الأخبارالأخبار الرئيسية

(الخطيب) يتهم عناصر في الائتلاف الحاكم بالتآمر مع سفراء دول أجنبية على الثورة

حوار: علاء الدين موسى

اتهم الحزب الشيوعي السوداني، عناصر داخل قوى الحرية والتغيير، بالتواطؤ مع جهات أجنبية، لقطع الطريق أمام  ثورة ديسمبر.

وقال سكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب  في حوار لصحيفة (المواكب): عندما قامت الثورة، كانت القوى الإقليمية والدولية موجودة بالداخل؛ للعمل على محاصرة الثورة حتى لا تصل لغاياتها.

وأضاف: “كنا نسمع بالسفراء يجتمعون ببعض الأشخاص من قوى الحرية والتغيير في بيوتات رجال الأعمال  للتآمر على الثورة.

اتهم الحزب الشيوعي السوداني، عناصر داخل قوى الحرية والتغيير، بالتواطؤ مع جهات أجنبية، لقطع الطريق أمام  ثورة ديسمبر.

وقال سكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب  في حوار لصحيفة (المواكب): عندما قامت الثورة، كانت القوى الإقليمية والدولية موجودة بالداخل؛ للعمل على محاصرة الثورة حتى لا تصل لغاياتها.

وأضاف: “كنا نسمع بالسفراء يجتمعون ببعض الأشخاص من قوى الحرية والتغيير في بيوتات رجال الأعمال  للتآمر على الثورة فإلى نص الحوار.

حوار: علاء الدين موسى

تتهمون جهات بالهبوط الناعم لقطع الطريق أمام تحقيق أهداف الثورة، ما هي تلك الجهات؟

كل من له مصلحة في أن يصير السودان على نفس منهجه منذ 1956م وحتى يومنا هذا، وجميع هؤلاء ضد أن يحدث تغييرٌ حقيقيٌّ.

بمعنى؟

أن يكون السودان مُصدِّراً للمواد الخام، وسُوقاً لسلع البلدان الغنية، وأن يكون تابعاً وتحت نفوذ الدول الكبرى، بمساعدات دول عربية لا تريد أن يتخلّص السودان من التبعية.

نفهم من حديثك أن الثورة تمّت سرقتها بالتعاون مع أيادٍ خارجية؟

هذه حقيقة.. عندما قامت هذه الثورة، القوى الإقليمية والدولية كانت موجودة في السودان وتعمل في سبيل أن تُحاصر الثورة حتى لا تصل لغاياتها، وكنا نسمع بالسفراء يجتمعون مع بعض الأشخاص من قِوى الحُرية والتّغيير في بيوتات رجال الأعمال، وهذه القِوى تطمع في ثورة السودان، وبهذا التكالب أرادوا أن يكون السودان تابعاً وليس سيد نفسه، وهؤلاء رغم خلافهم ومُعاداتهم للنظام السابق إلا أنّهم كانوا يقدمون له العون، والإمارات والسعودية وكلاء لأمريكا والدول الرأسمالية الكبرى.

ولماذا يستهدفون السودان دون غيره من الدول؟

لأنهم يرون إذا تخلّص السودان من الحصار فإنّه سيكون أنموذجاً للشعوب الأخرى لتدافع عن مصالحها وثوراتها، وهذه الثورة ليست في صالحهم، لذلك عملوا على مُحاصرتها، ولن تستطيع قوِى خارجية أن تنفذ إلى أي بلد ما لم يكن لهم حلفاءٌ بالداخل، وبالتالي هؤلاء الحلفاء في سبيل إجهاض الثورة، وهذه القِوى الداخلية تَمَاهَت مع النظام من خلال مُشاركته في الحكم وإسقاطه عبر الانتخابات، وبالمُقابل؛ كانت هنالك قِوى تُريد إسقاط النظام، لإعادة هيكلة السودان، التوافق على إعلان دستوري يحكم الفترة الانتقالية، وهذه القِوى ساندتها الجماهير بالعمل على إسقاط النظام من الداخل، برفع شعار “حرية.. سلام وعدالة”، ورفض التحاوُر مع النظام، الأمر الذي جعل النظام ينتهج حيلة الهُبُوط النّاعم، وهذا الأسلوب لجأ إليه بعد أن أحسّ بالضعف والانهيار، فقام بقطع الطريق أمام الثورة، بانقلاب عسكري بتكوين ما يُسمى باللجنة الأمنية التي كوّنها المخلوع، وهذا الاتجاه دعمته قِوى داخل نداء السودان وتَمَاهَت مع اللجنة الأمنية للمخلوع؛ حتى يرثوا سياسات النظام وعلاقاته.

