هل تسقط حكومة “حمدوك” بالمظاهرات؟

تقرير اخباري  : النورس نيوز

شهدت الخرطوم وولايات أخرى، مظاهرات بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية بالبلاد، ورفعوا شعارات ضد الحكومة الانتقالية .
هذه ليست المرة الأولى التي تنطلق فيها المظاهرات ضد الحكومة، فسبق ان خرج المواطنون في عدد من المواكب بالعاصمة والولايات، وردد المتظاهرون شعار (تسقط ثالث)، فهل يمكن ان تؤدي ازمة الخبز والوقود وارتفاع اسعار السلع الاخرى الى سقوط الحكومة؟ ولماذا؟ .

لن تسقط

مراقبون أكدوا ان المظاهرات لن تُسقط الحكومة، مشيرين الى أن شعار (تسقط ثالث) لن يتحقق لأنه لم يعد جاذباً أو مجدياً كما كان في عهد البشير، فأغلب الشباب الذين شاركوا في اقتلاع النظام البائد لم يروا حاكماً غير البشير، ويعتبرون انه مشكلة كبيرة وبعد ذهابه سينتقل السودان الى مرحلة جديدة، وستتوفر حياة كريمة للمواطن، لكن بعد ذهابه أدركوا ان المشاكل الاقتصادية مُعقّدة ومتداخلة، ولا بد من الخروج في احتجاجات كوسيلة ضغط على الحكومة او تنبيهها لضرورة حل المشكلات بأفكار غير تقليدية.
بينما أشار آخرون الى عدم وجود قيادة مركزية تقود هذه المظاهرات، ولا يوجد بديلٌ بعد حمدوك، مشيرين الى أن هذه الجزئية كان يهدد بها أنصار النظام البائد، لكن الثوار لم يعرها اهتماما لإيمانهم بضرورة سقوط النظام السابق.

غضب شعبي

خبراء اقتصاديون، اعتبروا ان الدعوات لإسقاط الحكومة تصدر من انصار الثورة المضادة، واكدوا ان الشعب لن يتعامل معها، لأنه مدرك لطبيعة الأزمة وتعقيدات ميدان المنازلة، وكثيرون عرفوا بين القوى الثورية الحريصة على إكمال مهام الانتقالية بانجاز مهامها واستمرار وتجديد حيوية الانتفاضة دون أن يصب ذلك في قوى الردة وفلول النظام السابق.

وانتقدوا تباطؤ الحكومة لعدم حسم كثير من القضايا التي تهم المواطن غير مقبولة وضعيفة ويرفضها الشارع، مشيرين الى ان المواكب التي خرجت في الفترة الأخيرة اصبحت ترفع شعارات من بينها اسقاط الحكومة الانتقالية، فيما كانت الشعارات في السابق تطالب بالإصلاح.

رئيس اللجنة الاقتصادية بالحرية والتغيير د. عادل خلف الله حذر في تصريح لـ(النورس نيوز) من غضب شعبي بسبب الأوضاع الاقتصادية، مشيراً الى ان الزيادة الأخيرة في اسعار المحروقات سببها ارتفاع اسعار الصرف، وطالب باتباع حزمة سياسية مالية ونقدية لتوفير احتياطي نقدي للبنك المركزي، وان يصل سعر الدولار لقيمة محفزة ومشجعة للسودانيين العاملين بالخارج لتحويل مدخراتهم واستثماراتهم للجهاز المصرفي وضرورة خلق بيئة مواتية للاستثمار من اجل وقف التدهور الاقتصادي .

خلف الله دعا الى تطبيق مقررات المؤتمر الاقتصادي، والابتعاد عن تطبيق روشتة البنك الدولي لكونها ستزيد مُعاناة المواطنين وستدمر قواعد الإنتاج وتعطلها، وهذا يعني فتح البلاد لمنتجات الداعمين ومنتجات الاقتصاديات الكبرى وتحويل المجتمع الى مستهلك وزيادة الفجوة في الميزان التجاري.

الحكومة فشلت

مراقبون أكدوا وجود اصرار كبير لانجاح الفترة الانتقالية رغم التحديات التي توجهها ، مشيرين الى وجود حساسية ضد الحكم العسكري ، وقالوا ان من ينادون بـ(تسقط تالث) يزايدون على بعض كما يحدث في تجمع المهنيين الذي انقسم الى اثنين، لافتين الى ان احد التيارين يريد أن يتبرأ من اخفاقات الحكومة، كما ان بعض القوى السياسية لا تعرف هل تؤيد الحكومة ام تنتقدها .

لكن اعضاء بتجمُّع المهنيين اكدوا لـ(النورس نيوز) ان التصعيد الثوري الذي طرحه التجمع مهم جداً، لان كثيرا من القضايا الاقتصادية والسياسية لم تتحقق، وارجعوا الامر الى فشل الحكومة الانتقالية وتراخيها، وانها لا تستطيع ان تعمل بدون (العسكر)، وقالوا ان النظام السابق لم يسقط بل سقط رأسه فقط، مشيرا الى ان بعض الاجهزة بالدولة تمارس سلطات غير ممنوحة لها .

المحلل السياسي عبده مختار يذهب في حديثه لـ(النورس نيوز) الى ان عدم الاستجابة لمطالب المتظاهرين المتمثلة في معالجة الازمة الاقتصادية الخانقة، فالأرجح انها ستؤدي الى سقوط الحكومة، مشيراً الى أن الأزمات والمعاناة والإحباط من عوامل اشعال الثورات غض النظر عن النظام الحاكم ومدى شرعيته ، وقال إن المواطن يحتاج الى توفير الخبز والدواء وكل الضروريات ، وتصبح الحكومة لا جدوى منها اذا لم يتم توفيرها، وأضاف: اذا لم تستجب الحكومة لمطالب الشعب بإرجاع الدعم للسلع الضرورية بما فيها الكهرباء والدواء والمحروقات، وإلا عليها ان تواجه طوفان الشعب الجائع .
عبده أكد أن البديل ليس النظام السابق، بل كفاءات مستقلة لم تجد الفرصة، وقال إن الحكومة احتكرت السلطة ولم تعط فرصة للكفاءات وهي الأجدر بتولي الفترة الانتقالية، وأضاف ان الحكومة فشلت بكل المعايير في ادارة الفترة الانتقالية والارتقاء لمستوى الثوة وتحقيق آمال وتطلعات الشعب السوداني .

Exit mobile version