الموت يغيب الرائد المسرحي عثمان أحمد حمد (أبو دليبة)

رحل صباح اليوم

الخرطوم: رندة بخاري

أنتقل إلى الرفيق الأعلى، يوم الخميس، عثمان أحمد حمد (أبو دليبة)، وهو أحد الرواد المسرحيين المظلومين في السودان، رغماً عن إفنائه عمراً عزيزاً في خدمة المسرح وقضاياه.

ترك الراحل مهجره في إحدى الدول العربية من أجل المساعدة في  ازدهار صنعته والوطن، ولكنه وجد التجاهل من بعض القائمين على أمر المسرح والإذاعة والتلفزيون، لينزوي بعيداً في منزله، وكله حزن من تجاهل الدولة، إلى أن أغمض اغماضته الأخيرة، صباح اليوم.

بداياته

كانت صرخة ميلاده بقرية أبوجلقة ريفي رفاعة في العام 1940م تلقى تعليمه الأولي بمدرسة المسلمية، ثم معهد عبد الجليل في العام 1949م، ثم معهد أم درمان العلمي الذي درس فيه المرحلة الثانوية.

وفي العام 1955م كانت بداياته التمثيلية في إذاعة أ م درمان، فهو أحد مؤسسي قسم التمثيليات في الاذاعة مع المذيع أحمد قباني، ومحمد طاهر، والشاعر سيف الدين الدسوقي، والراحل متوكل كمال، والمخرج عثمان علي حسن (اللورد) وسليمان داؤود، وتحول بعدها إلى قسم الدراما، قبل أن يلتحق بفرقة الفاضل سعيد.

فرصة عيدة

قبل أن يبدأ مشواره المسرحي بدأ من الإذاعة  التي كان بها برنامجان كوميديان الأول هو (فرصة سعيدة) للإذاعي عمر عثمان والثاني (أنسى همومك) للراحل خلف الله أحمد. وكان لهما تأثير كبير، بل هما البذرة الأولى في الحركة المسرحية الكوميدية الحديثة، حيث  كان يشارك بفقرات قصيرة عبارة عن اسكتشات وتحولت فيما بعد الى فقرات فكاهة بحضور الجمهور.

وشاءت الأقدار أن يأتي ذات يوم وزير الاستعلامات المرحوم محمد طلعت فريد في زيارة للإذاعة وشاهد تدافع الجمهور وسأل عن أسبابه وقيل له إنهم يأتون الى مشاهدة الفقرات الكوميدية، ليأمر بعدها بإنشاء مسرح، وقدم فيه مسرحية  دستور  يا أسيادي وكان ذلك في العام 1958.

عروض منفرة

ظل الراحل يتحدث باستمرار عن هجر الجمهور للمسرح، وقال لنا في ذات حوار إن هناك ثلاثة أشياء إذا ما توفرت من الممكن أن يعود جمهور المسرح إليه، أولها أن يعود الى المسرح وقاره، ثانياً الاهتمام بميزانيته، ثالثاً توفير وسائل النقل.

وتابع: وقاره المتعلق بالأعمال التي يقدمها، ولا أريد أن أعمم ولكن هناك عروض مسرحية قدمت في الآونة الأخيرة كانت منفرة أكثر من كونها جاذبة وتفتقد للوقار.

مردفاً: لاحظت أن هناك محاكاة للمسارح الخارجية ووقعنا في الفخ لنبتعد عن تقديم مسرح به طعم سوداني ومن الممكن الاستفادة من الخبرات الخارجية في التكنيك.

Exit mobile version