آراء و مقالات

العين الثالثة _ (القرّاي)…! _ ضياء الدين بلال

-١-

حين تمّ تعيينه مديراً للمناهج التربوية، نبّهنا لخطورة هذا الاختيار، وقلنا:

لو تمَّ اختيار الدكتور عمر القرّاي لوزارة الخارجية أو أي وزارة أُخرى – بما فيها التربية والتعليم – لكان الأمر مقبولاً ومعقولاً.
أمّا اختياره مديراً للمناهج، في ذلك فتحٌ لباب الاستقطاب الحاد والانقسام العميق.

وتوفير مادة خام لفتنة دينية، لن يسلم منها الوطن العليل.
لا يغيب عن أحدٍ أنّ القرّاي ينتمي لفكر ديني باطني، يقع في منطقة جدلية شديدة التعقيد واسعة الاختلاف.

-٢-

كان الأوفق النأي عن اختيار الشخصيات ذات التوجُّهات الفكرية الحادَّة والانتماءات الصارخة، في مثل هذه المناصب.
مدير المناهج من المناصب ذات الحساسية العالية المُرتبطة بالدين والتربية وثقافة المجتمع.

صحيحٌ في النظام السابق تعرّضت المناهج لحقن أيديولوجي وحشو نظري غير مُفيد، ألحق بها أضراراً بالغة.

كان الأفضل الشروع في تخليص المناهج من ذلك الحشو والمحمولات الأيديولوجية عبر مُعالجات مهنية مُتدرِّجة ومُتجرِّدة من الانتماءات الضيِّقة.

لذا كان الخيار المُناسب تعيين مدير مهني للمناهج من خارج دوائر الاستقطاب السياسي والأيديولوجي.

 

-٣-

صحيحٌ، ليس من العدل والإنصاف، وجودُ فيتو على تعيين شخصٍ مُحدَّدٍ في منصبٍ عام، لاعتبارات غير الكفاءة والأهلية الوطنية والأخلاقية.

الضجَّة التي برزت عقب إعلان تعيين الدكتور عمر القرّاي، مُديراً للمناهج والبحث التربوي، في بعض أوجهها مُتعلِّقة بطبيعة الفترة الانتقالية، وحاجتها إلى قياداتٍ ورموزٍ غير مُتطرِّفة في انتمائها الفكري والأيديولوجي، فالتطرُّف يُنتِجُ تطرُّفاً مُضاداً.

-٤-

لا يُنكر إلا مكابرٌ حاجةَ الفترة الانتقالية لحدٍّ من التوافق يضمن تحقيقَ انتقالٍ سلسٍ وآمن.

الواقع مُعقَّدٌ، والأزمات مُتلاحقة، والعون شحيحٌ. ولن يكون للتغيير معنى وطعمٌ، إذا ظلَّ حال الناس في ضنكٍ، ومعاشهم في كبدٍ.

الجميع ينتظر من حكومة حمدوك أن تُخفِّف عنهم ما يعانون، لا أن تزيد على جروحهم معارك جدلية جديدة، غير مُنتجةً وليست ذات صلةٍ بالعيش الكريم.

من يتجاوز بنشوة الانتصار، وقوة الشوكة السياسية، والإحساس بصفرية الخصوم، ضرورة التوافق الوطني والمجتمعي، سيَقع في أخطاء قاتلة.

-٥-

الآن نرى ماثلاً للعيان ما توقّعناه أمس حين تمّ تعيين القرّاي:
اضطربت المناهج ما بين الحذف والإضافة، وتأخّرت الطباعة، فاقترب العام الدراسي من الفشل التام.

تمّ تأجيل العام الدراسي لثلاث مرات، وربما يأتي التأجيل الرابع قبل الإعلان عن فشل العام!

في آخر مؤتمر صحفي، توقّع الدكتور عمر القرّاي، احتمال إلغاء العام الدراسي المُقبل، بسبب أزمة المواصلات وشُح الوقود والخبز، ولأنّ فتح المدارس في ظل تلك الأزمات سيشعل التظاهرات!

وكما ذكر الدكتور مزمل أبو القاسم في أحد أعمدته الناصعة:
(عندما فشل القرّاي في تنفيذ وعده القاضي بتعديل المناهج ابتداءً من العام الدراسي الحالي، وقع في المناهج الحالية تقطيعاً، وأصدر مجموعة من المنشورات، أوسع بها الكتب الدراسية بتراً وتمزيقاً، من دون أن يتكرَّم بتوضيح المنهج العلمي الذي اتّبعه في تنفيذ مجزرةٍ عشوائية، طالت كل مواد مرحلتي الأساس والثانوي).

– أخيراً –

مع غياب التلاميذ والطلاب عن المدارس، أصبح القرّاي الحاضر الدائم في خطب الجمعة والمجالس العامّة والخاصّة، تنتاشه البيانات وتتحرّك ضده الإجراءات القانونية، وحمدوك يتفرّج!

‫7 تعليقات

  1. الكيزان هم من أوسعوا التعليم في السودان تدميرا وتشويها وتقطيعا وحشوا فارغا لا يسمن ولا يغني من جوع. قصد به تكريس الجهل والتخلف لأمر في نفس يعقوب وذلك أمر يعلمه هذا الشعب الذي تفتق وعيا بإنقشاع عهد التيه والظلام.. والقراي رجل علم مشهود له بالكفاءة والإقتدار والإصلاح إقليميا وعالميا ولا يعنينا في ذلك من أي خلفية أتي وإنما يعنينا منه مقدرته الفذة في إنتشال التعليم والمناهج من الدرك الإسفل الذي وضعنا فيه هؤلاء ومن ترتبط مصالحهم باستَمرار التيه والظلام وإستلاب العقول الي جانبهم وإضمحلال علم الشباب وثقافتهم في ظل عالم اليوم المستنير علما وثقافة وتق ما وأ دهارا..

    1. الفاتح عوض الله ….
      هل حذف الايات القرآنية والاحاديث النبوبيه واستبدالها بعبارات ماسونيه يعتبر انشال .. اي صاح انتشال للحضيض ..
      اذا كان عالم ومفكر عالمي لماذا حتي الان لم يستطيع تغير منهج واحد من المناهج .. وثم ثانيا. كيف يستبدل تاريخنا بحالو بتاريخ اوروبا نحنا مالنا ومال الاوربيين
      .. دا تاريخ يعني ما فيزير ولا كيميا ..

      1. الي الفاتح
        ما يهرف به القراي مخالف للعقل والنقل . ودونك ابليس الذي يدخل الجنة . والانسان القرد . والانسان الكامل ؟ يريدون ان يفرضوا منهجا لن يمر باذن الله.

    2. الظاهرعليك يا الفاتح شيوعي أو جمهوري القرآي ده من انصار المرتد محمود محمد طه الذي أعدمه النميري انت الله سيحاسبك إذا كنت بتدافع عن هذا الزندبق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *