دراسة صادمة..المناهج السودانية تبتعد عن(الاسلام) وتقترب من (البوذية)

السودان

الخرطوم: النورس نيوز

يبدو ان الجدل حول المناهج الجديدة في السودان، لن ينتهي قريبًا، ففي كل مرة تبرز الى السطح خلافات بسبب حذف او اضافة دروس للمقررات الجديدة، كان آخرها صورة بكتاب التاريخ للصف السادس تُظهر ( الله سبحانه وتعالى) في هيأة بشر، فضلًا عن قرارات ادارة المناهج بتقليل الجرعة الدينية في المناهج، وحذف الدين من المقررات، ما أثر بحسب مراقبين على جودة المادة العلمية بالمنهج.

دراسة صادمة:

في وقت تحصل ( النورس نيوز) على نتائج دراسة حديثة أجراها علماء في المناهج وخبراء تربويون وعلماء اجتماع، على المناهج الجديدة بالتطبيق على مقررات الصف الأول الابتدائي، والصف السادس، وتوصلت الدراسة التي أشرفت عليها الجمعية المهنية للمعلمين السودانيين، توصلت إلى ضرورة إعادة النظر في المناهج الجديدة ومراجعتها، وتوصل الفريق الذي

ضم أربعة وعشرين خبيراً، توصل إلى عدد من النتائج ابرزها، ان المقررات المدرسية الجديدة تبعد بشدة عن قيم الدين الإسلامي الحنيف، وتلتف حول ثقافات وقيم مستوردة وغزو ثقافي أقرب للطائفية ولمنهج الجماعات الدينية المبتدعة، وبعضها يقترب من ثقافات قيمية غير عربية، كمنهج الأخلاق عند البوذيين والهنود والكنفوشسية القديمة، والتي تتناول مفهوم الأخلاق كسلوك بشري مرتبط بما يؤمن به الفرد بعيداً عن التعاليم السماوية.

كما كشفت الدراسة التي استغرقت أربعين يومًا، ان المقررات المدرسية الجديدة مختصرة بشكل مربك وغير مبرر، دون الاكتراث لعمق المعرفة وجودتها واتقانها وتنظيمها ومردودها المعرفي الضروري.

اضافة الى ذلك فقد اكدت الدراسة ان المقررات المدرسية الجديدة لا تستوعب وجدان الشعب السوداني، ومتطلبات المجتمع وبالتالي تبعد المتعلم عن إرثه الاجتماعي وقيم المجتمع ولا تربطه به في محاولة واضحة لإحداث عمليات إبدال وإحلال وتغيير في القيم الفاضلة للمجتمع.

كما اشارت الدراسة الى ان المقررات المدرسية الجديدة تتبع في كلياتها أهداف تربوية مغايرة تماماً عن الأهداف التربوية للقيم والأخلاق السودانية، ويوجد كثير من التعارض والغموض غير المبرر.

نماذج:

من جانبه أعتبر معلم اللغة العربية بمرحلة الأساس ياسر عوض الكريم ل( النورس نيوز ) أن الحذف في منهج الصف الثامن، قد تم بصورة انتقائية غير مدروسة، وشدد على ضرورة مراجعة المحذوف، داعياً وزارة التربية وإدارة المناهج إلى توضيح الآلية التي اعتمدوا عليها في تنقيح المنهج وحذف الدروس.

واشار عوض الكريم الى ضرورة التوضيح من قبل القائمين على هذا الامر، لإبعاد شبهة تمرير الأجندة وسوء النية، منبهاً إلى ان الدروس التي تم حذفها من كتاب القبس للصف الثامن هي ( من كتاب الله، صلاة في مسجد الحمراء، جروح فلسطين، أثر الحضارة العربية على أوروبا، احد أعلام الثقافة العربية الإسلامية، القرآن وكيف جمع).

من جانبه دعا الخبير التربوي د. محمد عبد الله كوكو الى ضرورة اقالة مدير المناهج لجهة انه لا يؤتمن على عقول التلاميذ، وقال ل( النورس نيوز) ان صفحة ( ٦٧) بكتاب التاريخ للصف السادس فيها تمرير لأجندة سياسية، وغرس لمفاهيم خاطئة في عقول النشء، ودعوة صريحة لفصل الدين عن الدولة السودانية، وأن الاسلام لا يصلح ليُحكم به السودان كدولة متعددة الثقافات.

مجمع الفقه:

وكان مجمع الفقه الإسلامي قد دعا في وقت سابق إلى وقف تعديل المناهج، والاستمرار في تدريس المنهج القديم الى حين التوافق على إصلاح المناهج عبر مؤتمر تربوي شامل.

وكان المجمع قد رفض منهج التربية الإسلامية للصف الأول الإبتدائي، الذي عُرض على وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لإجازته، وتمت إحالته الى المجمع وجاء الرد بأنه ” لا يصلح”، واصدر المجمع بيانًا أوضح فيه مبررات الرفض، بأن المنهج الجديد قد أُعد على عجل وخلا من الأهداف والغايات التربوية المعهودة في أي منهج مماثل، وقد قرر المجمع تشكيل لجنة برئاسة رئيس دائرة الأصول والمناهج بالمجمع لإبداء الرأي حول كتب المناهج الجديدة بعد عرضها كاملة أمام اللجنة مع مراشدها، مشدداً على أهمية إشراك مجمع الفقه ووزارة الشؤون الدينية وكل الجهات ذات الصلة، وألا تنفرد جهة ما بوضع المناهج.

Exit mobile version