الاخوة (حميدتي)

مناظير

زهير السراج

manazzeer@yahoo.com

الاخوة (حميدتي) !

بعد أن خفتت الضجة لمقتل الشهيد (بهاء الدين) في مقر قوات الدعم السريع بالخرطوم بحرى (معسكر المظلات سابقا)، عاد (حميدتى) وشقيقه (عبدالرحيم) لإطلاق التصريحات والتهديدات والاتهامات مرة أخرى، بصورة حادة جدا وشبه كربونية!

في لقاء مع وفد قبلي قبل بضعة ايام اتهم (حميدتى) من وصفهم بالعملاء بإضاعة احلام الشعب في التغيير، قائلا ” ان خيرات البلاد كثيرة ولكنها تحتاج إلى رجال وطنيين”، وأن “البلد يخدمها الوطنيون ما بخدموها العملاء”، و” أي عميل لا بد (نختو في قالبو) عشان البلد دي ما تتفرتك لينا”، مضيفا ان “حال البلد واقف والخزينة خاوية والتنمية واقفة”

وتابع قائلا: ” سَكتنا كتير وانحنينا للعاصفة وقلنا بتتصلح لكنها ماشة للأسوأ”، وان البلاد تحتاج إلى الوطنية والتوافق لاستخراج خيرات البلاد وخدمة أهلها، قائلا: “البلد ما فيها مشكلة موارد، المشكلة مشكلة بشر نفوسهم وسخانة”.

وقال نائب قائد قوات الدعم السريع في احتفال لحركة تحرير جيش السودان بقاعة الصداقة أول أمس، إن لديهم معلومات جديدة حول فض الاعتصام، وإنهم لن يتكلموا قبل نشر تقرير لجنة فض الاعتصام، قائلا (ده ما وقت الكلام والعارفنو كتير، وحنوضح تفاصيل التفاصيل”، واتهم جهات بمحاولة بسرقة الثورة، قائلا ان “الثورة لا تسرق”، و”هنالك شرذمة قليلة شغالة تمكين في تمكين” مطالبا الشعب بالتصدي لها، متعهدا بحماية الثورة من كل متربص وانقلابي، وإيصالها الى غاياتها والوقوف على قلب رجل واحد لتحقيق السلام والعدالة (إنتهى) !

نتساءل أولا عن العملاء الذين أضاعوا احلام الشعب في التغيير، ولماذا لم يسمهم (حميدتي)، وكان من المفترض من منطلق حرصه على البلد وشغله لمنصبين رفيعين هما نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع بالإضافة الى رئاسته للجنة الاقتصادية والوفد الحكومي في مفاوضات السلام، أن يسمهم ويبلغ عنهم حتى يتوقفوا عن إضاعة احلام الشعب، أم نتركهم يعبثون بالبلد ويضيعونها ونكون بذلك قد ساهمنا في الجريمة!

يقول (حميدتي) .. ” علينا أن نضع أادينا فوق أيدي بعض، وأي عميل لا بد (نختو في قالبو) عشان البلد دي ما تتفرتك لينا”! ..ونتساءل “كيف نضع حدا للعملاء ونخت أي عميل في قالبو”، أم أنها محض اتهامات ومجرد كلام و(تفضية مجالس)، أم ان قوات الدعم السريع ستتصرف بمعرفتها ؟!

يتحسر حميدتي بأن “حال البلد واقف والخزينة خاوية والتنمية واقفة”، ونتساءل أليس هو رئيس اللجنة الاقتصادية القومية والمسؤول الاول عن الاقتصاد في السودان، فلماذا لا يتصدى لاستخراج خيرات البلد وبذل الجهد في شحن الخزينة الخاوية، بدلا عن البحث عن أكباش فداء ووصفهم تارة بالعمالة وتارة أخرى بأن (نفوسهم وسخانة) وإلقاء التهمة عليهم بأنهم سبب وقوف حال البلد ولا بد هنا من الاشارة الى الشركات والاموال المملوكة لقوات الدعم السريع ومطالبة الكثيرين من بينهم كاتب هذا المقال بأيلولتها الى وزارة المالية بدون أن يستجيب أحد!

ويختم (حميدتي) الحديث قائلا: “سكتنا كتير وانحنينا للعاصفة وقلنا بتتصلح لكنها ماشة للأسوأ”، ونتساءل من هم الذين سكتوا ولماذا سكتوا، وماذا تعنى هذه العبارة، ومتى سكت (حميدتى) الذى لا يمر يوم بدون ان يتحدث ويملأ الدنيا ويشغل الناس، أم ما هو المقصود بالسكوت، ومتى وكيف سينتهى هذا السكوت ويتكلم قائد قوات الدعم السريع ؟!

ونسأل نائد قائد قوات الدعم السريع الذى قال إن لديهم معلومات جديدة عن فض الاعتصام، وإنهم لن يتكلموا عنها قبل الاعلان عن تقرير لجنة فض الاعتصام .. لماذا لا يدلى بهذه المعلومات للجنة فض الاعتصام، إذا لم يكن يريد الادلاء بها للرأي العام، وكيف يسكت عن الادلاء بمعلومات مهمة عن هذه الجريمة البشعة للجنة المكلفة بالتحقيق فيها، ومن هم الذين سرقوا الثورة، و”الشرذمة القليلة الشغالة تمكين في تمكين”، وكيف يريد للشعب أن يتصدى لهم، ولماذا لا يكشفهم ويتصدى لهم هو من موقعه كعضو في مجلس شركاء الفترة الانتقالية، ومن منطلق وطينته وحرصه على البلد؟!

يتحدث الاخوة (حميدتي) وكأنهم محللون ومراقبون سياسيون وناقدون وكتاب صحفيون، وليسوا جزءا أساسيا من المتحكمين في البلد والقابضين على السلطة بيد من حديد، ويطلقون الاتهامات والانتقادات، فما هي الرسالة التي يريدون توصيلها ولمن .. وإذا أحسوا بالعجز واليأس، فلماذا لا يتخلوا عن مواقعهم لآخرين يستطيعون إخراج البلاد من وهدتها وأزمتها واستثمار خيراتها بما يعود بالنفع على الجميع، أم يجب أن يظلوا متحكمين في كل شيء رغم اعترافهم باليأس والفشل؟

صحفية الجريدة

Exit mobile version