الفاتح حسين في حوار : هذه الأسباب جعلت تجربتي مع الحوت يتيمة

السودان

من حين إلى آخر، يدير د. الفاتح حسين شريط (سكت الرباب) ويستمع إليه؛ لتطوف بذاكرته كل الظروف التي صاحبت ولادة ذلكم الألبوم الذي حقق وقتها أعلى نسبة مبيعات، خاصةً وأن درجة الحرارة في موسكو أثناء التسجيل كانت خمس عشرة درجة تحت الصفر، وعلى حد تعبيره هو جوٌّ باردٌ لم يألفه الفنان الراحل محمود عبد العزيز الذي كان يرتب معه لإقامة حفل بقاعة الصداقة لتقديم جميع أغنيات (سكت الرباب)؛ بيد أن رحيله كان سريعاً ولم ينجز المشروع.

حوار: رندة بخاري

بدايةً كيف تعرّفت على الفنان محمود عبد العزيز؟

تعرّفت عليه أولاً من خلال صوته؛ وكان ذلك في بداية الثمانينات من خلال شريط كاسيت، وعند سؤالي مَن هو المطرب عرفت أن اسمه محمود عبد العزيز ويمارس نشاطه من مركز شباب بحري؛ ووقتها كنت عازف جيتار ضمن فرقة الفنان محمد الأمين.

أروِ لنا تفاصيل تعاونك معه في البوم (سكت الرباب) الذي لحنته له؛ ومن ثم حقق نجاحاً ما زال الناس يتحدثون عنه؟

أثناء دراستي بالأكاديمية الموسيقية الروسية في الفترة من 1990م وحتى 1998م، قمت بتلحين عدد من الأشعار التي صاغها دكتور وجدي كامل؛ وكنت أبحث عن المؤدي لهذه الألحان؛ وكان في مخيلتي الفنان محمود عبد العزيز؛ فتم اختياري له بعد أن قدمته لشركة “حصاد” للإنتاج الفني، فوافق صديقي مدير الشركة الأستاذ أحمد يوسف، على فكرتي وهي أن يتم التسجيل بأستديوهات موسكو بحكم إقامتي هناك.

حدِّثنا عن الظروف التي صاحبت ولادة هذا الألبوم وعن تفاعل محمود مع الألحان التي صغتها له؟

ليست هنالك ظروف بعينها؛ إلا أنني أذكر أن التسجيل كان في جوٍّ بارد وجليد يصل الى “15” درجة تحت الصفر وهو جوٌّ جديدٌ للمرحوم محمود.. بالتالي وحتى اليوم كل ما استمع الى (سكت الرباب)؛ أتذكّر تلك الأيام والطقس البارد؛ أما محمود فكان معجباً جداً بتلك الألحان، ولولا ذلك لما سافر معي موسكو وذلك كان واضحاً في أدائه العالي للأغنيات.

هل كان الحوت يبدي رأيه في الألحان ويطلب إجراء تعديل كما يفعل بعض الفنانين؟

لم يحصل أن طلب مني تغييراً أو تعديلاً، بل كان يحرص أن يؤدي ويسجل بكل إمكانياته الصوتية.

تجربتك مع محمود لماذا كانت يتيمة؛ أي لم تكرِّرها مرة ثانية ؟

انشغال محمود بارتباطاته الفنية، إضافة إلى انشغالي أيضاً بالتدريس في كلية الموسيقى والدراما، وسفري المتواصل جعل من هذه التجربة ان تكون يتيمة؛ وكثيراً ما فكّرنا أن نقوم ببعض الأعمال الفنية كما في (سكت الرباب).

كم استغرقت من الوقت لكي تصيغ ألحان هذا الألبوم؟

حقيقة لا أذكر؛ ولكن على ما أعتقد حوالي العام.

هل استمرت علاقتك مع الحوت حتى رحيله؛ أم أنها انتهت بنهاية الشريط؟

نعم استمرت كأخ، وصديق، وجار؛ إضافةً إلى أنني أحد معجبيه.. كما أن محمود يكن لي كل الاحترام والتقدير وكثيراً ما يرسل لي بعض الرسائل بخط يده ليعبِّر عن احترامه لي.. وكانت هنالك فكرة قبل رحيله بقليل وهي أن نقوم بتقدم أغنيات سكت الرباب في حفل جماهيري كبير بمصاحبة فرقة موسيقية كبيرة ومجموعة كورال كلية الموسيقى والدراما؛ وبالفعل بدأنا الترتيب لتنفيذ هذا البرنامج، إلا أن إرادة المولى كانت الأقوى؛ ورحل محمود ولكن ما زالت الفكرة موجودة.

Exit mobile version