مُقاطعة.. بعد علمكم بهذا المُخطّط لماذا تحالفتم معهم؟

نحن في الحزب شيوعي رفضنا مبدأ أن يتم أيِّ تفاوض مع العسكر إلا بعد تسليم السلطة للمدنيين، وموكب 30 يونيو كان الغرض منه كنس المُكوِّن العسكري، ولكن الانتكاسة حدثت بالتوقيع على الوثيقة الدستورية.

ولماذا لم تقوموا برفض الوثيقة الدستورية والتوقيع عليها في ذلك الوقت؟

الحزب الشيوعي رفض التوقيع على الوثيقة، وأكد على أن الوثيقة خطر على الديمقراطية والفترة الانتقالية وعلى السلام نفسه.

ولكن القيادي بالحزب الشيوعي صديق يوسف وقّع على الوثيقة الدستورية؟

صديق يوسف لم يكن يمثل الحزب الشيوعي، بل كان مُمثلاً لقِوى الإجماع الوطني مع علي الريح السنهوري، والتمثيل في قِوى الحُرية والتّغيير ليس حزبياً، وهذا يُفنِّد قول الذين يقولون إنّ الحزب الشيوعي وقّع على الوثيقة الدستورية.

ذكرتَ أنّ الوثيقة الدستورية أثّرت على السلام، لماذا يرفض الحزب الشيوعي السلام الذي تَمّ في جوبا؟

رأينا من البداية.. كان واضحاً أن تحل القضايا بشكلٍ شاملٍ، لأنّه عندما تُحل القضايا بشكل جزئي كأنها مظالم، ستتفاوت هنا وهناك وستقوم الحروب مرة أخرى، ولن نحقق سلاماً حقيقياً، لذلك رفضنا السلام الجزئي والحلول الجزئية، خاصة وأن نظام الإنقاذ كان يعمل على حل القضايا كلاً على حدة، لذلك لم يصل لحل، بل بدأت الحروب تتناسل؛ وكل مجموعة تحمل السلاح لحل القضايا في إطار سياسات الحكومة، ونحن نحتاج لحل شامل، وهذا ما دعانا لرفض ما تم في جوبا؛ لأنه يذهب إلى ذات النهج، وأي حلول جزئية واتفاقيات جزئية، واتفاق جوبا أتى بحيلة جديدة بتقسيم التفاوض لمسارات، كأنها قضايا جهوية، وأعتقد أنّ جميع تلك الاتفاقيات لن تُمكِّن من الحل الشامل للقضية، بالإضافة إلى عدم إشراك الكل، وهذا يُعيد لنا مسلسل نيفاشا الذي أدّى إلى فصل الجنوب، وأيضاً من عيوب اتفاق جوبا عدم إشراك أصحاب المصلحة الحقيقيين، وقوى من الحركات المسلحة لم تشارك، وبعض القوى السياسية الأخرى لم تشارك، لذلك نقول ما تم في جوبا حلٌّ بين جهتين فقط.

نفهم من حديثك أن اتفاق جوبا سيزيد من المشاكل ولن يعمل على حلِّها؟

بالتأكيد.. هذا الاتفاق من شأنه أن يعمل أزمة داخل المناطق نفسها، وأعطى بعض الجهات التغول على الأخرى، وهذا ما حدث في الشرق الآن، وهذا ما جعل السلام لم يتم حتى الآن، ومازالت الصراعات والإفرازات الأمنية موجودة كأن شيئاً لم يكن، لأن هذه الاتفاقيات لا تمثل أصحاب المصلحة المكتوين بنيران الحروب، ولم يحقق الأمن حتى الآن، بل زاد من الاحتقان بين المكونات الإثنية التي تعيش في مكان واحد منذ مئات السنين، وما يحدث في الشرق خير دليل.

وهل تعتقد أن هنالك جهات معينة تقف وراء تأجيج الصراع في الشرق؟

نعم هنالك جهات داخلية وخارجية لعبت دوراً في هذا الأمر، واتفاق جوبا واحدة من نتائجه التوجُّه الذي تقوده دولٌ إقليمية تريد السيطرة على منطقة البحر الأحمر، وهذا التوجُّه موجود منذ أيام البشير، وما حدث في الميناء الجنوبي وتبعيته لرئيس الوزراء، وتعيين مدير جديد يُعد اتجاهاً للخصخصة، والتطبيع مع إسرائيل مربوطٌ بهذا أيضاً، والقضية ليست إثنية؛ ولكنهم يستغلونها لسرقة خيرات البلد.

