علي كل _ هل اصبح السودان بلا كبير؟!! _ محمد عبدالقادر

هل اصبح السودان بلا كبير؟، سؤال يستحق ان نطرحه بشجاعة في ظل السيولة البائنة في اوضاع بلادنا السياسية والامنية والخدمية -اي والله _ فالازمات تتناسل في كل مجال دون ان تجد من يحرك ساكنا.

يموت المواطنون باخف الامراض وفي صفوف الخبز و يعانون من ازمات الوقود والغاز دون ان تجد من يشعرك من المسؤولين بان هذا الوضع يؤلم الحكومة ويقلق القائمين علي الامر، تغلق المستشفيات ابوابها ويعز الحصول علي سرير لاستقبال مريض ، تحصد الكرونا ارواح الناس بالجملة ويخرج عليك المسؤولين مشغولين بالامور الصغيرة وكانما الذي يقع من فواجع ببلادنا يحدث في بلد اخر.

يستحكم الغلاء ولايجد الناس ما يسدون به رمق وجبة واحدة في اليوم ، ترتفع الاسعار ويدور السوق علي حل شعره والسلطة غائبة والحكومة مستسلمة للامر الواقع وعاجزة عن فعل ما يطمئننا علي ان هنالك حكومة ومسؤلين ودولة وسلطة قائمة بامكانها التدخل لحسم الفوضي وانقاذ حياة الناس.

حالة سيولة امنية لم تعد خافية علي احد ، اغتصاب لحرائر في قارعة الطريق ( حادثة بري)، و(قلع نص النهار) وتحت تهديد السلاح ( جرائم الصيدليات)، ترويع للمواطنين داخل دورهم ، عصابات تسرق الاموال وتخطف المقتنيات بالمواتر وغيرها، بلاد مفتوحة ( للكلب وغاشي الدرب) دون اية احترازات تحافظ علي هيبتها وامنها القومي.

فشل في ملف التعليم ابقي علي ابنائنا للعام الثاني علي التوالي دون دراسة، كل جهة تحمل الاخري مسؤولية ما حدث، والحقيقة ضائعة ما بين وزارة التربية والتعليم وادارة المناهج ووزارة المالية والنتيجة مدارس مغلقة وبلد بدون تعليم ، علي ايام الانقاذ رفع الناشطون شعار ( لا تعليم في وضع اليم) فما عساهم يقولون اليوم.

تدهور مريع في خدمات الكهرباء وقطوعات لم يوقفها حتي فصل الشتاء في سابقة نادرة تحدث لاول مرة في السودان ، غياب للمياه عن الاحياء السكنية وتراجع مزري في الامداد، ازمة مستفحلة في المواصلات قفزت بتسعيرتها للحد الذي جعل المواطنين والطلاب يختارون البقاء في البيوت لا هربا من الكرونا وانما بسبب الفاقة والفقر الذي جعلهم عاجزين عن الخروج للالتحاق بعمل لا يوفر لشاغله ( حق الفطور والمواصلات).

البلد تنهار وازماتها تتوجه في كل الاتجاهات ولاتجد من يردع او يحسم او ينفذ القانون، مصائر غامضة وسيناريوهات مجهولة وكبار البلد لا يلقون بالا لما يحيق بها من مخاطر.

يحدث كل هذا للاسف الشديد وكبار البلد في حالة انشغال بغنائم ومخصصات كراسي السلطة في ما يعرف بمجلس شركاء الفترة الانتقالية..

لاتجد ثمة من يستشعر اولويات المواطن الذي لا ناقة له ولاجمل في ما حدث وما سيحدث، لا ادري الي اين يقودون الوطن ولكن وبعد كل التدهور الذي حاق بالبلد يصر القحاتة الذين كتبوا بايديهم صلاحيات ومهام مجلس الشركاء ان يدخلوا السودان في نفق جديد بعد ان رقصوا علي انغام السلام في جوبا والخرطوم.

السلام يعني ان تتنازل عن مكاسب حتي تسع كيكة السلطة الجميع فلماذا يستشعرون الان ان دخول الحركات المسلحة لم يكن الا ( انقلاب ابيض) علي شرعية المؤسسات القائمة والتي هي في الاساس ذات طبيعة انتقالية..

وفي ظل كل ما يحدث يجدر بنا ان نتساءل.. (الناس في شنو وشركاء الفترة الانتقالية في شنو ؟!!) .. ونردفه بسؤال اخر..( البلد دي مافيها كبير؟!!)
مجرد سؤال..

*صحيفة اليوم التالي*

Exit mobile version