“تصريحات حميدتي”… عجزٌ أم شفافيةٌ؟

تقرير : النورس نيوز

أطلق نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو “حميدتي”، تصريحات نارية هاجم من خلالها القوى السياسية ودمغها بالفشل، واتهم جهات لم يسمها بالسعي لتفكيك البلاد، مُستشهداً بالأحداث التي تشهدها ولايتا غرب وجنوب دارفور، وقال إن البعض يدير دفة الحكم من الخفاء، ولم تتوقف تصريحاته الرجل عند هذا الحد، بل مضى الى أبعد من ذلك، وشدد على عدم صمتهم إزاء التدهور الذي تمر به البلاد.

في بريد مَن؟

الشاهد في الأمر أنّ “حميدتي” ظلّ يطلق تصريحاته تلك بين الفينة والأخرى، ولم يفتأ يهاجم شركاءه في الشق المدني، رغم أن “حميدتي” يوجد في ديسك الدولة بصفته نائباً لرئيس مجلس السيادة، حيث وصف “حميدتي” في أغسطس من العام 2020م، الحكومة (بالفاشلة)، وكشف عن طلب تقدم به للجهاز التنفيذي يحتوي على استقالة الطاقم الحكم، وهنا يرى البعض أن التصريحات التي يطلقها “حميدتي” ليست محض صدفة أو مجانية، بل هي تصريحات يريد أن يرسل بها رسائل في بريد جهات معينة.
ويقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية خالد عبد القادر، إن “حميدتي” أراد بتصريحاته توضيح الحقائق للشعب السوداني وفضح جهات مُعيّنة عجزت عن إدارة الجهاز التنفيذي في المرحلة الانتقالية، ولم يعفِ خالد عبد القادر، “حميدتي” من المسوؤلية وقال لـ(النورس نيوز)، إن الرجل جُزءٌ من مجلس السيادة الذي يقوم بدور التشريع والرقابة عبر اجتماعاته مع مجلس الوزراء، وبالتالي كان عليه مُناقشة العجز والفشل داخل أضابير الدولة بدلاً من الخروج بها للإعلام الرسمي.

في السياق، ثَمّة من يعتقد أن تصريحات “حميدتي” تحوي قدراً من الشّفافية وتوضيح الحقائق للشعب بدلاً من التعتيم الإعلامي المُتّبع من قبل قادة الدولة وعدم خروجهم للإعلام لتوضيح أسباب الأزمة، وهي إشارات وضع عليها قبل أيام القيادي السابق بالحزب الشيوعي الشفيع خضر، اصبعه عندما اتهم الحكومة بإدارة دفة الأمور بعدم الشفافية وممارسة التعتيم.

ضربة للمدنيين

ثمة اعتقاد جازم أن “حميدتي” يريد أن يكسب مزيداً من الشعبية بهذه التصريحات من خلال رفضه للأزمات وانتقاد التنفيذيين.

يقول المحلل السياسي د. الرشيد محمد إبراهيم، إن “حميدتي” درج على مثل هذه التصريحات منذ فترة ليس بالقصيرة ويريد من خلالها تشخيص الواقع، وأشار الرشيد في حديث لـ(النورس نيوز) إلى أن الشراكة بين العسكريين والمدنيين ليس على ما يرام بل هي شراكة متشاكسة وكل طرف ينتهز فرصة لضرب الآخر، وأضاف “لذلك حميدتي يريد توجيه ضربات للمكون المدني بهذه التصريحات وهو ليس وليد الثورة، بل موجود في المشهد منذ الإنقاذ وحدثت له تطورات ونضج سياسي، لذا هو يوضح موقفه للرأي العام خلال كل فترة حتى يخسر رصيده.

الشيوعي يرد

هجوم “حميدتي” على مكونات الحرية والتغيير التي قادت مرحلة ما بعد الثورة، لم تجد رداً من أحد باستثناء الحزب الشيوعي، حيث هاجم القيادي بالشيوعي كمال كرار، “حميدتي” بسبب تصريحاته، وقال إن حديث “حميدتي” عن الفشل مَردودٌ عليه، لأنه يقف على رأس الدولة وهو جزء من الفشل، وأشار الى ان “حميدتي” يسوق نفسه للجماهير كمُنقذٍ، مُحذِّراً من ثورة جماهيرية تلوح في الأفق قوامها الاحتجاجات على الوضع المعيشي، في الصدد، يرى مراقبون أن صمت قادة الحرية والتغيير على تصريحات “حميدتي” المتوالية سببها ربما ما تم إبرامه من اتفاقيات مُشتركة سرية ما بين الطرفين في مرحلة ما قبل سقوط نظام البشير.

Exit mobile version