آراء و مقالات

بقايا اوراق _ مُبدعون مظلومون ووزارة بائسة _ رندة بخاري

بقايا اوراق

رندة بخاري

ranadabokary@gmail.com

مُبدعون مظلومون ووزارة بائسة!

1

كلّما رحل مبدع، تذرف أسرته ومحبوه الدموع على تجاهل الدولة له، فثمة مبدعين كثر رحلوا ولم تفِ لهم الدولة حقهم، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الرائد المسرحي عثمان أحمد حمد المشهور بأبو دليبة، فالرجل في آخر حوار لي معه قال إنه يعاني من التجاهل، وهو الذي جاء من مهجره الى السودان ليسهم في الدفع قدماً بالدراما والمسرح، لكنه لم يجد منهم إلا التجاهُل الذي آلمه كثيراً، وهو المؤسس لقسم الدراما في الإذاعة، وله سهم وافر في مجال المسرح عبر ما يقدمه من اسكتشات منذ مسرح البراميل، الى أن أسس المسرح القومي، لكن لأنه يحيا في بلد تتجاهل قممها المبدعة ولا تجيد الاحتفاء بهم إلا بعد الرحيل!

2

كذلك الموسيقي عبد الله الكردفاني الذي نزل خبر رحيله بالعاصمة المصرية امس على أصدقائه وزملائه الموسيقيين كالصاعقة، وكل من نعاه يعرف تماماً أن عبد الله عانى أيضاً من التجاهُل إعلامياً، بالرغم من إسهاماته الكبيرة في مجال الغناء، فكم من أغنية أعاد صياغتها موسيقياً ولحنياً وحققت نجاحاً كبيراً دون أن يخرج الى الملأ ويقول أنا من دفعت بهذه الأغنية الى عتبات النجومية، كما أنه ساند العديد من المطربين، لكن كما هو العهد بكل مبدع متفانٍ في عمله، لا يحصل على تقدير يليق بما قدمه، وبعد موته تكريم خجول ودرع خشبي ووشاح.

3

على كل مبدع أن لا يمني نفسه بأن يجد الاهتمام من الجهات المفروض أنها تعني بأهل الإبداع وتوفر لهم حياة لا نقول مرفهة، وإنّما كريمة عبر فتحها لفرص العمل الخاصة بكل مجالات دراما، يعني إنتاج مسلسلات تلفزيونية وإذاعية ومسرحية، يعني توفير مال لتنتج الفرقة القومية عروضاً مسرحية وغناء وإقامة العديد من المهرجانات، لكن كل ما ذكرته هي محض أحلام لم تحقق في العهد البائد ولا العهد الجديد الذي تعاني فيه الفنون عموماً وضعاً بائساً كتلك الوزارة البائسة المسماة وزارة الثقافة.. لذا لا بد ان يبحث كل المبدعين عن أفكار يدعمون بها بعضهم البعض، فالتجارب أثبتت أن الفنون على وجه العموم لا وجيع لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *