الأخبار الرئيسيةتقارير

قراءة في المصالحة الخليجية وأين تكمن المصالح السودانية

تقرير: النورس نيوز

احتضنت مدنية العلا السعودية قمة دول مجلس التعاون الخليجي، بعد مرور أقل من 24 ساعة على المصالحة بين دولتي قطر والمملكة العربية السعودية واختير لها عنوان قمة (التضامن والاستقرار) وهو عنوان يحمل إشارة واضحة لأهمية استقرار المنطقة الخليجية سيما بعد إنجاز المصالحة.

مشاركة قطر

كان لافتاً في قمة العلا مشاركة دولة قطر بتمثيل عالي المستوى من، لا سيما وأن أنباء سرت بمشاركة وزير الخارجية القطري ولكن كان مفاجئاً مشاركة أمير قطر تميم بن حمد الذي وجد استقبالاً حار من ولي العهد السعودي محمد سلمان.

الاستقبال الحافل كان محط أنظار كثير من المتابعين خاصة وأنه يأتي بعد سنوات من الخصومة والقطيعة بين قطر والسعودية.

توقيع خليجي

البيان الختامي للقمة جاء مقتضباً وركز في مضامينه على التضامن والاستقرار وأكدت على ضرورة التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي.

قمة الصباح وقابوس

قمة مدينة العلا السعودية اختير لها قمة الصباح وقابوس تخليداً لروح سلطان عمان السلطان قابوس بن سعيد وأمير الكويتي صباح الأحمد.

ايران والتحديات

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وصف سلوك دولة إيران بالتخريبي الذي يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي وطالب بمواجهته، فيما اشاد أمير الكويت نواف الجابر بدور السعودية في التنظيم والترتيب.

قمة بعد مواجهة

تأتي القمة الخليجية بمدينة العلا بعد مواجهة وخصومة طويلة دامت أربعة سنوات بين المملكة العربية السعودية والأمارات العربية والبحرين من جهة ودولة قطر من جهة أخرى وصلت لمرحلة المقاطعة بين الطرفين وتعد هذه القمة الأولى بعد المقاطعة حيث شاركت فيها قطر بتمثيل أميري قاده الأمير تميم بن حمد، ولم تشر القمة للعلاقة بين الإمارات وقطر أو إمكانية إجراء مصالحة بينهم على غرار ما حدث بين السعودية وقطر ويتوقع مراقبون حدوث مصالحة بينهم في مقبل الآيام وان جهات دولية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تقود حراكاً للمصالحة بين قطر والإمارات.

محطة أولى

يقول محمد مهدي المقبول الكاتب والباحث في شؤون النزاع والتفاوض، إن انعقاد قمة العلا الخليجية محطة اولى في سبيل انهاء النزاع الخليجي الذى استمر لاكثر من ثلاث سنوات.

وقال (للنورس نيوز) من دون شك شكلت الازمة الخليجية بين قطر من جهة والسعودية والامارات والبحرين ومصر من جهة اخرى علامة فارقة في مسيرة مجلس التعاون الخليجي لما شكلته من تداعيات وتعديلات امنية ومجتمعية تضررت منه دول الخليج وتأثر بها نسيجها الاجتماعي والاسري المترابط، وما سببته كذلك من عدم توافق واتفاق في ظل التهديدات التي تمر بها منطقة الخليج.

وقال ان رأب الصدع الذى تم خطوة أولى تحتاج لمزيد من الاتفاقات وتكامل الرؤى ووجهات النظر بما يعزز الاستقرار الخليجي الذى وصفه بأن عانى من حالة سيئة.

وأشار الى ضرورة أن يصطف السودان الى جانب منظومة دول مجلس التعاون ويسعى لتعزيز التعاون والتكامل معها خاصة في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية، موجهاً رسالته لرئيس مجلس السيادة بضرورة تصميم استراتيجية شاملة للتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي في الفترة القادمة بما يحقق تطلعات السودانيين.

ودعا المقبول إلى ضرورة ان تتوفر الإرادة السياسية اللازمة لقادة مجلس التعاون الخليجي لإنهاء الحرب في اليمن والاتفاق على رؤية سياسية موحدة في التعاون مع ايران والاتفاق معها رؤية تجنب المنطقة الحرب وعدم الاستقرار حسب وصفه.

جهود امريكا

إعادة العلاقات بين قطر والسعودية لعبت فيها الولايات المتحدة الأمريكية دوراً كبيراً وتحديداً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

يقول السفير ياسر خضر أن ما حدث يأتي نتيجة لجهود دونالد ترامب في تسوية ملف الشرق الأوسط قبل مغادرته. مشيراً في حديثه (للنورس نيوز) إلى أن مستشار ترامب كوشنر لعب دوراً كبير في ملف التسوية.