دَعنا ننتقل إلى جزئية أخرى؛ مُقرِّر اللجنة المركزية لقِوى الحُرية والتّغيير طالب الحزب الشيوعي بالعودة لـ(قحت) هل أنتم مُستعدون للعودة؟

الحزب الشيوعي لن يعود للهبوط الناعم، وسنعمل على مقاومة الهبوط الناعم وإصلاح مسار الثورة حتى تعود لمسارها الصحيح، إذا أراد هؤلاء إصلاحاً، فعليهم أن يتراجعوا عن موقفهم لأنهم هم من خرجوا عن الثورة.

ولماذا لا تعودون للعمل على الإصلاح من الداخل؟

كما ذكرت آنفاً؛ أن الحزب الشيوعي لن يعود لمن سرقوا الثورة وقطعوا الطريق أمام تحقيق أهدافها.

مطلع الأسبوع الجاري تم التوافُق على تكوين مجلس شركاء الفترة الانتقالية؛ كيف تنظر إلى ما تَمّ من اتفاق؟

نحن ننظر إلى ما تَمّ في جوبا نفسه غير دستوري، وما بدأ غير دستوري فهو باطلٌ، وما بني على باطل فهو باطلٌ، لذلك مجلس الشركاء تكوّن نتيجة لاتفاق جوبا.

ولكن المادة (80) في الوثيقة الدستورية نصّت على ذلك؟

ما تم من اتفاق، مواءمته داخل الوثيقة الدستورية يؤكد بطلان ذلك، وهذه الوثيقة لا تعدّل إلا عبر المجلس التشريعي، وهذا منصوصٌ عليه.

ولكن ذات الوثيقة أعطت مجلسي السيادة والوزراء الحق في التعديل؛ حالة تعثّر تكوين المجلس التشريعي؟

مجلس الوزراء والسيادي مُكلّفان فقط بتشريع القوانين؛ وليس بتعديل الدستور، بالتالي ما تم من إجازة للمادة (80) بضم الاتفاقيات ليس دستورياً.

وهل تعتقد أن هنالك جهات تعمل على تأخير قيام المجلس التشريعي؟

ليس الآن فقط، ومن البداية كانت النيّة في تعطيل المجلس التشريعي، والوثيقة الدستورية تنص على تكوين المجلس في 90 يوماً، والمفاوضات من مهام مجلس الوزراء وليس مجلس السيادة، ولكن الرأسمالية الطفيلية تعمل على تقويض النظام القائم.

ولكن أنتم تبحثون عن سلام جزئي من خلال التحالف مع عبد العزيز الحلو وعبد الواحد نور؟

هذه غير صحيح؛ لأن علاقتنا بدأت مع الحركة الشعبية شمال، وليس الرفيق عبد العزيز الحلو وحده، وتواصلنا مع عقار والحلو باعتبارهم جزءاً من نداء السودان، واتفقنا معهم حول حاجات واختلفنا في حاجات، ولقاؤنا مع القائد الحلو في أديس أخرجناه للشعب السوداني في بيان؛ لأنه هو المعني بذلك.

وماذا عن التواصل مع عبد الواحد؟

عبد الواحد اتفقت آراؤنا معه في أن يكون السلام بالداخل بمشاركة جميع أهل السودان وأصحاب المصلحة الحقيقيين، ونحن في سبيل ذلك نتعامل مع الكل؛ ما عدا المؤتمر الوطني وما تشظى من تيار الإخوان المسلمين.

هل تتوقع أن ينطلق السلام من الداخل قريباً؟

هذا ما نخطط له حتى يشارك جميع أهل السودان، وليس النخب التي تقرر لشعب مصيره منذ 56 ونحن نريد الشعب هو من يقرر في مصيره.

ختاماً.. متى ينعقد المؤتمر السابع للحزب الشيوعي؟

التحضير للمؤتمر السابع يمضي بصورة طيبة، ونحن حدّدنا بشكل مبدئي أن يكون في شهر أغسطس من العام المقبل، وهذا التاريخ يُصادف إنشاء الحزب في أغسطس 1946م.

 

المصدر: صحيفة المواكب

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *