مواكب 19 ديسمبر.. رسائل متعددة في بريد الحكومة

السودان

الخرطوم: النورس نيوز

“1”

جددت مواكب “19 ديسمبر” أمس تأكيد قدرة الشارع على إيصال صوته للحكومة بمكوناتها العسكرية والمدنية، بمواكب هادرة شملت مشاركة واسعة من قطاعات الشعب السوداني، مع تباين مطالب الخروج، بين الدعوة لتصحيح مسار الثورة، إلى المطالبة بإسقاط الحكومة نفسها وان كان بشكل خافت، إلا ان الصوت الذي كان عاليا بوضوح هو ضرورة إصلاح الإقتصاد المتدهور وهو احد الاسباب الرئيسية لقيام ثورة ديسمبر المجيدة.

 

“2”

تحدت الجماهير فى الذكرى الثانية لثورة ديسمبر المخاوف الصحية من انتشار عدوى مرض فيروس كورونا، واستطاعت أن تستعيد حيوية الثورة والزخم الثورى مجددا بمواكب حاشدة انطلقت في كل أجزاء العاصمة المثلثة، وخرج الآلاف من الخرطوم وبحرى وأم درمان، بالتزامن مع مظاهرات حاشدة اخرى ببعض الولايات، ورغم الانتشار والاستعداد الامنى ألمكثف والذى كان قد استبق حراك التاسع عشر من ديسمبر بنحو يومين،  وإغلاق الكباري والطرق المؤدية الى القصر الجمهوري والقيادة العامة للجيش، الا أن الثوار استطاعوا أن يحققوا اهدافهم فى الوصول الى القصر الجمهوري بالخرطوم والمجلس التشريعى بأمدرمان البرلمان سابقا لتوصيل رسائلهم.

“3”

وكان التدفق الجماهيري فى الشوارع يمضى بشكل طبيعى امس حتى الساعات المسائية دون أن يعترضه اي من أنواع ممارسة العنف أو القمع من قبل السلطات الامنية، قبل أن تبدأ الأخيرة في استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق التجمعات،  خاصة بعد تداول أنباء عن ارهاصات للاعتصام أمام القصر الرئاسي والمجلس التشريعى وهو التصرف الذى فسره بعض المراقبين انه تم لتلافى زيادة الإعداد الذى  ربما يؤدى إلى الإعتصام. وفى السياق كان عدم سقوط ضحايا لأول مرة منذ فترة طويلة أمراً لافتا بعد أن ظلت عناصر الأمن تستخدم العنف دون هوادة حتى الموت ضد كل التظاهرات السابقة والمواكب السلمية، وكانت النيابة قد أصدرت توجيهات للشرطة بعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين واكدت ان حرية التعبير أمر مكفول بموجب الوثيقة الدستورية، الامر الذى اعتبره بعض الناشطين والمغردين فى وسائل التواصل الاجتماعي نوعا من التطور في تعامل اجهزة الشرطة مع المتظاهرين السلميين وحرية التعبير، ولكن على الرغم من ذلك شهدت التظاهرات حادثة مؤلمة مثلت اكبر الخسائر بمنطقة أمدرمان والتى شهدت فقدان أحد المتظاهرين ليده نتيجة لإستخدام للعنف المفرط من السلطات الامنية.

“4”

وحملت التظاهرات شعارات ومطالب متنوعة كانت أبرزها المطالبة بتكوين البرلمان الثورى وإخضاع شركات القوات النظامية تحت ولاية وزارة المالية وتحسين الأوضاع الامنية، بينما طالبت بعض التظاهرات باسقاط الحكومة بمكونيها العسكري والمدنى.

وكانت مظاهرات هى الأولى بعد عودة قيادات الحركات المسلحة بعد  توقيع الخرطوم اتفاقية السلام مع اطراف الجبهة الثورية السودانية، وفى الأثناء كانت الحادثة الأبرز فى التظاهرات حرق علم مجموعة من المتظاهرين لعلم الحزب الشيوعى السودانى ما وجد الشجب والإدانة من مختلف القطاعات السياسية السودانية.

“5”

ورغم خروج المواكب بلا خسائر بشرية خلافا للمعتاد من تظاهرات، إلا ان تخوفات السلطات الحكومية كانت بائنة من تمدد وانتشار الثوار في مواقع حساسة مثل القصر الرئاسي ومجلس الوزراء، ومكمن التخوفات ان تستغل الجموع الثائرة المناسبة لتنفيذ إعتصام جديد، فسارعت الحكومة لترجمة تخوفاتها بالفعل بصد المواكب من التقدم نحو الموقعين شديدي الاهمية، وتم إطلاق عبوات مكثفة من المواد المسيلة للدموع “البمبان” في محيط شارعي القصر والجمهورية مع تعزيزات عسكرية ثقيلة لمنع التقدم نحو شارع الجامعة المؤدي لمداخل القصر الرئاسي ومجلس الوزراء.

Exit mobile version