أعضاء السفارة السودانية بلندن.. تفاصيل اللجوء السياسي

السودان

تقرير اخباري : النورس نيوز

في سابقة تعتبر الأولى، اتّجه عدد من الدبلوماسيين والعاملين بالسفارة السودانية في العاصمة البريطانية (لندن)، طلب اللجوء السياسي بعد إقالتهم من مناصبهم بقرار صادر من لجنة إزالة التمكين، ودفع 6 منهم طلبات رسمية لمكاتب الهجرة ببريطانيا طلباً للجوء.

مَن هم؟

في مايو من العام الحالي، أحالت لجنة إزالة التمكين عدداً من السفراء للصالح بحجة انتمائهم للنظام السابق وحصولهم على ظائف عبر التمكين السياسي، القائمة شملت سفراءً بعدد من البلدان الأوروبية، منها سفراء السودان بلندن وواشنطن وألمانيا، وعقب فصلهم دفع السفراء المعنيون باستئناف للجنة التابعة لإزالة التمكين، بيد أنّ مصيرهم لم يحسم بعد، وإزاء هذا الغموض حول مُستقبلهم اضطر عدد منهم خاصة في لندن إلى طلب اللجوء السياسي، بعد عجزهم عن الحصول على مستحقاتهم أو قبول استئنافهم المقدم للجنة إزالة التمكين.
يقول أحد طالبي اللجوء من أعضاء بعثة السودان بلندن لـ(النورس نيوز)، إن 4 من أعضاء البعثة، تقدموا فعلياً بطلب لجوء سياسي، وأضاف “طلبات اللجوء لم تكن في الأيام الماضية، بل كانت عبر فترات مُتباعدة”، مشيراً إلى أنّ مسؤول الجوازات قدم للجوء السياسي وتبعه مسؤول الشؤون المالية، ثم مؤخراً أعضاء الملحقية العسكرية أحدهم برتبة صول ويعمل نائباً للملحق العسكري ورقيب أول يعمل ضمن الملحقية الإعلامية، وقال المصدر إن نائب السفير بدرجة وزير مُفوّض والمدير الإداري مازالا عاقلين، وأن أوضاعهما المادية بالغة التعقيد، وأشار المصدر إلى أن مسؤول الشؤون الإدارية بالسفارة لا يرغب في اللجوء السياسي، ولكنه رَاغبٌ في تسوية مستحقاته المادية ومعالجة أوضاعه بلندن قبل العودة للخرطوم، في الوقت ذاته أشار المصدر الى أن نائب السفير الوزير المفوض يعاني أيضاً من أوضاع معقدة، سيما أن أبناءه بالمدارس وانه لم يتحصل على مستحقاته منذ سبعة أشهر، ورحّج المصدر طلب الوزير المفوض للجوء أيضاً.

أوضاع مُعقّدة

يحكي المصدر لـ(النورس نيوز)، تفاصيل عن الأوضاع التي يُعاني منها أعضاء البعثة بلندن، قائلاً: “تم سحب الجوازات الدبلوماسية منهم وحُرموا من مستحقاتهم المادية، ولم تحدد لجنة إزالة التمكين مصيرهم، وإن بعضا من أعضاء السفارة لديهم مرضى بالمستشفيات يحتاجون للعلاج بصورة مستديمة، وأضاف “هذه الأوضاع المعقدة دفعت البعض للجوء السياسي”، حول قبول طلبات اللجوء، ويقول المصدر: لا استبعد قبول طلبات اللجوء، سيما أن مبررات الطلب تبدو موضوعية، وحول الانتماءات السياسية للذين طلبوا اللجوء السياسي، يقول المصدر إن ثلاثة منهم عسكريون (واحد شرطة، واثنان جيش) ليس لهم انتماء سياسي، الشخص الرابع يعمل إدارياً وبشهادة ثانوية وليس له ميول سياسية، وقال إن المدير المالي هو الشخص الوحيد الذي قام بعملية التسليم والتسلم ثم غادر طالباً اللجوء السياسي، وزاد: “باستنثاء الوزير المفوض لا يوجد شخصٌ له ميول سياسية”.

مَن يتحمّل المسؤولية؟

ثمة تساؤلات حول الجهات التي تتحمّل مسؤولية الأوضاع المُعقّدة التي يعاني منها أعضاء السفارة السودانية بلندن، ويقول المتحدث باسم السفراء المفصلين، السفير خالد موسى لـ(النورس نيوز)، إن وزارة الخارجية تتحمّل المسؤولية الأخلاقية والسياسية والقانونية للأوضاع التي يعاني منها أعضاء السفارة السودانية بلندن، ونوّه موسى إلى أن الخارجية تركتهم بالخارج دون الإيفاء بمستحاقتهم المالية، بل لم ترسل لهم تذاكر العودة للسودان وسحبت جوازاتهم السودانية وتركتهم عُرضة للأخطار، لأنهم لا يحملون وثائق سودانية سارية المفعول، وأضاف “هذا يُعرِّضهم للخطر والابتزاز، الخارجية لم تتّخذ تدابير بديلة، لأنها مشغولة بفصل الناس، والأسوأ تلاحقهم لمنعم من العمل بالمنظمات في الخارج”.

Exit mobile version