بقايا اوراق _ المتحولون ثورياً _ رندة بخاري

(1)

ثمة سؤال يطرح نفسه، هل أزمة التلفزيون القومي ستنتهي بعد فصل ستين موظفاً؟ في تقديري أن الإجابة لا تحتاج إلى كثير اجتهاد، فهي لا التلفزيون يحتاج إلى أن تهتم به الدولة وأن توفر للعاملين بيئة عمل جيدة وصحية، فالفقر الذي يُعاني منه الجهاز الناطق الرسمي باسم الدولة، انعكس على العاملين وعلى أدائهم، وحصد مرض السرطان أرواح الكثيرين منهم بسب الإشعاعات وملاحقتهم لحقوقهم المادية من وقت لآخر، والضائقة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، كل هذه الأشياء وغيرها يمر بها العاملون بالتلفزيون ولسان حال المفصولين منهم يقول (رضينا بالهم والهم ما راضي بينا)!

(2)

لجنة التمكين ينطبق عليها المثل القائل (راح ليهم الدرب في المويه)، ولم تعد تفرق ما بين الوطنيين الحقيقيين الذين كانوا يقفون في ظهر الثورة وما بين المتحولين ثورياً الذين لهم القدرة الفائقة على التحول في المواقف حسب مصالحهم الشخصية، خاصةً وأنّ التلفزيون به موظفون في مناصب حسّاسة، الجميع يعلم انتماؤهم السافر لحزب النظام البائد ومع ذلك يغضون الطرف عنهم.

(3)

التلفزيون القومي ما بعد ثورة ديسمبر لم يُلبِ طموح المشاهدين، إذ أنّ شكل الشاشة ظل بائساً، لأنه لا توجد ميزانية لإنتاج برامج ترتقي لمستوى المشاهدة، كما أن التلفزيون، لا توجد لدى القائمين على أمره رؤية لإدارته، ولا أفكارٌ للخروج به من أزماته المالية، ولو أقالت لجنة التمكين كل العاملين وجفّفته وجاءت بموظفين آخرين، ما لم توفر له ميزانية مالية مقدّرة، لن تحل مشاكله، وقد يصل مرحلة أن يكتب على بوابته الرئيسية مُغلق لحين إشعار آخر..!

ranadabokary@gmail.com

 

Exit mobile version