وتابع: قادة الدولتين تعالوا فوق الخلافات والمشاكل دون مناقشة أسباب الخلاف وقبلوا بالمصالحة، مضيفاً: كانت مصالحة حقيقية كشفت عنها زيارة ومشاركة تميم في قمة العلا وقال خضر إن قطر استطاعت القفز وتجاوز الحصار خاصة عملية الحصار الجوي، قاطعاً بأن واشنطن كانت صاحبة الدور الأكبر في عملية المصالحة.

موقف السودان

ثمة تساؤل حول موقف السودان من المصالحة بين قطر والسعودية وهل سيعود السودان للتعامل بصورة عادية مع الطرفين.

يقول السفير ياسر خضر السودان يجب أن يقف على مسافة واحدة من الجميع وان كل ملفات الشرق الأوسط سيتم تسويتها بالتالي يتطلب أن يقف السودان موقفاً متسقاً وايجابياً.

الجزيرة على الخط

في أوقات سابقة اشترطت كل من الإمارات ومصر والسعودية إغلاق قناة الجزيرة القطرية مقابل إعادة العلاقات بينهما، بيد أن قطر تمسك بموقفها الرافض لإغلاق الجزيرة مع تنازلها عن شكاويها ضد دول المقاطعة.

يقول الدبلوماسي والمؤرخ السويدي كارل بيلدت إنه تم في إطار الانفراج المعلن بين السعودية وقطر، إسقاط طلب الرياض إغلاق قناة “الجزيرة” القطرية.

وكتب بيلدت في تغريدة عبر تويتر: “كان أحد مطالب المملكة العربية السعودية الأساسية في أزمتها مع قطر هو إغلاق قناة الجزيرة. تم سحب هذا الشرط وهذا موضع ترحيب كبير”.

وأضاف: “لا شيء مثاليا، لكن الجزيرة كانت ولا تزال الجزء الأكثر قيمة في المشهد الإعلامي العالمي المفتوح”.

في السياق ذاته تشير التسريبات الدبلوماسية أن عدم عودة العلاقة بين قطر والإمارات سببها تمسك الجانب الإماراتي بإغلاق قناة الجزيرة غير أن بعض التحليلات تذهب إلى إمكانية تراجع الإمارات عن مطلبها بإغلاق الجزيرة سيما أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لتسطيح المعلب بالشرق الأوسط وإنهاء اي توترات بالمنطقة، يقول السفير ياسر خضر أن قطر ظلت تحتفظ بعلاقات مميزة مع أمريكية إبان المقاطعة رغم العلاقات الممتدة بين امريكا والسعودية والإمارات وقال لم تتأثر العلاقات الأمريكية القطرية بالمقاطعة بالتالي افلحت الولايات المتحدة في إنجاز ملف التسوية مع السعودية وتعالي البلدين فوق الجراحات ويتوقع مراقبون أن تفلح الوساطة الأمريكية في إنهاء الخصومة بين قطر والإمارات غضون الأيام القادمة.

موقف السودان

 

سارعت الخرطوم إلى مباركة قرار فتح الأجواء بين السعودية وقطر، وحثت دول مجلس التعاون الخليجي على إعمال الحكمة، وإعادة اللحمة في بينها.

ويؤكد السودان في أنه يتبع سياسات خارجية متوزانة، تقوم على مراعاة مبدأ السيادة، والوقوف على مسافة واحدة من كل الدول.

بعبع إيران

هنالك من يرى أن المصالحة التي تمت دافعها الأساسي توحيد الشرق الأوسط سيما الخليج في مواجهة إيران التي صعدت من لهجتها ضد الولايات المتحدة الأمريكية في الأيام الماضية.

عليه تسعى أمريكا لإزالة كل الألغام في الشرق الأوسط إستعدادا لأي مواجهة محتملة مع أمريكا ويذهب البعض إلى أن الجهود الأمريكية ستمتد لإنهاء الصراع المسلح في كل من اليمن وليبيا.

ويشير البعض إلى اللقاء الذي حدث بين الرئيس المصري المشير عبدالفتاح السيسي والرئيس الليبي فائز السراج وعدة البعض اللقاء اعترافاً بشرعية السراج يمهد لاعتراف كل المنطقة بشرعية الحكومة الليبية وقطع الإمداد من الجنرال المتقاعد خليفة حفتر وإجباره على إيقاف الحرب ضد حكومة السراج، ويذهب البعض إلى إمكانية إيقاف الحرب في اليمن وسحب القوات السعودية والإماراتية و السودانية من اليمن تمهيدًا لتسوية سياسية ترعاها واشنطن، ويرى مراقبون أن أنهاء التوتر الخليجي سيكون مريحاً للولايات المتحدة الأمريكية التي ربما تخوض حرباً مع إيران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *