الان أن ثورة ديسمبر كانت يشرف عليها تحالف قوى الحرية والتغيير وبعض الأحزاب السياسية ؟

*أولئك الثوار لم يكونوا يد لأي حزب سياسي فقد كانت مجموعة من الشباب الغيور على وطنه والحالم بحياة افضل ووطن تعم فيه الحرية والسلام والعدالة وهي الشعارات التي رفعتها الثورة في تلك الفترة وعضدت عليها بالنواجذ حتى تحققت ، فالأحزاب ظهرت الينا بعد ان نضجت الثورة وبعضهم لحق بالثوار أمام القيادة العامة واستولوا على السلطة دون أن يقدموا أي مجهود فيها

  • ـ حديثك يرمى لاتهام الحزب الشيوعي بسرقة الثورة ؟

*نعم اقصد الحزب الشيوعي وغيره من الأحزاب التي شاركت البشير في الحكم وهي معروفة ، فالأحزاب الحالية والحركات المسلحة والموقعة على السلام لا ننكر انها شاركت النظام السابق وحكمت معه و(جربّت الزيانة على قفا اليتامى ) ولك يكن لها صوت حتى سقوط حكم البشير فأصبحت الأن الأكثر نعيقاً متناسية الدماء التي راحت رخيصة من اجل إعادة الحكم للشعب والتخلص من نظام شمولي باطش أزكى روح التنافر بين القبائل وعزز الخلافات وحمى المفسدين

  • ـ وكيف تعرفون الثوّار الذين قاموا بالثورة ؟

*الثوار لهم أفعال يعرفونها بينهم منها الصدق والوطنية وعدم التحزب ويؤمنون بانهم أصحاب قضية لذا عندما يضعون المتاريس فانهم يحرسونها ولا يشعلون (لستك) أو يضعون (ترس ) ويتركونه وحيداً ، تلك أفعال يقوم بها (الكيزان) و(المندسين ) وسط الثوّار من أحزاب الفكة اليسارية واليمينية

  • ــ كيف تعاملت أحزاب قوى الحرية والتغيير مع الثورة؟

*نجاح الثورة جعل كل شخص أو كيان يدعي أنها ورائها فكيف كان سيكون الحال أذا كانت قد فشلت في اسقاط البشير؟ حتماً كان الجميع سيتبرون منها ويصفون الثوار بـ(الشفع ) فـ(ابنة السفاح اذا نجحت يظهر لها مائة اب واذا فشلت ينكرها الجميع ) تلك هي القاعدة التي تعاملت بها الأحزاب التي سطت على الثورة

  • ـ هل نتوقع أن ينفرج الوضع الاقتصادي بعد تكوين الحكومة الجديدة ؟

*حقيقاً الوضع لن ينصلح والحالة الاقتصادية ستتعقّد أكثر وأكثر لان ببساطة ليست هناك معالجة مطروحة للإصلاح ، فهناك مطلوبات من الحكومة لابد أن تقوم بها من اجل اصلاح الوضع الاقتصادي منها زيادة الإنتاج وزيادة الصادر وتقليل الوارد واقتصاره على الضروريات مثل الدواء والوقود ومدخلات الإنتاج وإيقاف استراد الكماليات تماماً مثل الصابون وطيور الزينة والورد وقائمة كبيرة من (الفارغة والمقدودة ) فتلك عملات صعبة تطلع من الدولة ولا يستفيد منها (90%) من الشعب

  • ــ أين تكمن المشكلة الاقتصادية في السودان ؟

*عدم وجود خبراء اقتصاديين يديرون الوزارات الاقتصادية وهي الزراعة والصناعة والتجارة والاستثمار والنفط وغيرها جعل السياسة الاقتصادية السائدة بعقلية التجار بل أن البعض بدأ ليكون تاجراً على شاكلة ما كان يقوم به عضوية المؤتمر الوطني فخفض الدولار يحتاج لضبط الاستيراد وزيادة الصادرات وقفل منافذ التهريب ، حالياً الذهب يتم تهريبه عبر الموانئ والمطارات الرسمية وهذا الحديث تؤكده عدة ضبطيات وفي تقديري بان اكبر معبر لابد ان اغلاقه لحين تجهيزه بأجهزة الكشف المتطورة هو معبر ارقين الذي تستهدفه العصابات في تهريب الذهب للخارج واستيراد العملات السودانية المزيفة التي يشترون بها الذهب من الداخل والعملات الحرة.

  • ـ هل تفكر حركة الوفاق القومية في الوصول للسلطة ؟

*حركة الوفاق القومية تضم العديد من الثوّار الحقيقين وفيها المشرفين على المتاريس وتجري الترتيب لاحتوائهم تحت قيادة الحركة التي ستتحول الى حزب سياسي منتشر في كل ولايات السودان وستدخل الانتخابات القادمة بأذن الله وسا ترشح لرئاسة الجمهورية ، فالسؤال الذي طرحناه في الحركة طالما لدينا رؤية لحكم البلاد وبرامج اقتصادية وإمكانية للاستفادة من طاقات الثوّار لماذا لا نعمل للوصول للسلطة وتنفيذ تلك الرؤية ؟

  • ــ كيف ترسمون خطتكم المستقبلية لتنظيم الوضع السياسي؟

*لابد أن يتجاوز الشعب السوداني الأحزاب التقليدية القائمة على الولاء والطاعة وترك كل التصرف في يد رؤساء بلغوا من العمر عتياً ، فالسودان في حاجة لأحزاب جديدة عضويتها من الشباب المفتوح الذهن والقادر على التطور وهذا موجود حالياً في حزب المؤتمر السوداني وسيكون في حزب حركة الوفاق القومية ، آن الأوان لنتجاوز حزب سيدي والرفاق والشيوخ الذين اخذوا الفرصة كافية لحكم السودان ولم يقدموا أي حلول يكفي أن نقول بان السودان الذي تجاوز الخمس وستون عاماً من الاستقلال لايزال يحكم بدستور مؤقت وبرؤية الزعيم الازهري التي لم تغادر الخرطوم

  • ـ ماهي الأفكار التي تطرحونها لتنمية وتطوير السودان؟

*التنمية في العالم تحكمها قواعد والاهتمام اكثر بالتنمية الريفية والريف السوداني زاخر بالإمكانيات التي تؤهله لتكون كل ولاية (جنة ) فمقولة السودان سلة غذاء العالم لم تأت عبطاً بل معرفة بتلك الإمكانيات ومجلس الشيوخ البريطاني في العام 1903 عندما اصدر قرار بشأن الاستثمار في ثلاث من مستعمراتها وهي كندا واستراليا والسودان واشترطت الحصول على (القرين كرت) كانت تدرك قيمة تلك المستعمرات وامكانياتها

  • ـ هل يمكن القول أن دكتور عبدالله حمدوك لم يكن قدر الطموح؟

*لا يمكن أن نقول دكتور عبدالله حمدوك فاشل فهو شخصية معروفة دولياً ومحلياً فحتماً هناك أسباب وراء فشل ادارته لحكم البلاد على راسها الحاضنة السياسية للحكومة قليلة الخبرة في ادارة حكم البلاد واختيار وزراء لا يجدون القبول وسط المجتمع واستفزازهم للشعب ، فاذا طلبنا ذكر اسم مدير مناهج سابق او اسبق قبل (القراي ) لا أحد سيعرفه وكلهم يعرفون (القراي) عن طريق اهتمامه بالأعلام وطرح رؤيته فاستغلتها الثورة المضادة واقنعت الشعب بانه ضد القران الكريم فـ(القراي ) اعطى الفرصة لأعدائه بتركيز حديثه عن القران في حين ان المناهج التعليمية فيها كثيراً من الحشو لا يستفيد منه الطالب

  • ـ هناك معوقات أفشلت الحكومات السابقة وستفشل مخططكم ؟

*نعم هناك ثمة معوقات قد تواجهنا وفي مقدمتها الانسان السوداني الذي يحتاج لإعادة صياغة من جديد عن طريق التعليم والأندية الثقافية والمساجد ولدي تجربة مع نادي الجيلي نجحنا في الصعود به للدرجة الثانية بالإدارة والتحفيز و الاسرة الواحدة وعاد مرة أخرى للثالثة بعد أن افتقد تلك المقومات فيجب الاتفاق على خطاب موحد بين تلك المؤسسات لرفع قيمة بعض الثقافات وسط المجتمع وفتح فرص العمل لمحاربة العطالة ثم مطالحة وطنية شاملة لا تقصي الا من اجرم في حق البلاد والعباد

  • ـ هل نتوقع نجاح الحكومة المشكلة باتفاق جوبا أن تحقق النجاح ؟

* لا نتوقع أن تنجح الحكومة الجديدة وتكون افضل حال من سابقتها لأنها تستصحب معها أسباب المشاكل وهي الاقصاء والانتقام والعداوة وعدم الثقة بين الشركاء ويبقى أمام الحكومة حلاً واحد وهو الانتخابات المبكرة التي نجهز لها ونعّد لها العدة

  • ــ هل يمكن أن تغيير الحال بعد مشاركة الحركات المسلحة ؟

*مشاركة الحركات المسلحة لا يمكن ان تغيير الوضع الحالي ولدينا اعتراض على اتفاقية جوبا نفسها ونرى بانها وسعت الخلافات وملكت المناطق والولايات احقية لا تستحقها وظلمت ولايات ومناطق كما انها لم تنهي الحروب في دارفور وجنوب كردفان فلاتزال هناك (18) حركة مسلحة لم توقع على الاتفاقية رغم المشاركة فيها والدليل على عدم جدوى حركات الكفاح بان لديها نحو (5) أشهر منذ وصول قياداتها للخرطوم دون أن تتشكل الحكومة فهذا يوضح شكل عدم الاتفاق بينها وبين شريكها العسكري والمدني

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *