السفير الإثيوبي.. تجاوز خطوط الدبلوماسية

تقرير اخباري  : النورس نيوز

اتهم السفير الإثيوبي بالخرطوم يبلتال امرو المو، الجيش السوداني بالاستيلاء على 9 مواقع تابعة لإثيوبيا، وقال إن السودان قام بأعمال عسكرية مفاجئة إثر انشغالنا بالقتال في إقليم تيغراي، وأضاف يبلتال في تصريح خلال اجتماع مع ممثلي منظمات دولية وسفراء دول أجنبية بالخرطوم الأسبوع الماضي، أن الترسيم البريطاني للحدود انحاز للسودان ورسم حدودا غير عادلة، وأكد أن المواطنين الإثيوبيين لا يمكن إزاحتهم من هذه المنطقة.

تجاوز حدوده

واعتبر السفير الإثيوبي بالخرطوم، الإجراءات التي قام بها الجيش السوداني مؤخراً ستعقد من التعاون وترسيم الحدود بين البلدين، مشيراً إلى أن النزاع يمكن حله بالوسائل السلمية ووضع الحدود في مكانها الصحيح، مؤكداً على ضرورة وقف الهجوم السوداني، مطالباً الجيش السوداني بالانسحاب إلى مواقعه السابقة “حتى نحل الخلاف سلمياً”.

مراقبون اعتبروا أن اللغة التي تحدث بها يبلتال لغة حرب وبعيدة تماماً عن الدبلوماسية، مشيرين الى أن السفير يمثل بلاده في الخرطوم، بالتالي فإن تصريحاته تمثل الرأي الرسمي لحكومتة، يقول السفير الرشيد أبو شامة في تصريح لـ(النورس نيوز)، إن السفير الإثيوبي بالخرطوم يبلتال امرو المو، تجاوز حدوده بإطلاقه تصريحات معادية للسودان، مشيراً الى أن السفير يجب أن يكون دبلوماسيا ووجوده لإصلاح العلاقات اذا حدث فيها تراخ وليس هدمها كما فعل يبتلتال.
أبو شامة قال إن يبتلتال ارتكب خطأ كبيراً، وكان عليه ان يكتب تقريراً لبلاده يوضح فيه ما حدث ومن ثم يأتي الرد من اثيوبيا، وأضاف: حديثه سياسي وليس دبلوماسياً.

استدعاء السفير :

السفير طريفي كرمنو يذهب في حديثه لـ(النورس نيوز) الى أن تصريحات السفير الإثيوبي بها شئ من التجاوز، وقال إن البعض توقع أن يتم استدعاؤه من قبل وزارة الخارجية، لكن ذلك لم يحدث ربما لتقديرات الوزارة، كرمنو أكد أن إثيوبيا كانت تقول إن الموجودين بمنطقة الفشقة هم الشفتة، لكن فيما بعد اتضح انهم مزارعون إثيوبيون يزرعون في الأراضي السودانية ويصدرون محصول السمسم، لافتاً الى أن محصول السمسم معروف عالمياً أنّه سوداني، مشيراً الى أن مساحة الفشقة تقدر بـ2.500 مليون فدان، وقال إن تصريحات السفير الإثيوبي جاءت لفقد بلاده كل هذه المساحة المزروعة.

طرد السفير الإثيوبي :

بعد التصريحات التي أطلقها يبتلتال، انتشرت حملة اسفيرية لطرده من السودان وقالوا: يجب على الحكومة الانتقالية ان تبلغ إثيوبيا أن سفيرها بالسودان غير مرغوب فيه.
دبلوماسيون وصفوا الخطوة بأنها ستعقد الأمر، وأنها ليس حلاً لأنه سيتم كذلك طرد السفير السوداني باديس ابابا، لكن رغم ذلك تم التمسك بها وتم إطلاق هاشتاق لطرد السفير الاثيوبي.
ويرى السفير الطريفي كرمنو انه يمكن ان تتعامل إثيوبيا بالمثل اذا تم طرد سفيرها، وقال (يجب أن يطول السودان باله ولا شئ يدعو للحماقة، طالما ان العالم يشهد بأن هذه الأرض سودانية 100%).

من جانبه، قال السفير الرشيد ابو شامة” اذا تجاوز السفير حدوده يحب أن يتم إبلاغ دولته لتتخذ معه الاجراء المناسب، او تقوم الدولة المضيفة بطرده، لكن هذه ستؤدي الى توتر العلاقات بين البلدين، مُستدركاً: طرد السفير الإثيوبي من السودان جائزٌ، لكن السودان لا يريد تصعيد الموضوع، لأن الظروف الداخليه حرجة واذا نشأت حرب بينهما ستتحول الميزانية لميزانية حرب وسيكون الوضع صعباً جداً، وقال يمكن استدعاء السفير وشرح الوضع له وليس بالضرورة على مستوى الوزير، يمكن ان يكون على مستوى إدارة أفريقيا ويلومه موقفه.

تصريحات استفزازية:

المحلل السياسي عبده مختار اشار في تصريح لـ(النورس نيوز) إلى أن تصريحاته لا يليق بدبلوماسي، خاصة وان حكومته لم تصرح بمثل هذه التصريحات الاستفزازية الحادة، معتبراً الحديث بمثابة إعلان حرب مع وقف التنفيذ، لحين حسم مشكلتهم مع التغراي، وقال هذا التصريح غير موفق ولا يخدجم البلدين، مشيراً الى أن السودان يتحدث بالمستندات التي تشهد عليها بريطانيا ولها مئات السنين بأن أراضي الفشقة سودانية.
مختار أوضح أن أي سفير يمثل حكومته وما يصرح به هو الموقف الرسمي لحكومته وهو مزود بالمعلومات التي تعبر عن الموقف الإثيوبي للقضية، وطالب باستدعاء السفير ومساءلته واستيضاحه حول تصريحاته واستنكارها، وقال حتى لو دعا الأمر الى طرده.